29-مارس-2018

صورة أرشيفية: طالب يدلي بصوته في انتخابات جامعة الخليل

أعلنت جامعة الخليل عزمها إجراء انتخابات مجلس الطلبة منتصف شهر نيسان/إبريل المقبل، وذلك بعد أربع سنوات من تعطيل الانتخابات الطلابية، لكن القرار لم يلق رضا خمس كتل طلابية في الجامعة، بسبب إجرائه وفق النظام الفردي الذي لا يزال محل جدل منذ أربع سنوات بين الكتل الطلابية وإدارة الجامعة.

وكانت جامعة الخليل قد اعتمدت على النظام الفردي في انتخاباتها حتى آخر التسعينات، لكنها أقرت بعد ذلك النظام النسبي، قبل أن تقرر في عام 2015 تحويلها إلى النظام الفردي، معللة ذلك بأن هذا النظام أثبت نجاعته أكثر من نظام القوائم التي تقوم على تفرّد كتلة طلابية بالمجلس، وهو ما لقي منذ ذلك الحين اعتراض الكتل الطلابية ومنع إجراء الانتخابات.

جامعة الخليل قد تبقى بلا مجلس طلبة لعام آخر بسبب الخلاف على نظام الانتخابات بين الجامعة والكتل الطلابية

ولا يزال تجمع الكتل الطلابية في جامعة الخليل يرفض بشكل قاطع إجراء الانتخابات وفق النظام الفردي، وهذا التجمع يضم حركة الشبيبة الطلابية، وجبهة العمل الطلابي التقدمية، والكتلة الإسلامية، وتجمع المبادرة الطلابي، وكتلة الخليل اليسارية.

اقرأ/ي أيضًا: جامعات تحت الاحتلال.. نظرة قانونية ووطنية

ومن شأن نظام الانتخابات الفردية "تغييب المفاهيم والقيم الوطنية، وحجب الديمقراطية عن ساحات الجامعة" وفق رأي محمد بحر، منسق تجمع المبادرة الطلابي، الذي أضاف أن هذا النظام يؤدي أيضًا إلى تعزيز العنصرية والتفرد بالحركة الطلابية على طريق إنهائها، "وهو ما تهدف جامعة الخليل إلى الوصول له من خلال هذه الانتخابات" حسب قوله.

وأكد بحر لـ الترا فلسطين أن النظام الفردي ليس له قاعدة جماهيرية يمكن الاستناد إليها، "وهو مرفوض لأنه يفسح المجال أمام المئات من طلبة الجامعة للترشح، ما يعني تشتت وضياع الطلبة في الاختيار" مضيفًا، "يمكن لأي إطار طلابي عقد تحالفات مع الطلبة المستقلين لتمثيلهم في مجلس الطلبة إن وجدوا".

وكانت آخر انتخابات جرت في جامعة الخليل، خلال العام الدراسي 2013 – 2014، انتهت بفوز الشبيبة الطلابية بـ23 مقعدًا، بينما حصلت الكتلة الإسلامية على 17 مقعدًا، وحاز اليسار على مقعد واحد.

حركة الشبيبة رأت في الانتخابات الفردية تعزيزًا للعنصرية والشلليلة والبلدية والمناطقية، وفق قول منسقها مؤمن مرعب لـ الترا فلسطين. وأضاف مرعب، "لا يمكن إجراء الانتخابات وفق هذا النظام، حتى لو بقي الطلبة بدون مجلس. نحن نرفض هذا النظام جملة وتفصيلاً، وأعلنَّا مقاطعة الانتخابات بسببه".

ووجهت الحركة الطلابية في جامعة الخليل كتابًا رسميًا إلى إدارتها، تشدد فيه على رفض إجراء الانتخابات وفق النظام الفردي، وكان من المفترض أن ترد الجامعة على هذا الكتاب في موعد أقصاه نهاية الدوام اليوم الخميس 29 آذار/مارس، إلا أنها لم تفعل، إذ تؤكد مصادر في إدارة الجامعة أنها ستبقى متمسكة بموقفها تجاه الانتخابات.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا يقول طلبة القدس المفتوحة عن جامعتهم؟

ويسعى تجمع الكتل الطلابية إلى توقيع عريضة يشارك في التوقيع عليها أربعة آلاف طالب، يعبّرون فيها عن رفضهم للانتخابات الفردية، وإسنادهم لموقف التجمع.

