19-يناير-2021

الترا فلسطين | فريق التحرير

"كنا نرى ما نفعله أمرًا عاديًا، نحن نقوم بعملنا، نحن ننفذ هنا أمر اعتقال، لماذا يبكون بكل الأحوال؟ ماذا يريدون؟" هذا ما كان يحدث به الجندي الإسرائيلي (دور سندك) نفسه، بينما كان ينفّذ –يومًا ما- إحدى عمليات الاقتحام لمنزل عائلةٍ كبيرةٍ في مدينة الخليل.

الجندي باح بالتفاصيل لمنظمة حقوقية إسرائيلية، توثّق جرائم الجنود بعد تسريحهم من الخدمة الإلزامية.

الجندي الذي باح بتفاصيل الجريمة لمنظمة "لنكسر الصمت" الحقوقية الإسرائيلية، المتخصصة بتوثيق اعترافات جنود الاحتلال حول جرائمٍ ارتكبوها ضد مواطنين فلسطينيين بعد تسريحهم من الخدمة العسكرية الإلزامية، قال: "لقد كانت تلك الحادثة إحدى المشاهد التي انزرعت في داخلي أثناء تأديتي الخدمة في الجيش".

وفي التفاصيل، سندك، كان في ذلك اليوم، يؤدي خدمته العسكرية الإجبارية في كتيبة "ناحال 50"، عندما طُلب منه ومن كانوا معه آنذاك، تنفيذ عملية اعتقالٍ في مدينة الخليل.

الأجواء باردةٌ جدًا، وببساطة أجبرنا الجميع على الخروج، كبار سن، وأطفال، وفتية

"كان المنزل الذي توجهنا إليه لعائلةٍ ممتدة كبيرة، الأجواء باردةٌ جدًا، وببساطة (والحديث لسندك) أجبرنا كل أفرادها على الخروج، كبار سن، وأطفال، وفتية، والجميع.. كنا نصنّف الرجال من سن 16 عامًا".

يضيف: "اقتحمنا المنزل، تزامن ذلك مع هطولٍ متتابعٍ للثلوج مدة ساعاتٍ طويلة"، أما هو –يقول- فبقيت أنا والجنود داخل المنزل نعبث في محتوياته مدة ثلاث ساعاتٍ دون مبرر، متجاهلين ارتعاش كل تلك الأرواح في الخارج".

"رأيتُ كبارًا، وأطفالًا يبكون، كنتُ أرى أنهم فقط يتواجدون تحت الثلج، لماذا يفعلون ذلك؟"

الرجال فوق 16 عامًا، وُضعوا –وفق اعترافات سندك- في مكانٍ منفصلٍ أُخضِعَ للحراسة "كونهم يمثلون تهديدًا"، وفي تلك الأثناء، كان الجنود يفتشون المنزل الكبير جدًا، ثلاث ساعاتٍ كاملة، "كانت كل العائلة في الخارج تحت الثلج".

ويمضي بالقول: "في تلك الليلة، رأيتُ أشخاصًا كبارًا، وأطفالًا يبكون، كنتُ أرى أنهم بكل بساطة يتواجدون تحت الثلج، لماذا يفعلون ذلك؟"، معقبًا: "كنتُ أرى الأمر اعتياديًا وروتينيًا، نحن نؤدي هنا عملًا، وننفذ أمر اعتقال فقط".

سندك: اقتحام المنزل، واحتجاز سكانه خارجًا  أثناء عاصفةٍ ثلجية، لم يسفر عن اعتقال أي شخص

صمَتَ قليلًا، ثم باح بالمفاجأة: "اقتحام المنزل، واحتجاز سكانه في الخارج أثناء عاصفةٍ ثلجية، لم يسفر عن اعتقال أي شخص"، مردفًا: "في نهاية الأمر لم يكن هنا أي مطلوب، ربما شخص فقط مطلوب للاستجواب بمقابلة لدى المخابرات، أو شيء من هذا القبيل".

وفي الواقع –يزيد- فإن استدعاء شخصٍ للاستجواب كان فقط من أجل تبرير نشاطنا هنا، "في النهاية، عائلة من عشرات الأرواح مكثت عدة ساعات تحت الثلج، بينهم كبار سن وأطفال، هذا أمرٌ محزن".

ولم يحدد الجندي توقيتًا لحدوث تلك الجريمة، أو حتى مكانًا محددًا لها، لكنه يذكر جيدًا أنها حدثت في البلدة القديمة لمدينة الخليل.


اقرأ/ي أيضًا: