22-سبتمبر-2021

حاجز الجلمة اليوم بعد إعادة فتحه

"انتهت العملية في جنين". هكذا قال جيش الاحتلال بعد اعتقال آخر الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع، في عملية استخباراتية وعسكرية في الحي الشرقي من مدينة جنين.

هدوءٌ يشوبه الحذر في مدينة جنين ومخيمها، فتهديدات الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها مازالت مستمرة

وجاء اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات بعد عملية بحث استمرت لأسبوعين، وسبقه اعتقال الأسرى الأربعة المشاركين في عملية الهروب.

اقرا/ي أيضًا: ضابط إسرائيلي كبير: جنين هي الأخطر في الضفة

حواجز الاحتلال المحيطة بمدينة جنين أعيد فتحها اليوم، وتراجع تواجد جيش الاحتلال على امتداد الجدار الذي يطوق مدينة جنين من جميع الجهات، وبالتالي عاد العمال الفلسطينيين للعبور إلى الخط الأخضر من الفتحات التي فتحوها بجدار الفصل العنصري المحيط بمحافظة جنين.

هدوءٌ يشوبه الحذر في مدينة جنين ومخيمها، فالعملية انتهت على أرض الواقع، إلا أن تهديدات الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها مازالت مستمرة، خاصة مع استمرار الأحاديث المتداولة على الإعلام الإسرائيلي حول عملية اجتياحٍ كاملٍ لمخيم جنين للقضاء على ظاهرة التسلح والمقاومة التي ظهرت منذ أحداث الشيخ جراح.

كذلك تراجع وجود الشبان في مدينة جنين ضمن فعاليات "الإرباك الليلي" التي كانت خلال الفترة الماضية جزءًا من طقوسهم الليلية، حيث كانوا يتوجهون كل مساء بالقرب من حاجز الجلمة (يفصل محافظة جنين عن الخط الأخضر) ويشعلون الإطارات المطاطية ويطلقون الرصاص وقنابل محلية الصنع نحو الحاجز ما يؤدي لاندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، وكان الاحتلال يتوعد أنه لن يفتح الحاجز ما دام الشبان مستمرون في تصرفهم.

في جنين نهارًا، مازال الوضع الاقتصادي والاجتماعي هادئًا كما كان حتى بعد اعتقال الأسرى الستة

حاجز الجلمة، الأقرب لسجن جلبوع أعيد فتحه اليوم الأربعاء بعد إغلاقه طوال الفترة الماضية، وأصبح بإمكان أهالي مدن الداخل المحتل القريبة من جنين التسوق بها، حيث يعتمد سوق جنين عليهم بنسبة 50%.، إلا أن تواجدهم في المدينة لا زال ضعيفًا في اليوم الأول.

في جنين نهارًا، مازال الوضع الاقتصادي والاجتماعي هادئًا كما كان حتى بعد اعتقال الأسرى الستة، ونرى ذلك حتى بعد إعادة فتح الحاجز وتخفيف التضييقات الاقتصادية إلا أن استمرار القلق من الاجتياح لا زال يسيطر على الناس في الشوارع.

يقول هاشم عبد الهادي، صاحب أحد المحلات التجارية في جنين، إن اعتقال الشبان لن ينهي حقد الاحتلال على جنين، فاليوم هو الأول لفتح الحواجز إلا أن الأسواق فارغة والركود وقلة الزبائن تؤثر على الوضع الاقتصادي في جنين.

ويتابع، "حتى اللحظة الناس تشعر بالخوف، ويتساءلون هل سيتم اجتياح جنين؟ هل سيعاقب الاحتلال جنين ومخيمها؟ سابقًا هناك أشخاص جهزوا مواد غذائية أساسية في مدينة جنين خوفًا من الاجتياح واعتقد حتى اليوم، بعضهم يفضل أن يشتري أرز وسكر بدلًا من الذهاب للتسوق".

اليوم هو الأول لفتح الحواجز إلا أن الأسواق فارغة والركود وقلة الزبائن تؤثر على الوضع الاقتصادي في جنين

يُمكن رؤية ما يقوله عبد الهادي بوضوح في أسواق جنين لدى التجول فيها، حيث يلاحظ أن الركود الاقتصادي وضعف وجود الناس في الشوارع بدأ يتراجع مع اعتقال آخر أسيرين، إلا أن الناس حتى اللحظة مازالت تعيش في حالة من الخوف من تهديدات الاحتلال.

شاهد/ي أيضًا: فيديو | "قلي يخوي أنا مشيت في البلاد"

يقول الشاب زيد محروم (20 عامًا) إن الشباب في جنين بعد هبة القدس (أزمة الشيخ جراح) أصبح لديهم أمل بالحرية من الاحتلال، وأصبحوا يؤمنون أن هم أنفسهم -الشباب- الأمل في التحرر، ولم يعودوا ينتظرون التوجيه من أحد.

وأضاف محروم، أن ما حدث في جنين في الفترة الماضية هو دليل على ذلك، مشيرًا إلى أن عودة الحياة إلى هدوئها النسبي لن ينسي الشباب بحثهم عن حريته، ولن ينسي الاحتلال حقده الدفين على جنين ومخيمها وشبابها.

وتابع، "الفترة الماضية كان الشباب في جنين يعيشون حالة من القلق تمتزج بها الفرحة، فالأسرى الستة تحدوا الاحتلال من خلال حفر النفق وهروبهم وأثبتوا للشباب والمجتمع الدولي أن الاحتلال ضعيف ويمكن الانتصار عليه".

وأوضح محروم، أن الشباب من عمر 18 لـ 20 عامًا لم يعش أي انتصار على الاحتلال في حياته كلها، فأي إنجاز يراه هذا الجيل سواء في السجون أو في الشوارع يعد بالنسبة لهم انتصارات حقيقية، مضيفًا، "كان يسمع عن الانتصارات كحكايا خيالية من الأجداد ولكنه اليوم عاش هذا الانتصار، انتصار الأسرى الستة وانتصار مخيم جنين".

رغم إعادة اعتقال محمود العارضة، إلا أن معنويات العائلة مرتفعة بعد رسائله التي وصلت من خلال محاميه

باسمة، شقيقة الأسير محمود العارضة، التي تعرضت للاعتقال خلال عمليات البحث عن شقيقها قالت لـ الترا فلسطين، إن خروج الأسرى -ومن بينهم شقيقها- أعاد قضية الأسرى إلى الواجهة، وأصبح المجتمع الدولي يتحدث عن الأسرى المعتقلين منذ أكثر من 20 سنة كشقيقها ورفاقه.

وأضافت، أن شقيقها ورفاقه حين خرجوا كان يبحثون عن حريتهم لشوقهم للحرية ولعائلاتهم، ولم يكونوا باحثين عن السلاح كما يدعي الاحتلال، "صحيح أنهم خرجوا لفترة بسيطة ولكنهم عاشوا وخاضوا تجارب حرموا منها منذ أكثر من 20 سنة كنا نتمنى لو أن محمود وصل إلى هنا حضناه ولمسناه ولكنهم حققوا نجاحات أخرى بكسر جبروت الاحتلال وإعادة قضية الأسرى للواجهة" كما تقول.

وعن اعتقالها، تحدثنا باسمة: "أنا اعتقلت كوسيلة ضغط على أخوتي خلال التحقيق ولتهديدهم بي أنهم سيأذوني في حال لم يقولوا مكان وجود محمود الذي لم يكن أحد يعرف مكانه، وحين سألوني عن محمود وأخبرتهم أنه في سجن جلبوع وأن لي زيارة قريبة له بدأوا يقولون لي كلام بذيء ويشتمونني".

وأكدت، أنه ورغم إعادة اعتقال شقيقها إلا أن معنويات العائلة مرتفعة، "بعد رسائله التي وصلتنا من خلال محاميه ارتفعت معنوياتنا كثيرًا، محمود قوي ونحن نستمد قوتنا منه".


اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو | معركة جنين.. "كانت أيام عز"

"سفّاح" مجزرة مخيم جنين: ليتني أفعلها مجددًا