11-يناير-2021

(محمد حسونة/ unsplash)

أسهمت درجات الحرارة المرتفعة مقارنة بالطقس المعتاد لهذا الوقت من العام في تسريع نضوج، وبالتالي قطف أصناف من الخضار قبل أوانها، الأمر الذي سبب للمزارعين خسائر كبيرة، جرّاء انخفاض الأسعار، وتكدّس منتجاتهم. 

       "بكسة الخيار" بـ 5 شواقل.. مزارعون: خسائرنا فادحة    

واضطر عدد من المزارعين لبيع صندوق الخيار بخمسة شواقل أو أقل، وبعضهم أتلف كميّات من محاصيله، كما أظهرت صور متداولة على "فيسبوك". فايز عودة من ضاحية ارتاح في طولكرم، مزارعٌ يزرع 23 دونمًا، بالخيار والبندورة والفلفل الحار والحلو والفاصولياء والخس والسبانخ.

يقول لـ "الترا فلسطين" إنه بات اليوم يقدّم محاصيله من الخس والسبانخ والخيار والبندورة كغذاء لأغنامه وطيوره، في محاولة لتقليل خساراته المتفاقمة، بدل إطعامها الأعلاف. 

ويشير إلى أنه يبيع صندوق الخيار (17 كيلوغرامًا) بسعر من 3-5 شواقل فقط، والفاصوليا بشيقلين، وكيس السبانخ بشيقلين، والجرجير (20 ضمّة) بشيقلين، عدا عن رمي التالف، رغم أنه وفي الوضع الطبيعي فإن صندوق الخيار لا يباع بأقل من 20 شيقل، والبندورة بـ30، حتى تتم تغطية رأس المال. 

ويرى عودة أن أسعار هذه الأيام لا تكفي لسد تكاليف أجرة القطف فقط، ناهيك عن تكاليف مياه الريّ والمبيدات والأسمدة والبلاستيك، وتعب المزارع اليومي، وهذا دون الحديث عن الربح.

إتلاف كميّات من الخيار

المعاناة ذاتها يتحدث عنها أحمد زهران، الجامعي الذي دفعته البطالة للعمل في أرض مساحتها 10 دونمات زرعها بالخيار والبندورة والفليفلة والباذنجان. يقول لـ"الترا فلسطين" إن كل صنف يحتاج عناية خاصة إلى أن يحين موعد القطاف، والأسعار التي تُباع هذه الأيام تعرّضه لخسائر كبيرة.

اقرأ/ي أيضًا: كلمنتينا من غزة.. صور

وبحسب مدير الإغاثة الزراعية في طولكرم عاهد زنابيط فقد تم رصد تكدُّس ما لا يقل عن 20 ألف صندوق من الخيار لدى مزارعين في طولكرم، بعد تعذّر بيعها، إضافة إلى أنّ ما يُقطف يومًا بعد يوم، يزيد من كميّة الخضار المتكدسة. 

    زنابيط: الأسعار التي تباع بها الخضار اليوم وبشكل خاص الخيار، لا تكفي لسداد تكلفة الريّ والأسمدة، فضلًا عن تكاليف القطف والنقل    

ويقول زنابيط في حديثه لـ "الترا فلسطين" إن هناك 3 أسباب أدت لانخفاض الأسعار، أوّلها ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي يزيد من كميّات الخضار المنتجة هذه الفترة، فالحرارة العالية تسهم في نضوج أبكر، بالتالي فإن المحصول متوفر بكثرة، علمًا أننا الآن في "مربعانية الشتاء" ومن المفترض أن تكون الأجواء باردة. 

والسبب الثاني وفقًا لزنابيط، فيكمن في عدم إمكانية تسويق منتجات الخضار الفلسطينية لمناطق الداخل، جرّاء إغلاق المعابر، بسبب الإغلاق في "إسرائيل" على خلفية جائحة كورونا.

أمّا السبب الثالث، فهو مرتبط بالثاني، إذ إن الإغلاق الحالي في "إسرائيل" شمل المطاعم والفنادق، الأمر الذي أدى لحدوث كساد في السوق الإسرائيلي، وبالتالي قلّ الطلب على المنتجات. 

 


اقرأ/ي أيضًا: 

خضار يُمكنكم زراعتها في حديقة المنزل ولا تحتاج لعناية

"حسبة" رام الله.. هل هي مكبّ لخضار وفواكه إسرائيل؟

"فلاحين كفر نعمة": جامعيون أعادتهم البطالة إلى الأرض