06-يونيو-2017

يتنقل مفيد ومهيب أبو زايدة في قطاع غزة، بحثًا عن صيدٍ لعدسة  كاميرا كل منهما، بعد أن اجتمعا على حب التصوير، كما اجتمعا على المواضيع التي يهتمان بتصويرها، حتى أصبحا يُعرفان بـ"توأم العدسة".

مفيد ومهيب (24 عامًا) أول توأم من فئة المصورين، يتشابهان في الألبسة والطول، وحتى في حركاتهما عند تأثرهما بالمواقف اليومية. درس "توأم العدسة" تخصص الإذاعة والتلفزيون، ويتشاركان في إنتاج محتوىً من الصور الجمالية والإخبارية والإبداعية، إضافة لتغطية المواجهات عند السياج الفاصل عن أراضي 48، وكذلك إنتاج الفيديوهات معًا.

"توأم العدسة" لقبٌ أُطلق في غزة على الشقيقين مفيد ومهيب، وهما أول توأم في التصوير الفوتوغرافي بغزة

ومن طريف ما يواجه مهيب ومفيد، أن أحدهما إذا مشى بمفرده، أوقفه شخصٌ لا يعرفه مناديًا إياه باسم شقيقه الآخر، فيتصرف كما لو كان شقيقه ويتبادل الحديث معه. يقول مفيد: "عندما كنت في المدرسة تقدمت بحل مسائل أحد الامتحانات عن أخي مهيب. كان هو في المقعد الأول وأنا في آخر مقعد، فكتبت اسمه على ورقتي وقمت بحل الأسئلة، وعندما خرج المعلم لدقائق توجهت لمقعد مهيب وبدلت الورقة معه".

اقرأ/ي أيضًا: أزواج في البيت زملاء في مهنة المتاعب

ورغم أن التوأم يعمل في مكانين مختلفين خلال ساعات الصباح الأولى، إلا أنهما يجتمعان في التصوير الجمالي بعد العصر، أو إنتاج بعض الفيديوهات المختلفة، ومنها التقاط صورٍ جمالية لمدينة غزة، بعضها إنسانية، إلى جانب التصوير الدعائي لبعض الشركات أو المحلات أو المطاعم.

وسبق أن أوكل للشقيقين تصوير برنامج للمواهب في قطاع غزة، فيما حصد مفيد بشكل فردي على جوائز في التصوير، منها ذهبية أفضل قصة مصورة فوتوغرافية صحفية في مسابقة "التسامح تجاه النساء" مع بيت الصحافة، وذهبية مسابقة "الصورة تتكلم" مع المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني “فتا”، إلى جانب تكريمه مع مهيب في عدة مناسبات للتغطية في مهرجانات أو مناسبات وطنية.

التوأم صلاح وخالد جاد الله (21 عامًا) له حضور مميز في تخصصات متنوعة أيضًا. فالشقيقان يتشاركان العمل في بعض المعارض للمنتجات المستوردة والوطنية، إلى جانب التطوع في المبادرات الإنسانية، وعملهما الحر على شبكة الانترنت، إلى جانب ممارستهما الرياضة وحتى النوم في غرفة واحدة.

يدرس صلاح وخالد اللغة الإنجليزية في جامعة الأزهر بغزة، ولا يتذكران يومًا واحدًا ترك أحدهما الآخر. يقول صلاح: "كل من حولي ينظر لنا بأننا قطعة واحدة. إذا شاهدوا أحدنا بمفرده سألوه عن الآخر، ودائمًا ما يدعون لنا بأن نكون سويًا طيلة العمر".

عمل صلاح وخالد في عشرات المعارض المحلية في التنظيم أو الاستقبال والبيع، وكمندوبين لأكثر من شركة وطنية، إلى جانب كثيرٍ من الأعمال التطوعية والعمل الحر بتصاميم المواقع والبرمجة على الانترنت. ويتلقى التوأم عروضًا لمعارض وتنظيم احتفالات، "بسبب قدرتهما على تقديم عمل مشترك جذاب ومتقن" كما يقولان.

وإذا مشى أحد التوأم بمفرده، سأله كل من يلتقيه: "صلاح أو خالد؟"، بل إنهما يُطلب منهما وضع علامة تميز كل منهما عن الآخر، وهو ما يحدث حتى مع أبيهما الذي لا يستطيع أحيانًا التمييز بينهما.

أسماء وسجى الخالدي توأم آخر (20 عامًا)، تدرسان الهندسة المعمارية في الجامعة الاسلامية، إلا أنهما تهتمان بتقديم مقاطع فيديو حول ما لا يعرفه العالم عن مدينة غزة بصورة بعيدة عن الدمار، عبر قناتهما الخاصة على يوتيوب "KHALDI TWINS"، وهما تصنعان محتوى فيديو عن جولات لهما في غزة، وباللغة الإنجليزية.

أسماء وسجى توأم توثقان معًا بفيديوهات باللغة الإنجليزية ما لا يعرفه العالم عن غزة بعيدًا عن الدمار

تقول أسماء، إن كلماتٍ متشابهةٍ تخرج في اللحظة ذاتها كثيرًا منها ومن سجى، مضيفة، أنهما لا تقبلان تدخل أحد في أي خلاف بينهما، "لأنهما يحلان أي خلاف بسرعة في ظل الحياة المشتركة بينهما".

وتتعاون أسماء وسجى معًا في تصاميم الواجبات الجامعية، والمشاريع التدريبية، إلى جانب إنتاجهما فيديوهات هادفة في كل مناسبة ممكنة، وخلال تجولهما بين الناس وفي أمكان مختلفة، وقد لاقى محتواهما انتشارًا واسعًا.

تقول أسماء: "نتعاون على كل المصاعب كمجموعة واحدة، وطموحاتنا أن تبقى شراكتنا حتى بعد ما نتخرج أو نتزوج، نحب أن نكون معًا في العمل وأن نأسس مشروعًا يجمعنا سويًا".


اقرأ/ي أيضًا: 

مطلوب عريس بدون شروط وعروس موظفة

رمضان يعيد الحردانات لبيوتهن

العريس "سليم" والعروس "ذات إعاقة".. معقول؟