23-نوفمبر-2022
حكومة المستوطنين

الترا فلسطين | فريق التحرير

حذر الكاتب اليميني الإسرائيلي بن درور يميني من أن شرعنة البؤر الاستيطانية غير المرخصة في الضفة الغربية، لأنها ستقود إلى "الدولة الواحدة" وفق اعتقاده. تحذير بن درور يمني جاء في مقال بعنوان "حكومة فتية التلال" نشره في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الثلاثاء.

جميع مكونات الائتلاف الحكومي القادم توصلت لاتفاق "بهدوء وبدوء ضوضاء أو معارضة" يقضي بترخيص البؤر الاستيطانية التي أقيمت بدون ترخيص رسمي من جيش الاحتلال أو أي جهة حكومية، خاصة تلك التي أقيمت بعد عام 2001

وأوضح يميني أن جميع مكونات الائتلاف الحكومي القادم توصلت لاتفاق "بهدوء وبدوء ضوضاء أو معارضة" يقضي بترخيص البؤر الاستيطانية التي أقيمت بدون ترخيص رسمي من جيش الاحتلال أو أي جهة حكومية، خاصة تلك التي أقيمت بعد عام 2001، وتحويلها إلى مستوطنات مرخصة لدى دولة الاحتلال.

وبترخيص هذه البؤر فإنه سيصبح لكل منها مجلس بلدي، وسيتم ربطها بالبنية التحتية، وستدفع حكومة الاحتلال لهم رواتب، وهذا، وفق رأي بن درور يميني، يعني الدفع بمشروع الدولة الواحدة قدمًا، وهذا قد يقود المشروع الصهيوني برمته إلى نهايةٍ ثنائية القومية "على نحو ينسينا أن المشروع الصهيونية كان قائمًا يومًا" حسب تعبيره.

وقال: "لم تُقدم أي حكومة إسرائيلية سابقة على شرعنة البؤر الاستيطانية، ولا حتى في السنوات التي كان فيها بنيامين نتنياهو رئيسًا للحكومة مع ائتلاف من أحزاب يمينية خالصة،  ليس لأن نتنياهو يؤيد حل الدولتين، بل لأنه يعلم أن هذه الخطوة انتهاكٌ لعهد قطعته إسرائيل على نفسها في عام 2003 بإخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، ويعلم أننا بشرعنة هذه البؤر نلحق الأذى بأنفسنا، إذ أن هناك شيئًا أسوأ من الدولة الفلسطينية: دولة ثنائية القومية."

وادعى يميني، أن نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة تعني ميل غالبية الإسرائيليين للبرنامج السياسي الذي يقوده نتنياهو، وليس لبرنامج بتسلئيل سموتريتش.

وقال، إن إصرار بتسلئيل سموتريتش على تولي وزارة الجيش سببه الدور الكبير الذي يلعبه وزير الجيش في ملف الاستيطان، من خلال الإدارة المدنية والهيئات الأخرى التابعة لها وتملك صلاحيات الدولة في الضفة الغربية، وبالتالي فإنه سيكون قادرًا على تحديد ما سيحدث في البؤر الاستيطانية مثل "حومش" و"أفتار" والخان الأحمر.

إصرار بتسلئيل سموتريتش على تولي وزارة الجيش سببه الدور الكبير الذي يلعبه وزير الجيش في ملف الاستيطان، من خلال الإدارة المدنية والهيئات الأخرى التابعة لها وتملك صلاحيات الدولة في الضفة الغربية

وأضاف بن درور يميني، أن معلومات حديثة وردت حول المفاوضات الائتلافية تشير إلى أن بتسلئيل سموتريتش مستعدٌ للنزول عن الشجرة والاكتفاء بوزارة المالية، لكنه يشترط نقل الصلاحيات المتعلقة بالضفة الغربية من وزارة الجيش الى وزارة المالية،  وبذلك سيكون بمقدوره أن يقرر شرعنة البؤر الاستيطانية، وربما بناء  المزيد من البؤر الاستيطانية، وتخصيص الميزانيات للاستيطان.

وتابع: "بذلك نصل إلى مرحلة حكومة فتية التلال على الأقل في مجال الاستيطان. سموتريش لم  ينزل عن الشجرة. والعكس صحيح. يريد أن يُصعدنا جميعًا على الشجرة. وسوف نسقط". ومصطلح "فتية التلال" هو الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي، الذي تعتبر البؤر الاستيطانية معقلاً له وهو من يبادر لإنشائها في السنوات الأخيرة.

واعتبر يميني، أن ملف الاستيطان من شأنه حسم قضايا هامة جدًا تتعلق بمستقبل إسرائيل كدولة يهودية و"ديمقراطية"، رافضًا اتخاذ قرارات بهذه الأهمية فقط لأن حزبًا "هامشيًا" -في إشارة للصهيونية الدينية- تمكن من فرض برنامجه الساسي. وأضاف: "من الناحية الرسمية والقانونية بمقدور سموترش فرض توجهاته، هذه هي الديمقراطية وهذه أيضًا تشوهات للديمقراطية. لكن مثل هذه القرارات تتطلب إجراء نقاش عام واسع وأن يتم اتخاذها بأوسع توافق ممكن، تمامًا مثل القرارات المتعلقة بالقوانين الأساسية (الدستورية)".

اعتبر يميني، أن ملف الاستيطان من شأنه حسم قضايا هامة جدًا تتعلق بمستقبل إسرائيل كدولة يهودية و"ديمقراطية"، رافضًا اتخاذ قرارات بهذه الأهمية فقط لأن حزبًا "هامشيًا" -في إشارة للصهيونية الدينية- تمكن من فرض برنامجه الساسي

وادعى يميني، أن الشخص الوحيد القادر على "إنقاذ إسرائيل من كارثة الدولة الواحدة هو بنيامين نتنياهو"، مبينًا أن هذا ممكنٌ من خلال حكومة وحدة، وهذه تحتاج إلى نزول بيني غانتس ويائير لابيد عن الشجرة. وتابع: "نتنياهو منع التوسع المفرط في المستوطنات. وهو من أخلى مستوطنة حومش وبؤرًا أخرى. لكن هل ستكون لديه القوة والإرادة لمنع الكارثة؟".

ويختم الكاتب الاسرائيلي الشهير بالاشارة الى أن الوحيد القادر على انقاذ اسرائيل من خطر الدولة الواحدة هو نتنياهو إن صح عزمه:"سخرية القدر أنه لا يوجد سوى شخص واحد يمكنه الوقوف في وجه سموتريتش وإنقاذنا من كارثة دولة ثنائية القومية. اسمه بنيامين نتنياهو. يمكنه أن يفعل ذلك من خلال حكومة وحدة ، بشرط نزول لبيد وغانتس عن الشجرة. ويمكنه أن يفعل ذلك كما فعل خلال معظم سنواته في الحكومة اليمينية. لقد منع ببساطة التوسع المفرط في المستوطنات. لم يمنح الشرعية للبؤر الاستيطانية غير القانونية. لقد أخلى مستوطنة حومش وبؤر اخرى، .  لكن هل ستكون لديه القوة والإرادة لمنع الكارثة؟".