20-أغسطس-2019

بدأ مشروع تهجير الفلسطينيين من مخيمات اللجوء في قطاع غزة في صيف عام 1967، حينما بلغ عدد سكان غزة حوالي 250 ألف نسمة، وكان مشروع الترحيل القسري يقوم على تنفيذ سياسات بلورتها حكومة الاحتلال تقوم على الحفاظ على مستوى من الفقر سائدًا في صفوف اللاجئين في القطاع لدفعهم للهجرة ثم تهيئة الظروف اللوجتسية لذلك.

في الجلسة الأولى للحكومة الإسرائيلية التي تلت احتلال القطاع اعتبر رئيس الحكومي آنذاك ليفي اشكول أن أعداد اللاجئين في القطاع مشكلة معقدة ستواجه "إسرائيل" وبعد فترة وجيزة جرى بلورة خطة التهجير بفرض ظروف حياتية صعبة في مخيمات اللاجئين.

بفعل تطبيق خطة التهجير وصلت البطالة بين صفوف اللاجئين في قطاع غزة إلى 50%

وبفعل تطبيق خطة التهجير وصلت البطالة بين صفوف اللاجئين إلى 50%، كما أشار المؤرخ الإسرائيلي عمير رفيف الذي عقب على ذلك قائلاً: "وكان هذا الأمر بالنسبة للقيادة الإسرائيلية أمرًا رائعًا، لأنه لو كان مستوى الحياة جيدًا في غزة، لماذا سيُغادر الناس؟" وفق قوله.

اقرأ/ي أيضًا: "إسرائيل": سنموّل جسرًا جويًا لنقل من يغادر غزة

العام الماضي كشف يؤآف غلبور المؤرخ الإسرائيلي النقاب عن تفاصيل تلك الخطة: "في نهايةِ صيفِ عام 67 تمَ البدءُ بتأسيسِ مشروعِ تشجيعِ هجرةِ اللاجئينَ بغزة عبرَ سياساتٍ حكومية إسرائيلية، وأُجريتْ اتصالات مع شركاتِ هجرةٍ يهوديةٍ وغيرِ يهودية، وتلك الشركاتُ كانتْ تملكُ وكلاء من العرب، يعرفونَ الناسَ في مخيماتِ اللاجئينَ، والوكلاءُ يبحثونَ عن أشخاصٍ مرشحينَ محتملينَ للهجرة."

"إسرائيل لم تكتفِ بتشجيعِ الهجرةِ من غزة إلى الأردن، بل إنها نجحت في إرسال لاجئين إلى البرازيل والبارغواي في القارة الأمريكية الجنوبية"

وبحسب شهاداتٍ بثها التلفزيون الإسرائيلي الرسمي لمؤرخين إسرائيليين، فإن أشكول عيَّن مشرفة خاصة لتنفيذِ مشروعِ تهجير سكان قطاع غزة، وهي عيدا سيرني، وكانتْ متخصصةً في شؤونِ تهجيرِ اليهودِ إلى "أرضِ إسرائيل" من أوروبا بعد الحربِ العالميةِ الثانية، لكن أشكول عيّنها رئيسة لوحدة سرية، وصفها رفيف بأنها "الوحدة السرية لشؤون الهجرة، أو وكالة تسفير لاجئي قطاع غزة للخارج".

ووفق التلفزيون الإسرائيلي، فإن سيرنا لم تكتفِ بتشجيعِ الهجرةِ من غزة إلى الأردن، بل إنها نجحت في إرسال لاجئين إلى البرازيل والبارغواي في القارة الأمريكية الجنوبية.

لم تتضمن شهادات المؤرخين الإسرائيليين معطياتٍ محددةٍ حول أعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرهم الاحتلال من قطاع غزة، ولكن تبين من أقوال رفيف، أن الاحتلال مارس الخداع لدفع اللاجئين الفلسطينين للهجرة من غزة، يقول: "بدأَ لاجئون من قطاعِ غزة بالهجرةِ إلى البارغواي لبدءِ حياةٍ جديدة، ولكن إحدى هذه القصص انتهت نهاية مأساوية، لأن اثنين من اللاجئينَ من قطاعِ غزة الذي هُجروا إلى البراغواي وعدَهم رجالُ الموسادِ وعودًا كاذبةً بخصوصِ الحياةِ الرائعةِ التي تنتظرُهم بعد هجرتِهم، دخلا مُسلحيْن إلى سفارة إسرائيل في عاصمة البارغواي، وقتلوا سكرتيرة السفير".

وفي نفس السياق قالت زعيمة حزب اليمين الإسرائيلي الجديد، إيليت شاكيد، إن هجرة سكان غزة هي مصلحة إسرائيلية، ودعت شاكيد لمنح الفرصة والتسهيلات لمن يريد الهجرة من القطاع.

فيما علق نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، على هذه التصريحات قائلًا إن "إسرائيل" تبذل كل الجهد وتضغط بكل ما تستطيع من أجل دفع المواطن الفلسطيني لترك أرضه ومغادرتها، مؤكدًاأن "إسرائيل تحاصر الفلسطينيين في غزة وتقصفهم وتفرض عليهم خناقا لتشكيل عوامل ضغط عليهم، ثم فتح إنفراجة لهم من خلال خيار الهجرة الذي يرفضه شعبنا رفضا قاطعا".