23-سبتمبر-2020

صورة توضيحية - gettyimages

الترا فلسطين | فريق التحرير

عثر أهالي منطقة الدير شرق طوباس على ما يقارب 30 قطة نَفَقَت خلال أيام، بعد تعرضها للتسميم من قبل مزارع تعرضت مواشيه للإجهاض بسبب جرثومة مرتبطة بالقطط.

يخشى سكان الحي أن يضرّ السم بأطفالهم خلال لهوهم مع القطط

وقال يوسف ضراغمة، أحد سكان المنطقة، إنه استيقظ في صبيحة أحد الأيام ليجد القط الذي يعيش في حديقة منزله ويلهو مع أطفاله ميتًا على سلم بيته والسم يخرج من فمه، وبعد أيام عثر على أم القط ميتة بنفس الطريقة.

اقرأ/ي أيضًا: 550 مليون طير يهاجر إلى فلسطين سنويًا.. راقبوا وصول طيور الخريف

وأضاف، خلال حديثه مع الترا فلسطين، أنه سأل في الحي عن الموضوع، فقال له الجيران إنهم أيضًا عثروا على قطتهم المنزلية مقتولة بعد تناولها "سردين" عليه سم.

وأوضح ضراغمة، أنه بعد الاستفسار تبين أن أحد أصحاب مزارع المواشي في المنطقة وزع السم في المنطقة بحجة أن القطط تنقل فايروس لمواشيه، ما يؤدي إلى مرضها.

وتابع، "هذا الموضوع سيئ ليس فقط لأنه يقتل قطط الحي، بل لأنه كان من الممكن أن يموت أحد أطفالنا بهذا السم خلال لهوهم مع القطط أو في مناطق وجود السم".

تواصلنا مع المزارع الذي يُعتقد أنه يسمم القطط المحيطة بمزرعته لنستفسر عن الموضوع، فقال إن لديه 250 رأس غنم، أصيب 150 منها بالإجهاض بسبب إصابتها بجرثومة "تكسوبلازما" - جرثومة القطط.

وبيّن، أن منطقة الدير هي منطقة جبلية وبها الكثير من القطط البرية التي تدخل إلى "بركس" الأغنام وتلد على "القش" الذي تأكل منه الأغنام، ما يؤدي لإصابتها بجرثومة القطط وبالتالي تتعرض للإجهاض.

المزارع: دائرة الطب البيطري في المحافظة أخبرتني أنه لا يوجد علاج لحماية المواشي من الجرثومة

وأضاف، أنه توجه إلى دائرة الطب البيطري في المحافظة فأخبرته أنه لا يوجد علاج لحماية المواشي من الجرثومة، وأنه حاول معالجتها بأدوية باهظة السعر، إلا أن ذلك لم يجد نفعًا.

اقرأ/ي أيضًا: لا تقتلوا الضبع المخطط.. صديق المزارعين

وأوضح، أن الحل الأخير بالنسبة له -بعد مراجعة "لجنة الإفتاء"- هو وضع السم للقطط لأنها "حيوانات ضارة" وفق وصفه، مشيرًا إلى أنه بالرجوع إلى الفتوى الشرعية "يجوز قتل الحيوانات المضرة" كما قال.

وذكر المزارع أنه وضع السم داخل "مزرعته" ولم يُسمّم قطط الحي كما قيل عنه، نافيًا أن عدد القطط المقتولة ثلاثين قطة، "بل لم يتجاوزن أربع قطط" وفق قوله.

وردًا على احتجاجات سكان المنطقة، قال إن "خسائره كانت كبيرة ولم يجد حلاً آخر"، مطالبًا الطب البيطري بإيجاد حل لعلاج مواشيه.

نفى المزارع أن يكون عدد القطط التي سممها 30 قطة، وأكد أنه وضع السم في مزرعته فقط

سألنا المختص في الحيوانات الأليفة محمود الملاح حول إمكانية إصابة المواشي بجرثومة القطط "تكسوبلازما"، فقال إن نسبة عدوى المواشي بهذه الجرثومة من القطط مباشرة أقل من 1%.

اقرأ/ي أيضًا: اللقلق: بشير السعد والأمطار وبطل الأساطير

وأضاف، أن طريقة عدوى المواشي بهذه الجرثومة لا تكون مباشرة من القطط، فمن الممكن أن تنتقل العدوى من رأس غنم مصاب إلى باقي القطيع أو عن طريق البشر خلال حلب الأغنام، إن كانت بينهم واحدة مصابة.

وأضاف، أنه من الممكن إصابة القطيع خلال عملية إجهاض/ توليد الغنمة المصابة، حيث تنتقل الجرثومة عقب ملامسة رأس الغنم السليمة للمكان.

مختص:  نسبة عدوى المواشي بهذه الجرثومة من القطط مباشرة أقل من 1%.

وأكد الملاح، أن انتقال الجرثومة من القطط إلى البشر والحيوانات لا يمكن أن يحدث بسهولة، بعكس ما يتم تداوله بين الناس، مبينًا أنه يجب أن تتم ملامسة براز القطط بشكل مباشر حتى تنتقل العدوى ولا تنتقل بغير ذلك.

وأوضح، أن القطط المنزلية التي يتم تطعيمها يستحيل أن تنقل الجرثومة، فالتطعيم لا يحمي أصحاب المنزل فقط بل تحمي الحي بأكمله من جرثومة القطط.

مختص: كان على المزارع أن يعزل الأغنام المصابة عن الأغنام غير المصابة بعد فحصها جميعًا

وشدّد أن الأفكار والمعلومات الخاطئة للناس حول القطط وجرثومة القطط هي التي تدفعهم لمثل هذه التصرفات، "الرجل خسر 150 فرصة لإنجاب مواشيه وهذه كارثة بالنسبة له، فتصرفه كان رد فعل مرفوض وخاطئ نتيجة لقلة معلوماته وقدرته على التصرف" حسب قوله.

ورأى الملح، أنه كان على المزارع أن يعزل الأغنام المصابة عن الأغنام غير المصابة بعد فحصها جميعًا عقب ظهور أول إصابة بين مواشيه، وبالتالي ستقل فرصة العدوى بين الحيوانات.


اقرأ/ي أيضًا: 

صور | "strays of gaza" لرعاية قطط غزة الضّالة

فيديو | قطط في غزة تبحث عن مأوى

دلالات: