22-مارس-2018

الطالب أسامة عرار

أثار منشور لطالب في كلية الإعلام بجامعة النجاح الوطنية؛ غضب إدارة الجامعة، فقررت منعه من دخول الحرم الجامعي ومتابعة دراسته إذا لم يحذف المنشور ويتعهد بعدم تكرار ما جاء فيه، وهو ما يرفضه الطالب، ليبقى الأمر معلقًا حتى هذه اللحظة.

الطالب أسامة عرار، كتب على حسابه الشخصي في "فيسبوك" منشورًا قارن فيه بين جامعة النجاح، وجامعة بيرزيت، متحدثًا عن الحرس الجامعي، والكتل الطلابية، وأساليب التدريس، ليقول في النهاية إن هناك "منظومة متكاملة في جامعة النجاح تعمل على تدمير القيم الوطنية والحرية والتحرر من الاستعمار المتعدد أشكاله".

أسامة عرار، طالب في جامعة النجاح تحدث عن "منظومة تُدمر القيم الوطنية والحرية في جامعته" فتم وقفه عن الدراسة

ورأى عرار أن مسؤولية وجود هذه المنظومة تتحملها إدارة الجامعة، والحرس الجامعي، والطلاب، والكتل الطلابية، والمحاضرين.

شارك عرار هذا المنشور يوم السبت بتاريخ 17 آذار/مارس الجاري، ويوم الثلاثاء الذي يليه تلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس مجلس الطلبة في الجامعة، يُبلغه فيه أن الحرس الجامعي يبحث عنه لفصله من الجامعة. يقول عرار لـ الترا فلسطين إنه لم يأخذ الأمر على محمل الجد، بل ظنّه "مجرد مزحة"، ولكن في اليوم التالي (الأربعاء) أوقفه الحرس الجامعي خلال وجوده في الجامعة، ونقله إلى رئيس الحرس.

يبيّن عرار، أن رئيس الحرس سأله إن كان مقتنعًا بما يقول، فأجابه: "وجودي الآن في هذا المكان يؤكد صحة أقوالي". إثر ذلك طلب رئيس الحرس من الطالب عرار حذف المنشور وتوقيع تعهد بعدم الإساءة للجامعة، إلا أنه رفض معتبرًا ذلك "تقييدًا لحريته في الكتابة والتعبير عن رأيه".

وأضاف، "قال لي رئيس الحرس إن أمامي يوم للتفكير في الأمر، وأبلغني أنه سيسمح لي بدخول الجامعة لحضور امتحان كان مقررًا اليوم (الخميس)، لكن عندما شاركت منشورًا في اليوم ذاته مستنكرًا التهديد بفصلي من الجامعة بسبب المنشور، منعني الحرس من دخول الجامعة وحضور الامتحان".

الترا فلسطين توجه إلى جامعة النجاح الوطنية طالبًا توضيحًا للموقف. تحدث إلينا خالد مفلح، مدير العلاقات العامة بالجامعة، وقال إن الإجراء المتخذ ضد أسامة لم يكن من الحرس الجامعي، بل هو قرار إدارة الجامعة وقام الحرس بتنفيذه.

جامعة النجاح: الطالب أسامة عرار تجاوز حدود النقد إلى التجريح، وأساء لأساتذته وجامعته والكتل الطلابية

ورأى مفلح أن المنشور "تجاوز حدود النقد إلى التجريح"، مضيفًا، "الطالب يتهم الجامعة بتفريغ الطلبة من محتواهم الوطني والأخلاقي، هل يعقل أن تفعل جامعة النجاح ذلك؟ أو أي جامعة في الوطن؟".

وأضاف أن الجامعة تقبل النقد من الجميع، "لكن الطالب أساء لأساتذته، وللجامعة، وللكتل الطلابية"، مؤكدًا أن عودة عرار للدراسة مرهونة بحذف المنشور وتوقيع التعهد المطلوب منه.

ويتمسك عرار برفض شروط الجامعة التي يرى فيها "تكميمًا للأفواه"، مضيفًا أنه "لن يتنازل عن حقه في الكتابة حتى لو كان هجوميًا في طرحه، فهذا الحق مكفول في المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي انضمت له فلسطين بدون تحفظات" وفق قوله.

وتعهدت منظمة الحق بمتابعة هذه القضية مع إدارة الجامعة، فيما قالت الكتل الطلابية إنها ستجتمع لمناقشتها، رغم أن مجلس الطلبة أعرب عن استيائه من منشور عرار، واعتبره إساءة جماعية للجامعة والطلاب والكتل الطلابية، وفق ما أبلغنا به عرار.


اقرأ/ي أيضًا: 

جامعات تحت الاحتلال: نظرة تاريخية وقانونية

ماذا يقول طلبة القدس المفتوحة عن جامعتهم؟

جامعات قطاع غزة: تعليم أم تجارة؟