12-نوفمبر-2022
gettyimages

gettyimages

تعاني "إسرائيل" من تطبيق تيلجرام مؤخرًا بشكلٍ كبير، وفي الوقت الذي يتركز الحديث عن ارتباطاته السياسية، قالت صحيفة هآرتس العبرية، أن هناك ارتباطًا واضحًا بين السوق السوداء وتجارة المخدرات غير القانونية في تيليجرام، بالإضافة للمعلومات الحساسة التي تستهلكها الأحزاب السياسية وكبريات الشركات والصحفيين، بحسب التحقيق الذي نشرته الصحيفة العبرية بعنوان "هكذا تُدار السوق السوداء للمعلومات الحساسة في إسرائيل في تيليجرام".

هناك ارتباطًا واضحًا بين السوق السوداء وتجارة المخدرات غير القانونية في تيليجرام

وتقول الصحيفة إن سوق المخدرات في "إسرائيل" الموجود على تيليجرام يعرف بـ"Telegrass" وهي شبكة لتوزيع الحشيش في "إسرائيل" تضم أكثر من 200000 عضو، وتستخدم تطبيق الرسائل المشفرة Telegram. ومن خلاله تتيح الشبكة التوصيل المجهول للقنب وخيارات تقييم المنتج والبائعين. وبحسب الصحيفة، تشير التقديرات إلى أن إيرادات Telegrass تبلغ 60 مليون شيكل شهريًا.

وأضافت الصحيفة، "دخلت Telegrass  العمل في عام 2017 كنوع من المنصات الآمنة نسبيًا لتجارة الأعشاب المخدرة. وأصبح هناك عدد من المجموعات التي تعمل بهذا الاسم على تطبيق المراسلة الفورية Telegram مكانًا للقاء بين التجار والمشترين المحتملين. ومع مرور السنين، أصبح "Telegrass" اسمًا عامًا لمئات المجموعات وحسابات تجار المخدرات في إسرائيل، من جميع الأنواع، الذين يقومون بتسويق بضاعتهم عبر هذا نوع من المتاجر الرقمية، بمساعدة روبوتات الدردشة وهي برامج محادثة ذكية وآلية قادرة على تقديم الإجابات الفورية". وتشير الصحيفة إلى أنه اليوم يمكن شراء أيّ دواء في "إسرائيل" من خلال تيليجرام.

وعن المجموعات الأخرى في التطبيق، تضيف الصحيفة "إلى جانب عصابات المخدرات، هناك سوق سوداء متنامية للبضائع التي تساوي الذهب. في العقود الأخيرة، أصبحت المعلومات السلعة الأكثر قيمة في العالم: العديد من الشركات تتاجر بها بشكل قانوني، بما في ذلك مزودي المعلومات المالية مثل رويترز وبلومبرج ومقدمي خدمات التأمين ومقدمي معلومات المستهلك مثل Axiom وNielsen، التي توفر معلومات عن سلوك الجمهور وأمور أخرى". أمّا عن النشاط القانوني في نفس هذا السياق، تستكمل الصحيفة الحديث عن مجموعة "telegrass of the data" وهي "مجموعات يمكن من خلالها شراء أنواع مختلفة من المعلومات غير القانونية". وتقدم هآرتس عينةً من هذه المجموعات، قائلة: "في الرسالة التعريفية لأحدى هذه المجموعات كُتب -مرحبًا بكم في ... مجموعة تداول المعلومات الشخصية على "Telegram في القائمة: أرقام الهواتف وبطاقات الهوية وتفاصيل حساب Facebook وثمة مواقع أخرى مشابهة مقسمة حسب المنطقة والسكان والأصل. إلى جانب المعلومات الأولية والمعلومات التي تمت معالجتها، يمكنك الحصول على عملاء محتملين ورسائل ومحادثات وإعجابات ونقرات دخول إعلانات دعائية ومحتوى مروَّج وروبوتات وحتى خدمة للتخلص من حسابات Instagram".

ويتم الحصول على البيانات من السوق السوداء، من خلال طرح السؤال في عبر روتوتات تيليجرام، التي تصل إلى المعلومات من مصادرة مفتوحة أو مسروقة أو مخترقة، تم تسريبها بشكلٍ غير قانوني عبر شبكة الانترنت، وتصبح متاحةً لأكبر قدر ممكن من الناس. وفي مثال على ذلك، تشير إلى أن هناك معلومات شخصية وحساسة لما يقارب المليون إسرائيلي بما فيها أرقام الهوية والهاتف، وهي تعتمد على بيانات تم تسريبها على مدار سنوات.

