04-أغسطس-2022
Getty

getty

الترا فلسطين | فريق التحرير

طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" الجهات الرسمية في قطاع غزة، بالتحقيق في جريمة اختطاف مسلحين لشقيقين من مخيم النصيرات، وإصابة أحدهما برصاصتين في بطنه، ما استدعى استئصال جزء من الأمعاء والمعدة والطحال. 

 الهيئة المستقلة: ننظر بقلق شديد إلى قيام جهات لا تتمتع بصفة الضبطية القضائية، باحتجاز مواطنين والتحقيق معهما 

واختطف مسلحون يوم 27 تموز/ يوليو الماضي، الشقيقين عبد الرحمن وعلي أحمد من أمام منزلهما في المخيم، وفق رواية العائلة لـ "الترا فلسطين". وتقول رائدة أحمد والدة الشابين إنّ مجموعة مسلحين كانوا يستقلّون سيارة مدنية، اختطفوا نجليها على خلفيّة "شجار عائلي"، وبعد ذلك بأربعة أيام جرى إطلاق سراحهما وتبيّن أنهما تعرّضا للتعذيب والضرب، وإطلاق النار على أحدهما وإصابته برصاصتين في بطنه.

وأوضحت رائدة أنه وبعد اختطاف عبد الرحم وعلي، توجهت عدة مرات لمركز شرطة "أبو عريبان" في محاولة لمعرفة مصير أبنائها، إلا أن عناصر الشرطة نفوا علمهم بمصيرهما، وطلبوا منها مغادرة المكان، وجرى تهديدها بإحضار الشرطة النسائية.

وتضيف في حديثها لـ "الترا فلسطين" أنها توجهت بعد ذلك لمحافظ دير البلح، والذي نفى بدوره وجود أولادها لدى أيّ جهاز أمني، ثم توجهت إلى مكتب المراقب العام لوزارة الداخلية، وتم تسجيل شكواها وأخذ إفادتها، وبعد ذلك طُلب منها انتظار مكالمة هاتفية لمعرفة مصير أبنائها. 

مركز الشرطة المحلي، ومحافظ دير البلح، نفوا وجود علي وعبد الرحمن لدى أي جهاز أمني في غزة 

لاحقًا، تلقّت الأم رائدة مكالمة، أبلغها المتصل أن أولادها بخير، وأنهم سيعودون إلى المنزل مساء الخميس أو صباح الجمعة، لكن ذلك لم يحدث كما تقول. وتلقت عصر السبت اتّصالًا من شخص عرّف عن نفسه بأنه "من المباحث الجنائية" وأخبرها بأن ابنها تعّرض للضرب، وهو موجود في "مستشفى شهداء الأقصى" وبحاجة لمرافق.

وحين توجهت رائدة إلى المستشفى للاطمئنان على ابنها، تفاجأت بأن "علي" أصيب بطلقين ناريين في بطنه، وتم إدخاله غرفة العمليات، وأبلغهم الطبيب المشرف على حالته بأن "وضعه صعب"، خاصة أنه تم استئصال جزء من أمعائه ومعدته والطحال.

بعد ذلك، حضرت إلى منزل العائلة  كما تقول رائدة لموقعنا، "جاهة من كتائب القسام"، وأخبرتهم أنّ إطلاق النار على الشاب حدث عن طريق الخطأ أثناء محاولته الفرار، مضيفةً أنّهم "تكفلوا بعلاجه وبإنصاف العائلة".

وتطالب والدة الشابين، المسؤولين في قطاع غزة بإيقاع العقوبة على الضالعين بخطف وتعذيب نجليها وإنصاف العائلة التي ما تزال في حالة صدمة وقلق على مصير ابنها الذي يمكث في غرفة العناية المكثفة.

ووفق توثيق الهيئة المستقلة، وبحسب ما جاء في بيانها اليوم الخميس، فقد جرى احتجاز الشقيقين مدة 4 أيام متتالية في معسكر تابع لمجموعة مسلحة (لم يتم ذكر اسمها في البيان)، وقد تعرّضا لسوء المعاملة والتعذيب والإهانة والتهديد. وفي اليوم الرابع جرى اقتياد أحدهما إلى ساحة المعسكر وهو معصوب العينين ومقيّد اليدين، وتم إطلاق النار عليه ما أدى لإصابته برصاصتين في البطن، ونقله إلى مستشفى شهداء الأقصى.

ما جرى يستدعي فتح تحقيق جنائي فوري من قبل النيابة العامة ووزارة الداخلية في غزة

وقالت الهيئة إن المصاب يرقد في العناية المكثفة في حالة صعبة، وأجريت له عملية جراحية لاستئصال جزء من المعدة والأمعاء والطحال، مع تهتُّك في الكبد والطحال، فيما تم نقل أخيه معصوب العينين إلى مكان قريب من منزله في مخيم النصيرات، وإطلاق سراحه.

وأضافت أنها تنظر بقلق شديد إلى قيام جهات لا تتمتّع بصفة الضبطية القضائية، باحتجاز مواطنين والتحقيق معهما، معتبرةً أنّ ما جرى معهما جناية تستدعي فتح تحقيق جنائي فوري من قبل النيابة العامة ووزارة الداخلية في غزة، ونشر نتائج التحقيق، وتقديم المسؤولين عن ذلك للمساءلة والمحاسبة وفق القانون، واتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع تكرار الجريمة.