18-سبتمبر-2022
تهريب السلاح إلى إسرائيل

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

نشر موقع "واللا" العبري اليوم الأحد، تحقيقًا موسّعًا حمل عنوان "الأسلحة بدلًا من المخدرات: تهريب آخذ في الاتساع" تحدّث فيه عن حضور المال وكذلك الدوافع القومية وراء عمليّات التهريب.

كمية أكبر من الأسلحة، ومخدرات أقل مثل الكوكايين والماريجوانا في عمليات التهريب خلال السنوات الأخيرة والتي تتم عبر الحدود مع الأردن ولبنان وسوريا ومصر 

وبحسب ماء جاء في التحقيق، فإنّ تزايدًا طرأ على عدد الأسلحة المهرّبة إلى "إسرائيل" في السنوات الأخيرة، حيث تشير التقديرات إلى وجود عشرات الآلاف من الأسلحة غير المشروعة وخاصة بين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر. حيث يواصل المهرّبون أنشطتهم بسبب الأسعار الباهظة للسلاح في "إسرائيل" وفي الضفة الغربية، وبالتالي زيادة الأرباح التي يحصلون عليها.

وأضافت الموقع أن موجة تهريب المخدرات إلى "إسرائيل" من لبنان والأردن ومصر لا تتوقّف، بل تزداد سوءًا في ظل غياب حدود محكمة الإغلاق، ونظرًا للفراغ الناجم عن قلة عدد القوات المنتشرة على طول الحدود.

تهريب السلاح

ووفق تقدير الجهات الأمنية الإسرائيلية، فإن من خصائص عمليات التهريب التي تم إحباطها في السنوات الثلاث الماضية ضبط كمية أكبر من الأسلحة مقابل مخدرات أقل مثل الكوكايين والماريجوانا، وهذا يعود للربح الهائل الكامن في بيع الأسلحة في "إسرائيل". فعلى سبيل المثال فإنّ الجيل الرابع والخامس من مسدسات غلوك، من بين أكثر المسدسات تطورًا في السوق، يقدّر ثمنها بألفي دولار، لكنها تباع في السوق الإسرائيلية بحوالي 45 ألف شيقل، فيما تُباع بندقية M-16 التي يقدّر ثمنها بعدة آلاف من الدولارات، بينما تباع في السوق الإسرائيلي مقابل 110-90 ألف شيقل، فيما تباع بندقية كلاشينكوف بنحو 60 ألف شيقل، فيما يتناقص الطلب على بندقية كارلو بسبب الحاجة العملياتية لمستخدميها، لسلاح موثوق ودقيق.

يواصل المهرّبون أنشطتهم بسبب الأسعار الباهظة للسلاح في "إسرائيل" وفي الضفة الغربية، وبالتالي زيادة الأرباح التي يحصلون عليها 

وقال معدّا التحقيق شلومي هيلر وفينير يغني، إن من يهرّبون السلاح يفضلون خط الحدود المليئة بالثغرات بين "إسرائيل" والأردن، حيث كان يتم في الماضي نقل معظم الأسلحة إلى الضفة الغربية، وبيع جزء منها داخل المجتمع العربي في "إسرائيل"، لكن اليوم معظم الأسلحة والذخيرة تذهب مباشرة إلى داخل الخط الأخضر، وبالتالي توطدت العلاقة بين الطرفين إلى مستوى بات فيه "عرب إسرائيل" من المثلث في الشمال  وكذلك بدو النقب في الجنوب، يديرون عمليات التهريب وتجارة الذخيرة دون أي خوف.

وأشارا إلى أن طبيعة "البضائع" المهرّبة عبر الحدود تشهد تغيّرًا، فأنواع البضائع المهربة عبر الحدود تتحول من مخدرات إلى أسلحة، وبالتالي، في السنوات الأخيرة.

كما ربط التحقيق بين زيادة كمية التهريب من الحدود اللبنانية، واكتشاف الأنفاق الهجومية التابعة لحزب الله في المنطقة. وقال إن المهربين على الحدود اللبنانية، بدأوا في إعطاء الأولوية لتهريب السلاح، ليس فقط لأسباب اقتصادية ولكن أيضًا لأسباب قومية. فعلى سبيل المثال، في حالة تهريب الوسائل القتالية التي تم ضبطها أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2021، تضمنت 100 قنبلة يدوية، معدة لـ "الإخوة في الجليل"، أي للمواطنين العرب الإسرائيليين في الشمال ضد الشرطة وقوات الأمن لاستخدامها خلال أعمال الشغب. وحالة أخرى، تم تنفيذ الهجوم الذي قتل فيه إلياهو كاي على يد فادي أبو اشخيدم في القدس باستخدام سلاح عادي تم تهريبه بحسب التقديرات من الأردن، كما أن الهجوم الذي وقع في الغور قبل أسبوع واستهدف حافلة الجنود، جرى -حسب التقديرات- باستخدام أسلحة مهربة من الحدود الأردنية.

المهربون على الحدود اللبنانية، بدأوا في إعطاء الأولوية لتهريب السلاح، ليس فقط لأسباب اقتصادية ولكن أيضًا لأسباب قومية 

أما على الحدود السورية، فإن تهريب الأسلحة يضم بشكل أساسي أسلحة سوفيتية مثل بنادق الكلاشينكوف، في حين أن تهريب الأسلحة على الحدود الأردنية من العراق يحتوي في الغالب على أسلحة غربية أو أمريكية.

وبحسب المعطيات التي نشرها موقع "واللا" العبري فإنه ومنذ بداية 2022 تم إحباط حوالي 12 عملية تهريب للمخدرات في منطقة الجنوب (الحدود المصرية)، بزيادة كبيرة عن السنوات السابقة، حيث تم إحباط خمس عمليات تهريب في 2021 وثلاث عمليات في 2020. وهناك يتم بشكل أساسيّ تهريب المخدرات (الحشيش بجميع أنواعه، والكوكايين والهيروين) التي تشق طريقها من إثيوبيا عبر القاهرة إلى الحدود الإسرائيلية المصرية، ومباشرة إلى تجار المخدرات الإسرائيليين، الذين لا يكتفون بالتهريب عبر الرحلات الجوية والبريد. 

ويشير التحقيق إلى أن بعض عمليات تهريب المخدرات تسير في الاتجاه المعاكس، أي من "إسرائيل" إلى مصر، ويدور الحديث عن بذور القنب المستنسخة عالية الجودة التي يتم تهريبها إلى "إسرائيل" من أوروبا، وخاصة من هولندا وبلجيكا، بفضل الروابط الجيدة بين التجار الإسرائيليين والأوروبيين، ومن "إسرائيل" تشق البذور طريقها إلى سيناء، حيث يتم زراعتها في حقول البدو، الذين يعيدون الحصاد لاحقًا.