12-سبتمبر-2020

وصل دحلان إلى الأروقة العميقة في قصور أبوظبي - gettyimages

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، تحقيقًا تحت عنوان "صفقة دحلان" على صفحتها الأولى في نسختها الورقية الصادرة، صباح الجمعة، خلُصت فيه إلى أن محمد دحلان "بات المستشار السري لحاكم الإمارات الفعلي محمد بن زايد، القادر على كل شيء (..) وهو ضالعٌ خلف الكواليس في بلورة اتفاق التطبيع الكامل بين الإمارات و"إسرائيل".

الطائرة الإماراتية التي حملت مساعدات قبل أسابيع كان على متنها دحلان وطحنون بن زايد وشخصية تعادي أبو مازن

هذا التحقيق أعدته سمادار بيري، وهي صحافية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط، انفردت لسنوات بنشر تقارير حصرية عن قيادة السلطة الفلسطينية والمسؤولين العرب، حيث كشفت أن دحلان كان قد وصل إلى "إسرائيل" قبل أسابيع برفقة طحنون بن زايد، وهو شقيق محمد بن زايد ومستشار الأمن القومي الإماراتي، إضافة إلى شخصية أخرى "معروفة لدى الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي، وتحمل عداءً كبيرًا لمحمود عباس" وفق وصفها.

تحقيق يديعوت على صفحتها الأولى الجمعة: صفقة دحلان

يدور الحديث هنا عن طائرة إماراتية نزلت في مطار اللد، قالت الإمارات إنها تحمل مساعدات للشعب الفلسطيني، ورفضت السلطة الفلسطينية استلامها، لكن التحقيق يؤكد، نقلا عن عدة مصادر لم يكشف هويتها، أن دحلان وابن زايد كانا على متن هذه الطائرة، مضيفًا أن ضابطًا إسرائيليًا رفيعًا استبعد أن يكون دحلان وطحنون قد عادا من الرحلة دون أي لقاءات مع إسرائيليين.

ويقول التحقيق، إن دحلان "يُعزز قوته وثراءه في دبي وأبوظبي، لكنه يُفكر طوال الوقت أيضًا في أن يكون الزعيم الجديد الذي سيخلف محمود عباس"، لكنه استدرك بأن من وصفهم "رجال أبو مازن لا يرون احتمالاً لحدوث ذلك".

وتكشف معدة التحقيق، أنها قبل أربع سنوات رأت رئيس جهاز "الشاباك" السابق يعقوب بيري ودحلان يجلسان على أريكة واحدة في أحد الفنادق الشهيرة في أوروبا، قالت: "كانا يضحكان بصوت مرتفع، وأحيانًا يتحدثان همسًا، وتعتلي وجهيهما ملامح الجدية".

تحقيق يديعوت: دحلان صديق لرئيس الشاباك السابق ومستشار سري لحاكم الإمارات، ويمد أذرعه للأردن ومصر ولبنان

وأضافت، "أتذكر تمامًا ذلك اللقاء. هذا الأسبوع قال لي يعقوب بيري: دحلان لم يكن يومًا ضالعًا بالعمليات. لقد قضيت سابقًا معه عشرات الساعات، وتطور بيننا نوع من الصداقة. إنه نموذج مثير جدًا". 

شاهد/ي أيضًا: فيديو | دحلان والمرتزقة وعبثٌ باليمن

تعتبر معدة التحقيق، أن "هذا الذكاء هو الذي أوصل دحلان إلى النقطة الحالية، فهو المستشار السري لحاكم الإمارات، ويمدُّ أذرعه إلى مصر والأردن ولبنان عبر الكثير من المال والعلاقات. ويُتقن أدوات اللعبة في الإمارات والخليج (..) وخلال السنوات الماضية عزز من سيطرته داخل الأروقة العميقة في القصورة الإماراتية، وهو يهمس في أذن محمد بن زايد وللأعراب عن رأيه في كل المسائل الطارئة، لكنه يحرص أن يبقى خلف الكواليس وعلى نحو أقل تحت الأضواء".

وأضافت، "مثلاً، عندما وصل الوفد الإسرائيلي الإعلامي إلى الإمارات مؤخرًا، سارع دحلان لزيارة القاهرة. لكن عندما تزور الإمارات شخصية رفيعة من الولايات المتحدة فإن يتواجد في المكان".

التقت معدة التحقيق مع نبيل شعث، الذي عرّفته بأنه من "القيادة القديمة" لمنظمة التحرير، فقال لها، إن دحلان "يعمل ضد مصالح شعبة، واسمه يظهر عندما يحدث أي خلل في الشرق الأوسط، أو عند اندلاع أي عنف".

شعث: إسرائيل تعزز قوة دحلان سرًا، لكني أحذرها أنه قد لا يتردد في خيانتها

وحذّر شعث من أن "إسرائيل تُعزز قوة دحلان سرًا"، كما حذّر "إسرائيل" نفسها من أنه "قد لا يتردد في خيانتها"، مؤكدًا، أنه يؤدي الآن "دورًا مفتاحيًا" بين الإمارات و"إسرائيل" في ملف التطبيع.

وتابع، "أنا أعتقد أنه (دحلان) رجلٌ ذكي، ولكنه خطيرٌ جدًا".

اقرأ/ي أيضًا: هارتس: دحلان صديق ليبرمان والوسيط بين الإمارات وإسرائيل

وكشف التحقيق، أن دحلان اجتمع في القاهرة، يوم السبت الماضي، مع "مجموعة صغيرة من رجاله في الضفة الغربية"، موضحًا أن الاجتماع كان يهدف إلى معرفة كيف يُفكر الجيل الشاب في الضفة الغربية.

وأشار إلى أن "مصادر تابعة لحركة حماس" تتهم أذرع دحلان بالضلوع في اغتيال محمود المبحوح خلال وجوده في فندق بإمارة دُبي عام 2010، مبينة أن موظفين في شركة مقاولات تابعة لمحمد دحلان، أحدهما يُدعى أحمد حسنين والآخر أنور شحبير استئجرا الغرف باسميهما لصالح عملاء "الموساد".

وأضاف التحقيق، أن ضابطًا أمنيًا كبيرًا في دبي قال إنه ليس متأكدًا مما إذا كان الرجلان يعلمان أنهما يساعدان "إسرائيل" في الاغتيال، وإذا كان دحلان في صورة الأمور.

وتطرق التحقيق إلى مصادر "الأموال الهائلة" التي جمعها محمد دحلان، مشيرًا إلى أن السلطة الفلسطينية طالبت الشرطة الدولية "الانتربول" في عام 2012 بتسليمها دحلان للتحقيق معه حول اختفاء عشرات ملايين الدولارات التي كان مفترضًا استثمارها في الضفة الغربية.

وأكدت معدة التحقيق أنها حاولت الحصول على تصريحات حول هذا الموضوع من جبريل الرجوب عدة مرات هذا الأسبوع، لكنه رفض الرد، مبررًا ذلك بأنه "لا يتحدث مع إسرائيليين"، خصوصًا عن دحلان "فهذه مسألة داخلية"، لكنها أفادت بأن أحد المقربين منه بادر إلى استعراض وثائق حول 120 مليون دولار قال إن دحلان جمعها منذ وصوله إلى أبوظبي.


اقرأ/ي أيضًا: 

محمد دحلان: "سمسار تهويد القدس بأموال الإمارات"

العاشرة العبرية: دحلان هو قاتل أبو عمار