تقرير إسرائيلي عن حرب غزة: عملية محدودة والمرحلة التالية قد تشمل تهجير سكان الشمال

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريرًا بعنوان: "الوضع في غزة: عملية محدودة وبطيئة وليست حربًا جديدة"، تناول الوضع العسكري في غزة، والتطورات الأخيرة على الأرض، بالإضافة إلى الحالة الحالية للقتال والمفاوضات. كما تناول التقرير الاستعدادات للمرحلة التالية والتحديات الداخلية.

يديعوت أحرونوت: يعاني الجيش الإسرائيلي من معدلات استجابة منخفضة لأوامر استدعاء جنود الاحتياط، وهو ما يعزى إلى عدم وجود إجماع داخلي على شن عملية برية واسعة.

وفي هذا السياق، يوضح التقرير استمرار الغارات الجوية من الجيش الإسرائيلي والعمليات البرية ضد حركة حماس، مشيرًا إلى أن العملية تستهدف ممارسة "ضغط تدريجي على الحركة دون تصعيد واسع"، مضيفًا: "تستمر الغارات الجوية اليومية من قبل الجيش الإسرائيلي، جنبًا إلى جنب مع عمليات مداهمة ينفذها مقاتلو كتائب الجيش". 

وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي يستعد "للمرحلة التالية من العملية، والتي قد تشمل إخلاء مئات الآلاف من سكان شمال غزة تمهيدًا لشن هجوم على تلك المنطقة مجددًا".

وفي هذا الإطار، يشير التقرير إلى تعزيز الجيش الإسرائيلي لحدوده عبر إرسال كتيبتين من لواء غولاني. وأضاف: "المقاتلون من الكتيبتين 12 و13 في لواء غولاني عادوا إلى الجنوب بعد أكثر من عام من المشاركة في العمليات الدفاعية في لبنان. وضمن هذه المرحلة، يواصل الجيش الإسرائيلي إدارة عملياته الدفاعية ضد حماس، مما يمارس ضغطًا تدريجيًا عليها دون تصعيد واسع للقتال".

في هذا السياق، يلفت التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد وسع المنطقة العازلة في شمال غزة، معتبرًا أن هذه الخطوة لا تشكل غارة كبيرة، بينما تواصل حماس استعداداتها للتصدي للهجمات؛ حيث نشرت عشرات الآلاف من عناصرها المسلحين، مستعدّة لمواجهة محتملة.

أما بالنسبة للمفاوضات مع حماس، ورد في التقرير: "رغم الضغوط المستمرة على حماس، لا تظهر أي إشارات على استعدادها للاستسلام أو تقديم تنازلات. كما أن وتيرة القتال الحالية تشبه التصعيدات السابقة التي شهدتها المنطقة قبل الهجوم الإسرائيلي الكبير في أكتوبر الماضي".

وبشأن التصعيد المحتمل، ينوّه التقرير إلى الخطط التي تتضمن تهجير سكان غزة من شمال القطاع، قائلًا: "إذا تصاعدت الأمور وبدأت حماس في الهجوم على القوات الإسرائيلية في غزة، من المتوقع أن يتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات واسعة للتصدي لهذه الهجمات، مثل مهاجمة البنية التحتية لحماس بشكل تدريجي باستخدام عدة فرق. كما أن هناك خططًا لتحريك مئات الآلاف من سكان غزة من شمال القطاع إلى مناطق أخرى ضمن خطة لتطهير المنطقة من المسلحين، وهي خطة مثيرة للجدل من الناحية القانونية".

أما على الصعيد الداخلي؛ يتناول التقرير القلق المتزايد بشأن استجابة جنود الاحتياط لأوامر استدعائهم، حيث يعزو ذلك إلى المخاوف من تصعيد واسع النطاق، موضحًا: "على الصعيد الداخلي، يعاني الجيش الإسرائيلي من معدلات استجابة منخفضة لأوامر استدعاء جنود الاحتياط، وهو ما يعزى إلى عدم وجود إجماع داخلي على شن عملية برية واسعة، وذلك بسبب مخاوف من سقوط العديد من القتلى وتعرض "المخطوفين" للخطر. وهناك أيضًا قلق بشأن معارضة جنود الاحتياط لاستدعائهم؛ بسبب الضغوط النفسية والعائلية التي تعرضوا لها خلال شهور من القتال".