بعد وقف إطلاق النار.. صالح الجعفراوي يرحل برصاص عصاباتٍ متعاونة مع الاحتلال

قُتل الناشط صالح الجعفراوي في مدينة غزة، مساء الأحد، برصاص عصاباتٍ مسلّحةٍ في ثالث أيام وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر محلية إن جثمان الجعفراوي وصل إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة، بعد ساعاتٍ من انقطاع الاتصال به إثر توجهه إلى حيّ الصبرة جنوبي المدينة، لتغطية حجم الدمار في المنطقة، مشيرةً إلى أنه عُثر على سبع رصاصات في جسده.

إلى جانب نشاطه الإعلامي، قدّم الجعفراوي عددًا من الأغاني التي تُعبّر عن واقع غزة وطموحات الشعب الفلسطيني، من أبرزها أغنية "وينك يا إنسانية؟" التي أدّاها وسط الدمار في القطاع، ولاقت صدىً واسعًا بين مؤيديه ومتابعيه حول العالم

وأوضحت منصات إعلامية مقربة من حركة حماس أن الجعفراوي قُتل بنيران عصاباتٍ مسلّحةٍ في حي الصبرة، مبينةً أن هذه العصابات اغتالت مقاومين من كتائب القسام بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار خلال اليومين الماضيين، في محيط المستشفى الأردني.

وأشارت إلى أن وزارة الداخلية في غزة أعلنت عن مهلةٍ تبدأ يوم الإثنين، يمكن لعناصر الميليشيات المسلحة المتعاونة مع الاحتلال، الذين لم يتورطوا في جرائم قتل، تسليم أنفسهم للأجهزة المختصة وإعلان توبتهم، إلا أن اشتباكاتٍ عنيفة اندلعت في حي الصبرة بين عناصر أمن تابعين لحماس ومسلحين من تلك العصابات.

من هو صالح الجعفراوي؟

وُلد صالح عامر الجعفراوي في غزة عام 1998، وعُرف في القطاع كناشطٍ ومغنٍّ، غير أن شهرته ازدادت بشكلٍ كبيرٍ بعد عملية السابع من أكتوبر، حيث برز بتغطيته المكثفة لحرب الإبادة الإسرائيلية على حساباته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يُغلق موقع "إنستغرام" في شهر آذار/ مارس حسابَيْه بعد أن تجاوز عدد متابعيه تسعة ملايين ونصف المليون شخص.

وفي 15 شباط/ فبراير 2024، تعرّض الجعفراوي لاستهدافٍ من طائراتٍ إسرائيليةٍ مسيّرة أثناء تغطيته عملية إجلاء أطباء ومرضى من مستشفى النصر في جنوب غزة، على طريقٍ أُعلن مسبقًا أنه "آمن".

وسبق أن وُجّهت له اتهاماتٌ بأنه عميلٌ للاحتلال الإسرائيلي، وذلك في شهر نيسان/ أبريل 2024، عندما نشر حسابٌ إسرائيلي على منصة "إكس" يُدعى إيلي ديفيد تدوينةً زعم فيها أن الجعفراوي كان يعمل مع الاحتلال، قائلاً: "يمكن الكشف الآن عن أن الجعفراوي كان عميلًا إسرائيليًا وزوّد إسرائيل بمعلوماتٍ قيّمة"، وأضاف: "شكرًا لك شاليف ياريف (الاسم السري لصالح الجعفراوي) على خدمتك لإسرائيل".

🚨 Breaking: #MrFAFO is safely in Israel. It can now be revealed that he worked as an Israeli agent who provided Israel with valuable intelligence.

Thank you Shalev Yariv (undercover name "Saleh Jafarawi") for your service to Israel 🇮🇱🤎 pic.twitter.com/6zFe7A0c1J

— Dr. Eli David (@DrEliDavid) April 1, 2024

وسرعان ما تفاعلت حساباتٌ إسرائيليةٌ وعربيةٌ مع التدوينة، ليردّ الجعفراوي في مقطع فيديو عبر حسابه على إنستغرام قائلاً: "تشنّ قنواتٌ ومنصاتٌ إعلاميةٌ عبرية حملةَ تشويهٍ ضخمةً ضدي، وهذه المرة يدّعون أني عميلٌ سريٌّ لما يُسمّى إسرائيل. الله يطوّل بعمري وأظلّ فاضحكم".

بداية اسلوب جديد وقذر يستخدمه الاعلام والحسابات الارهابية الاسرائيلية عن طريق الادعاء وتشوية سمعة ناقلي الصورة والصحافة الفلسطينية من غزة بعد فشلها في الترويج لحربهم وتزوير الحقائق والكذب .

هذا ما حدث مع صالح الجعفراوي اثناء نقله للصورة للاستهدافات في مدينة رفح كانت هناك حملة… pic.twitter.com/nL50c6UHkI

— Tamer | تامر (@tamerqdh) April 3, 2024

وإلى جانب نشاطه الإعلامي، قدّم الجعفراوي عددًا من الأغاني التي تُعبّر عن واقع غزة وطموحات الشعب الفلسطيني، من أبرزها أغنية "وينك يا إنسانية؟" التي أدّاها وسط الدمار في القطاع، ولاقت صدىً واسعًا بين مؤيديه ومتابعيه حول العالم.

وفي أيلول/ سبتمبر 2025، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفخاي أدرعي أن الجعفراوي "يعمل لصالح حركة حماس، ويفبرك الأخبار، وينشر مواد دعائية مناوئة لإسرائيل تحت ستار التغطية الصحفية"، وهو ما أثار مخاوف على حياته، إذ سبق أن وُجّهت اتهاماتٌ مشابهةٌ لصحفيين فلسطينيين قُتلوا لاحقًا في غاراتٍ إسرائيلية.

وبعد إعلان التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، نشر الجعفراوي مقطع فيديو وهو يتجوّل في الشوارع مناديًا الأهالي النائمين ليلاً قائلاً إن الحرب انتهت.

لاحقًا، بدأ بنشر فيديوهاتٍ توثق حجم الدمار الذي خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، قبل أن تختطفه عصابةٌ مسلّحةٌ متعاونةٌ مع الاحتلال الإسرائيلي في حي الصبرة وتُعدمه.

إثر ذلك، كشف مصدرٌ في أمن المقاومة للتلفزيون العربي عن تنفيذ عمليةٍ أمنيةٍ ضد ميليشيا متعاونةٍ مع الاحتلال في حي الصبرة، استهدفت وقتلت عددًا من المسلحين.

وأوضح المصدر أن أفراد الميليشيا رفضوا وساطةً لتسليم أنفسهم بعد منحهم مهلة 24 ساعة، وأطلقوا النار على عناصر المقاومة، فجرى محاصرتهم والاشتباك معهم، ما أسفر عن مقتل وإصابة عددٍ منهم واعتقال آخرين.

وأكد المصدر: "لن نسمح لأي ميليشيا أو عناصر إجرامية تعاونت مع الاحتلال بنشر الفوضى داخل قطاع غزة."