12-يناير-2022

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

قضت محكمة الاحتلال العليا بتقليص عقوبة مستوطن أدين بإلقاء "قنابل الصدمة" على 4 منازل فلسطينية، وبدلًا من حبسه 20 شهرًا، قلّصت عقوبته إلى عام واحد فقط، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس".

  ألقى مستوطنون 4 قنابل صوت على منازل فلسطينية قرب سلفيت، وأصابوا امرأة حامل، ومسنًا بجراح والمحكمة العليا الإسرائيلية خففت عقوبتهم 

وقضى قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية، بقبول الالتماس الذي قدّمه المستوطن على قرار سابق للمحكمة اللوائية في اللد، والذي قضى في حينه بحبسه 20 شهرًا.

ونفذ المستوطن العملية الإرهابية في كانون ثان/ يناير 2021 في قرية سرطا المحاذية لمستوطنة "ارائيل" قرب سلفيت، حيث ألقى المستوطن الذي كان برفقته 7 مستوطنين آخرين، 4 قنابل صوتية على 4 منازل فلسطنية، ما أسفر عن إصابة مسنٍ فلسطيني وامرأة حامل بجراح.

ويسمى هذا النوع من القنابل بحسب منظمة حقوق المواطن الإسرائيلية الحقوقية بـ "قنابل الصدمة" وتستخدم لإنتاج صوت تفجير قوي و/أو ضوء ساطع يبهر العينين.

وفي الأصل، جرى تطوير قنبلة الصوت كوسيلة قتال عسكرية، غير أنّ جنود الاحتلال ومستوطنيه يستخدمونها في اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وفي الكثير من الحالات يسفر استخدامها عن إصابات جسدية ناجمة عن ضغط الهواء المرتد أو شظايا القنبلة نفسها، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت. 

وجرى تطوير هذه الوسائل المتفجّرة في الستينيات على يد وحدة الخدمات الجوية الخاصة في الجيش البريطاني، كسلاح يستخدم في التدريبات، ثم استخدمت كسلاح قتالي طيلة عقود.

وتتشابه طريقة عمل القنبلة الصوتية مع القنبلة اليدوية التقليدية، غير أنها تحوي مسحوقًا متفجِّرًا يتم إشعاله بواسطة صاعق، ويلقى جنود الاحتلال بالقنبلة كي تنفجر بعد نحو ثانية ونصف بفعل مادة التأخير.

وتستخدم في القنابل الصوتية مواد المتفجرة قوامها المغنيسيوم، وينشأ عن انفجارها ضوء ساطع وضجّة قوية قدرها (160 - 180 ديسيبل)، الأمر الذي قد يسبب العمى المؤقت، والصمم المؤقت وفقدان التوازن، إضافة إلى الإحساس بالهلع والذعر، وقد تنشطر عن القنبلة الصوتية أجزاء منها وتندفع كشظايا تسبب الموت.

وقد تنجم عن استخدام القنابل الصوتية، آثار صحية متنوعة جرّاء ضغط الهواء المرتد، ومنها إصابات درجة أولى مثل إصابات داخلية ناتجة عن ضغط موجات الارتداد الناجمة عن الانفجار، بالتالي إصابة الأغشية الرقيقة مثل طبلة الأذن، وإصابات درجة ثانية جرّاء انفجار وتحطم كتل في المكان، ما قد يسبب كدمات واختراق الشظايا للجسم.

كما قد يسبب إطلاق القنابل الصوتية إصابات من الدرجة الثالثة إذا إن تحرك الهواء بقوة قد يدفع الأشخاص ويوقعهم على كتل صلبة مسببًا الجروح. أمّا الإصابات من الدرجة الرابعة، فقد تتسبب هذه القنابل كيّات تشبه لسعة النار، وجروح في القصبات الهوائية وصدمات نفسية.

 أحيانًا، تسبب القنابل الصوتية الوفاة، وقد تؤدي إلى إصابات صعبة  

ووثق تقرير الموقع الإخباري "بروبوبليكا"، الصادر في عام 2015، أكثر من 50 إصابة بليغة انتهى بعضها بموت، نتيجة استخدام القنابل الصوتية في السنوات الأخيرة. وضمن هذه الحالات الكيّ الشديد نتيجة إطلاق هذه القنابل من مسافة قريبة أو في مكان مغلق أو داخل جمهور مزدحم.

ويأتي السلوك الإسرائيلي بخصوص هذا الملف، انطلاقًا مما يعرف في إسرائيل بـ"القبة الحديدية القضائية"، وهي تعني توجيه ضربةٍ قضائية استباقية، ليس فقط لتحاشي ملاحقة مسؤولين إسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية، وإنما أيضًا أمام محاكم دولٍ يتيح قانونها المحلي محاكمة أشخاصٍ ارتكبوا جرائم ضد أشخاصٍ آخرين، رغم أن تلك الجرائم لم تقع على أراضيها، وهذا الخطر واجهته "إسرائيل" في الشكوى التي وُجهت في بلجيكا ضد رئيس وزرائها الأسبق أرئيل شارون.


اقرأ/ي أيضًا:

قيادات عسكرية إسرائيلية تحذّر من نتائج عنف المستوطنين بالضفة