وخلال التحقيق، قامت "هآرتس" بفحص عينة عن التفاصيل الشخصية لاثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين، يعملون في المستوى العسكري والقضائي، وتمكنت من الوصول إلى أرقام الضمان الاجتماعي وأسماء أفراد عائلاتهم وعناوينهم الكاملة، وتنقل الصحيفة عن مصدر مطلع على سوق المعلومات القانوني وغير القانوني، قوله: "تخدم قواعد بيانات Osint بشكل أساسي المحققين الخاصين ومن يقومون بجباية الشيكات والمحامين والصحفيين". وأضاف "هناك عناوين وأرقام هواتف لمعظم الإسرائيليين هناك. وفي ظاهر الأمر، هذه معلومات حساسة، لكن تم تسريبها منذ سنوات". وتشير الصحيفة إلى أن خبراء الانترنت يحذرون من استخدام هذه المعلومات من قبل المجرمين في ارتكاب عمليات الاحتلال وانتحال الشخصيات.

وحول مصادر هذه المعلومات، تكشف صحيفة أن مصدر المعلومات المتاحة عبر المجموعات هو "اختراق أو تسريب قواعد البيانات القانونية". موضحةً، "باعت إحدى المجموعات، قاعدة بيانات بها معلومات تعريفية عن 30000 إسرائيلي تم تسريبها من راديو 103FM، وقاعدة بيانات للمرضى تم تسريبها من معهد مور، وكذلك قاعدة البيانات الكاملة التي سُرقت من موقع التعارف الخاص بالمثليين Atref - بما في ذلك تفاصيل 13000 إسرائيلي قاموا بحذف حساباتهم (المعلومات التي تضمنت الاسم الكامل، والبريد الإلكتروني والهاتف والميول الجنسية وحتى الرسائل الشخصية التي  تداولها رواد الموقع، وكشف فحص عشوائي أن أرقام الهواتف نشطة وتؤدي إلى أشخاص يحملون نفس الاسم".

وتحت عنوان فرعي: "معلومات مصنفة، متاحة لكل مشتر" كتبت الصحيفة: "في إحدى مجموعات تيليغرام كتب أحد التجار: يجب على كل من يحتاج إلى بيانات الاتصال بي بشكل خاص". مشيرةً إلى أن هناك "أرقام هواتف مصنفة على أساس السكن في المدن ومُسربة منذ عام 2021. وفي بعض الأحيان يتم بيع نفس مستودع المعلومات لعدة أشخاص، وفي بعض الأحيان يتعهد بأن يكون البيع حصري في نفس المحادثة، وتم عرض قاعدة البيانات الخاصة بالطلاب للبيع لأربعة عملاء، مقابل 1800 شيكل لكل منهم -بينما تدخل تاجر ثان في المحادثة وعرضها حصريًا مقابل 2000 شيكل".

ووفقاً للصحيفة: يبحث آخرون عن عناوين بريد إلكتروني، طارحةً مثال "أحدهم كتب على إحدى المجموعات نحن مهتمون بشراء قاعدة بيانات لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمتبرعين للمنظمات غير ربحية، أو رسائل البريد الإلكتروني لجميع مستخدمي فيسبوك الإسرائيليين". وردًا على ذلك، "تلقى العميل عرضًا لمليون مستخدم إسرائيلي على Facebook". وعن عينات البحث، تقول الصحيفة "يبحث آخرون عن معلومات أكثر دقة، على سبيل المثال معلومات عن المتحدثين بالروسية في الشمال أو عدد الروس".

أحدهم كتب على إحدى المجموعات نحن مهتمون بشراء قاعدة بيانات لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمتبرعين للمنظمات غير ربحية

وتتنوع هذه المجموعات، حيث يوجد مجموعات لتداول العملات الأجنبية والرقمية، بالإضافة إلى عملاء يرغبون في زيادة عدد المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي حالة كان هناك طرح بين روبوت يقوم بعمل حملة تبليغات جماعية على حساب معين على انستغرام.

وحول خليفة هذه المجموعات، تشرح الصحيفة أنه عادة ما يكون تُجار المعلومات في مجموعات تيليغرام قراصنة إلكترونيين يعرفون كيفية اقتحام قواعد البيانات وسرقتها، أو متصفحين بارعين للانترنت يعرفون كيفية البحث في الزوايا المظلمة للانترنت، من أجل الحصول على معلومات قام آخرون بسرقتها وتوزيعها.

كما يتم بيع المعلومات السياسية في هذه المجموعات، مما يلقي بعض الضوء على جهود الأحزاب لجمع المعلومات المحدثة قبل الانتخابات،. ويتم توفير قواعد بيانات للناخبين المحتملين. فيما ترتفع الأسعار قبل الانتخابات، أمّا من يطلب المعلومات هي شركات تقدم خدمات الترويج.