الترا فلسطين | فريق التحرير

استكملت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، اليوم الإثنين، أعمال تجريف وهدم في مقبرة "اليوسفية" الإسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى.

وقال الخبير في شؤون العمارة بالقدس جمال عمرو، إن جرافات الاحتلال هدمت سور المقبرة وجرفت منطقة سوق الجمعة، وذلك بعد أيام من هدم درج المقبرة، مضيفًا في حديثه لـ "الترا فلسطين" أن الاحتلال استكمل اليوم أعماله التي بدأها قبل أسبوعين، رغم أنها توقفت "مؤقتًا" بسبب احتجاج أبناء المدينة، ثم استصدر الاحتلال أمرًا قضائيًا معزز بالشرطة والأمن، وأكمل اليوم أعمال الهدم.

واعتبر عمرو أن ما يجري انتهاك لحرمة المقبرة الإسلامية التي يوجد فيها قبور للصحابة الشهداء ونصب الجندي المجهول، مثلما جرى في مقبرة باب الرحمة ومأمن الله وفي يافا وغيرها.

ويهدف الاحتلال من وراء أعمال التجريف للسيطرة على جزء من المقبرة، كما فعل سابقًا في أجزاء هامة من مقبرة باب الرحمة القريبة، لمزيد من السيطرة حول سور القدس القديمة، بذريعة عمل حدائق ومسارات توراتية، وفقًا لعمرو.

واعتبر مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، أن تجريف قوات الاحتلال للمقبرة يعدّ "عدوانًا وتهويدًا". وقال في تصريح لوكالة "الأناضول" إنّ "هذا عدوان يأتي في سياق تهويدي للمدينة المقدسة، ومحاولة طمس التاريخ والوجه الحضاري لهذه المدينة العربية الإسلامية".

وأضاف أن "أي عبث من الاحتلال بجغرافية وحضارة هذه المدينة وتاريخها مرفوض تمامًا من كل الفلسطينيين، وكل عربي حر وكل مسلم وكل أحرار العالم".

      حسين: المقبرة اليوسفية جزء من المقبرة الرئيسية التي تقع خارج السور، وشكلت المدافن الرئيسة لسكان القدس منذ التاريخ الإسلامي الأول    

من جهتها، طالبت الخارجية الفلسطينية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بـ"تحرك عاجل لوقف جرائم الاحتلال ضد المقابر والمقدسات في القدس". وأدانت في بيان، "بأشد العبارات عمليات التجريف التي قامت بها سلطات الاحتلال لمقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة".

وأضافت أن "هذه الاعتداءات تندرج في إطار مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة ومحيطها، من خلال فرض تغييرات جوهرية على واقعها، وطمس هويتها الحضارية العربية المسيحية والإسلامية".

اقرأ/ي أيضًا: هدم درجات "اليوسفية": إبعاد الناس عن الأقصى وتهويد معالم المنطقة

وفي وقت سابق، قال المتابع لشؤون القدس فخري أبو دياب لـ"الترا فلسطين" إن سلطات الاحتلال تسعى لتهيئة جزءٍ من المنطقة الممتدة بين باب الرحمة والمقبرة اليوسفية لإقامة البنية التحتية للقطار الهوائي، الذي يبدأ من غرب القدس مرورًا بباب المغاربة ثم الالتفاف فوق القصور الأموية إلى مقبرة باب الرحمة التي يعمل بها الاحتلال الآن، ومن ثم إلى جبل الزيتون.

وأكد أبو دياب، أن الاحتلال يهدف إلى تغيير هذه المنطقة وواقعها، وفرض وقائع جديدة ومعالم يهودية.

وقال إن الاحتلال يهدف إلى إغلاق هذه المنطقة أمام المصلين لعرقلة الوصول للمسجد، وبالتالي تفريغه والبلدة القديمة من أهل القدس.

اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو | دقيقة ونصف من الجدار!