02-سبتمبر-2018

الصورة من أحد محلات سوق الملابس المستعملة في خان يونس - تصوير سند أبو لطيفة

منذ أكثر من (35 عامًا)، يعمل حامد السنداوي في تجارة الملابس المستعملة، بعد أن ورثها عن أبيه الذي كان يراه يسافر لاستيراد هذه الملابس، قبل أن يُصبح حامد تاجرًا يملك محلات في جميع مدن قطاع غزة، لكنه الآن شاهدٌ على أزمة كُبرى يعيشها هذا القطاع التجاري الذي يقوم على جلب الملابس المستعملة من تجار فلسطينيين في يافا وعكا، من خلال معبر كرم أبو سالم الذي يتراوح بين الإغلاق والعمل في سياق الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

[[{"fid":"73758","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":570,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]

تصوير سند أبو لطيفة

يجد سوق الملابس المستعملة في غزة زبائن من فئة معينة على أساس الذوق والإمكانيات المادية، وقد نشأ قبل عشرات السنوات، كما يقول السنداوي، مبينًا أنه قبل سبع سنوات كانت بسطات بيع الملابس المستعملة موزعة في الأسواق، مثل سوق السبت في رفح، وسوق الأربعاء في خان يونس، "لكن تم فتح محلات خاصة لبيع الملابس المستعملة كتسهيل للزبون في الشراء، بدلاً من الجلوس على الأرض والبحث بين مئات القطع".

إغلاق معبر كرم أبو سالم من حين لآخر يضرب تجارة الملابس المستعملة المنتشرة في غزة بسبب الفقر والبطالة

ويشرح السنداوي استيراد الملابس قائلاً إنه يتفق مع تاجر من يافا يعمل على جمع الملابس المستعملة بشكل مستمر، ثم يذهب بنفسه لتحميل الشاحنات وإدخالها عبر كرم أبو سالم، موضحًا، "قبل سنوات كنا نستورد وندخل البضائع من معبر كارني، وهذا كان أسهل بكثير، ولكن الآن يتم إدخالها من معبر كرم أبو سالم ويتأثر بشكل كبير بإغلاق وفتح معبر كرم أبو سالم".

اقرأ/ي أيضًا: البالة الإلكترونية.. سوق بلا ضرائب

من حين لآخر يُغلق جيش الاحتلال معبر كرم أبو سالم تحت ذرائع عديدة، فمثلاً في شهر أيلول/سبتمبر الجاري سيُغلق المعبر 7 أيام بسبب الأعياد اليهودية، ثم سيُغلق في الأول من تشرين أول/أكتوبر المقبل للسبب ذاته، هذا عن إغلاقه الشهر الماضي وفي شهور سابقة تحت ذرائع أمنية، في سياق الحصار المتواصل منذ 11 سنة على قطاع غزة.

تُسبب هذه السياسة أضرارًا جسيمة لتجارة الملابس المستعملة، فالاستيراد محدود، وإدخال الملابس من كرم أبو سالم يُلزم التجار بدفع عشرات آلاف الشواكل كضرائب وجمارك، هذا عدا عن محدودية البيع لاحقًا، وفق السنداوي.

[[{"fid":"73757","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":570,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

تصوير سند أبو لطيفة

حسن السنداوي، مالك محل يبيع الملابس المستعملة، يصف حركة البيع هذه الأيام قائلاً: "على الرغم من أن أسعار القطع رخيصة فهي تتراوح بين 5 و20 شيكل حسب أنواعها إن كانت رجالية أو نسائية أو للأطفال، إلا أن البيع قليل جدًا، والزبائن يُحاولون تخفيض الأسعار، ونحن نُضطر لقبول ذلك لأن زبائن القطع التي نبيعها من فئة محددة".

[[{"fid":"73760","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"4":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":570,"class":"media-element file-default","data-delta":"4"}}]]

تصوير سند أبو لطيفة

ويُهدد إغلاق معبر كرم أبو سالم من حين لآخر بنفاد الملابس في هذه المحلات، فالتجار - وفق السنداوي - يستوردون كميات محدودة من الملابس، ويبيعونها بسرعة، وتوقف الاستيراد يعني انتهاء حركة البيع، وبالتالي عجز التجار عن دفع إيجار محلاتهم الذي يصل في بعض المحلات إلى 17 ألف دولار سنويًا، هذا عدا عن أجور العمال.

انتقال تجارة الملابس من البسطات إلى المحلات، أوجد حاجة لتوظيف عمال إضافيين في هذا المجال، من أجل فرز الملابس وغسلها وكويها لعرضها في المحل، ويكون اختيارها أسهل بالنسبة للزبائن.

[[{"fid":"73756","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":570,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

تصوير سند أبو لطيفة

أحمد أبو حسين، مالك أحد هذه المحلات في خان يونس لا يُخفي مخاوفه من أن تؤدي الأزمة التي يمر بها قطاع غزة لإغلاق محله بالكامل، فالرجل قلّص - مُضطرًا - عدد العمال في محله مؤخرًا، مبينًا أن الأسعار الرخيصة لم تمنع إضعاف حركة البيع لديه، إذ أصبح شراء الاحتياجات الأساسية مثل الأكل أكثر أهمية من شراء الملابس بسبب ضعف مصادر الدخل.

وجود المحلات لا يعني أن البسطات أُزيلت أو تم الاستغناء عنها بالكامل، بل لا تزال موجودة، ولكن في أيام الأسواق المحددة لكل محافظة في قطاع غزة، لكن الإقبال على المحلات يبقى أكبر لأن الشراء من البسطات يجعل من الصعب إعادة الملابس التالفة أو تبديلها، كما يستغرق وقتًا طويلاً قياسًا بالشراء من المحلات.

وكانت نتائج مسح أجراه الإحصاء الفلسطيني أظهرت أن نسبة الفقراء بلغت 53%. أما نسبة البطالة، فقد بلغت 43.9% في قطاع غزة عام 2017.


اقرأ/ي أيضًا:

المحل للإيجار.. الإعلان الأشهر في غزة

الذهب في غزة في عصره الحجري

ثالوث التدمير لم يُبق رجال أعمال في غزة