الكتلة الإسلامية تتمسك برفض هذا النظام كما كانت خلال السنوات السابقة، لكن نشطاءها رفضوا التعليق على الأمر لما قالوا إنها "أسباب أمنية"، في ظل حملة الاعتقالات التي تقول الكتل الطلابية التابعة لحركة حماس في جامعات الضفة إنها تستهدف أبناءها من قبل الأجهزة الأمنية، منذ الهجوم على موكب رامي الحمدالله في بيت حانون.

فيما تساءل محمد جحشن، سكرتير جبهة العمل الطلابية التقدمية، عن قدرة المجلس الذي ستُنتجه الانتخابات الفردية على حماية الطلبة، وقال لـ الترا فلسطين: "مثلاً في حال قامت إدارة الجامعة برفع ثمن الساعة الدراسية، من سيقف بوجهها وينصف الطلبة؟"، معتبرًا الانتخابات الفردية "تعزيزًا لتغول الجامعة في فرض إملاءاتها على الطلبة، وتفريغ الطلبة من مضمونهم الوطني والفكري، والتفرد بالحركة الطلابية" حسب تعبيره.

وتلوح الحركة الطلابية بالتصعيد الشامل وتعليق الدوام في حال لم تستجب إدارة جامعة الخليل لمطالبها التي تلخصها في إلغاء نظام الانتخابات الفردية، والعمل بالانتخابات النسبية "التي تتيح للحركة الطلابية القيام بالأنشطة والفعاليات داخل الحرم الجامعي، والدفاع عن الطلبة وتحقيق مطالبهم".

الحركة الطلابية في جامعة الخليل تلوّح بتعليق الدوام رفضًا للنظام الفردي في الانتخابات، والجامعة ترفض ذلك

وتصر إدارة جامعة الخليل على رفض موقف الكتل الطلابية، فيقول عميد شؤون الطلبة صلاح الشروف، إن قرار إجراء انتخابات فردية جاء بتوصية من لجنة حقوقية قانونية إدارية جرى تشكيلها لدراسة تمكينٍ أفضل للطلبة في العملية الانتخابية، مضيفًا، "من الجيد تجريب النظام وإتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الطلبة للتعبير عن حقهم في اختيار مرشحيهم في مجلس اتحاد الطلبة".

وأقر الشروف في حديثه لـ الترا فلسطين أن النظام الانتخابي الفردي مزعج من حيث آلية الترشح والانتخاب، ويتطلب المزيد من الوقت والجهد في عملية الفرز، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذا النظام يتيح للطلبة اختيار مرشحيهم بصورة دقيقة، وهو فرصة للتغيير في اختيار ممثلي الطلبة في مجلسهم، مطالبًا الحركة الطلابية بالتعبير عن رفضها بعيدًا عن لغة الإضراب.  

ولا يمنع نظام الانتخابات الفردية الكتل الطلابية من ترشيح ممثلين لها، وقد عرضت إدارة الجامعة على الكتل الطلابية عمل أرقام متسلسلة لمرشحيها، لكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض أيضًا من الكتل الطلابية.

يذكر أن جامعة الخليل تأسست عام 1971 ككلية للشريعة الإسلامية، وانتظم فيها 43 طالبًا وطالبة من مختلف أرجاء فلسطين، ثم بدأت بالتوسع وإضافة كليات جديدة، وهي تضم اليوم نحو 7 آلاف طالب مسجلين بصورة عادية، وحوالي 1300 طالب ضمن البرنامج الخاص بالطلبة الفلسطينيين من أبناء الأراضي المحتلة عام 48.


اقرأ/ي أيضًا: 

في غزة.. شهادات خريجين حبيسة أدراج الجامعات

جامعات قطاع غزة.. تعليم أم تجارة؟

فضائيات الجامعات: حداثة التجربة وإشكالياتها