06-يناير-2016

الحدود المصرية مع إسرائيل (Getty)

يقول المثل المصري: "احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة، لربما انقلب الصديق وصار أعلم بالمضرة". علمونا أن فلسطين هي أرض عربية وأننا أخوة وأصدقاء، دماؤنا واحدة، وقضيتنا واحدة، وعدونا معروف؛ إسرائيل. يبدو أن السلطات المصرية منذ كامب ديفيد تؤسس لمبدأ العداوة مع فلسطين والصداقة الصريحة مع إسرائيل.

تؤسس السلطات المصرية، منذ كامب ديفيد، لمبدأ العداوة مع فلسطين والصداقة الصريحة مع إسرائيل

إلا أن القضية ازدادت سوءًا في السنوات الأخيرة، فأصبحت القضية أكثر صراحة وتبجحًا، مثل حالة توفيق عكاشة، أحد إعلامي النظام المصري، الذي أشاد برجولة الجيش الإسرائيلي لقتلهم أكثر من 400 فلسطيني وإصابة الآلاف، وهو الأمر ذاته الذي يدفع جنود الجيش المصري يقتلون تبعًا للأوامر شابًا فلسطينيًا تجاوز الحدود عاريًا، مع تضارب الأقاويل حول سلامة قواه العقلية، بينما غضوا الأبصار عن إسرائيلي تجاوز الحدود ذاتها وأعادوه إلى سالمًا، وكأن مصر أصبحت حليفة لإسرائيل في حصار الفلسطينيين وقتلهم، يهدمون الأنفاق ويغلقون عليهم الطرق والحدود، ثم يفلقون رؤوسنا بشعاراتهم الكاذبة حول القومية العربية.

وليست هذه أول مرة تُختبر السلطات المصرية فيما يخص القضية الفلسطينية، فعلى سبيل المثال هناك القضية الشهيرة للجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، الذي أفرج عنه النظام قبل نهاية مدة سجنه في صفقة سياسية رخيصة عام 2004، ليخرج بعدها على شاشات التلفاز ويقول بكل فخر "أنا كنت ميت، شارون وحكومة شارون، أحيوني من جديد"، وكذلك سليمان خاطر، الجندي المصري الذي أطلق الرصاص على الإسرائليين المتسللين، فحكم عليه بالمؤبد في محاكمة عسكرية، ووجدت جثته مشنوقة في سجنه عام 1987، وهناك شبهات حول أن يكون منتحرًا أو قُتل في سجنه. سليمان خاطر الذي كتب فيه الشاعر محمد جودة قصيدته "ضحيتي بمين؟ علشان تعملي تاج راسك مين"، وحذر في نفس القصيدة من تهاون السلطة المصرية وتخاذلها تجاه القضية الفلسطينية قائلًا: "بُكره هتِتنازلي لآخِر عيِّل ف عِيالِك/ ولآخِر شجره ف شجر الفُل/ بُكره هتِتنازلي يا سِت الكُل".

لا أعلم ما الداعي للشعارات الكاذبة حول القومية العربية والقضية الفلسطينية، لماذا لا تعلنها السلطة صريحة، نحن أصدقاء لإسرائيل، ولا نرضى على إغضلبهم واستيائهم، لسنا في موضع قوة تسمح لنا في دخول الصراع، سوف نؤثر السلام والتطبيع مع الأعداء، قد نقتل الفلسطينيين أو حتى المصريين ولكن الإسرائيلين خط أحمر، لولا الملامة لخرج علينا رأس الدولة معلنًا الصداقة الصريحة مع إسرائيل، فهي أقرب لهم كثيرًا من أي فلسطيني، ملعونة فتح وملعونة حماس وتحيا إسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا:

أقوى العلاقات التجارية العربية مع إسرائيل

التحالف الإسلامي.. ماذا عن إسرائيل؟!