11-أبريل-2022
جنين

صورة توضيحية | غيتي ايميجز

قررت حكومة الاحتلال إجراءات انتقامية من محافظة جنين، تزامنًا مع عملية عسكرية بدأت بها ضد المحافظة وتحديدًا مخيم جنين، على خلفية عمليتي "تل أبيب" الأخيرتين، واستمرارًا لاقتحامات مستمرة لاعتقال مقاتلين "مطلوبين" لجهاز "الشاباك" والجيش.

هناك كميات كبيرة من البضاعة في الأسواق بملايين الشواقل تم استيرادها خصيصًا لشهر رمضان وعيد الفطر، وهذه البضاعة كان اعتماد التجار في بيعها على الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر، والآن أصبحت جميعها معرضة للكساد

أبرز الإجراءات الانتقامية كان إغلاق حاجز الجلمة ومنع دخول الفلسطينيين من داخل الخط إلى المدينة للشراء منها. قرارٌ من شأنه أن يُلحق الضرر بـ80% من اقتصاد مدينة جنين، وفق رئيس الغرفة التجارية في جنين عمار أبو بكر، الذي أكد أن جنين تعتمد على دخول فلسطينيي الداخل إليها بشكل أساسي في قوتها الشرائية اليومية.

وأوضح أبو بكر لـ الترا فلسطين، أن جنين يدخلها في الوضع الطبيعي 3 آلاف إلى 4 آلاف مركبة من داخل الخط الأخضر عبر حاجز الجلمة، وهذا العدد يتضاعف في شهر رمضان. وبالتالي فإن خسائر أسواق جنين يوميًا بسبب إغلاق الحاجز تُقارب 6 ملايين شيقل.

وأشار إلى أن هناك كميات كبيرة من البضاعة في الأسواق بملايين الشواقل تم استيرادها خصيصًا لشهر رمضان وعيد الفطر، وهذه البضاعة كان اعتماد التجار في بيعها على الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر، والآن أصبحت جميعها معرضة للكساد.

تلغرام

إلى جانب ذلك، أغلق جيش الاحتلال الفتحات في السياج الفاصل التي كان يدخل من خلالها آلاف العمال إلى الخط الأخضر. ورغم أن هذه الطريقة في الدخول تُعتبر غير قانونية -بالنسبة للاحتلال- إلا أن جيش الاحتلال كان يغض النظر عنها، ما أتاح دخول آلاف العمال لسنوات بدون تصاريح. والآن بعد إغلاق هذه الفتحات أصبح هؤلاء العمال بلا عمل، خاصة بعدما انتشر جنود الاحتلال عند الفتحات وأمطروا العمال بالرصاص وقنابل الغاز أثناء محاولتهم التسلل منها.

وأشار أبو بكر إلى أن سلطات الاحتلال ألغت أيضًا حصة جنين من تصاريح التجار، مبينًا أن نحو ألفي شخص يحملون تصاريح تجار كانوا يدخلون يوميًا إلى الخط الأخضر للعمل، والآن لم يعد هذا ممكنًا.

في النهاية، فإن  تراجع الحركة التجارية من جهة وتعطل دخول العمال إلى الخط الأخضر يجعل إجمالي خسائر جنين قريبًا من 10 ملايين شيقل يوميًا وفق أبو بكر. يُضيف: "ذاهبون إلى مرحلة صعبة، ونتمنى أن لا تطول".

تراجع الحركة التجارية من جهة وتعطل دخول العمال إلى الخط الأخضر يجعل إجمالي خسائر جنين قريبًا من 10 ملايين شيقل يوميًا وفق أبو بكر

وتشمل إجراءات الاحتلال الانتقامية أيضًا، وقف نقل الركام الصخري بطريقة DTD عبر المعابر في محافظة جنين، وإلغاء حصة جنين من تصاريح الزيارات العائلية التي كانت مقررة في شهر رمضان للعائلات التي أحد طرفيها من الضفة والآخر من داخل الخط الأخضر أو القدس.

وردًا على هذه الإجراءات، أُطلقت دعواتٌ إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية لتخصيص يوم الخميس من كل أسبوع للتوجه إلى مدينة جنين والشراء من أسواقها.

وجاء في منشور تم تداوله على فيسبوك: "لا تتركوا جنين لوحدها، إسرائيل تعمل على ضرب البنية الاجتماعية الحاضنة للمقاومة من خلال ضرب اقتصاد المدينة، لذلك أقل واجب علينا هو زيارة جنين عائلات وأفراد ومجموعات للتسوق منها والتضامن مع سكانها. يمكن لكل شخص تنظيم زيارة واحدة لجنين خلال شهر رمضان، فلتكن زيارة تعريفية وترفيهية وللتسوق، هذا أقل ما يمكن القيام به ويمكن لكل فرد بسهولة القيام به".

وفي هذا السياق، أعلن الشابان قصي حنون ويحيى شبيطة عبر موقع فيسبوك عن نقل الراغبين في الشراء من جنين عبر مركبتيهما مجانًا في كل يوم خميس حتى نهاية شهر رمضان.

كما أعلن "اتحاد الجمعية التعاونية الزراعية وسوق المزارعين" استعداده للمساهمة في تسويق منتجات المزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية والمشاريع والتجمعات النسوية، مضيفًا أنه بدءًا من يوم الإثنين باشر بتوريد بعض المنتجات لسوق المزارعين من مناطق مختلفة في محافظة جنين، مع منح الأولوية لمنتوجات المزارعين والجمعيات التعاونية في محافظة جنين.

الصحفي حافظ أبو صبرة، كتب منشورًا على "فيسبوك" حظي بعشرات المشاركات، دعا فيه إلى تناول السحور في جنين وشراء حلوياتها والتسوق في أسواقها.

وأعلنت بلدية سلفيت تسيير حافلة كل خميس باتجاه مدينة جنين، على أن تكون المواصلات على نفقة البلدية.

أما حسن أبو دخان، فدعا إلى استثمار الأجواء الجميلة هذه الأيام للتجول في المدينة "والتعرف على المدينة الي كسرت الاحتلال".

من جانبه، سيف الكيلاني قال إن التوافد من مدن الضفة إلى جنين لدعم اقتصادها حل مؤقت، مؤكدًا أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة والفصائل.

واعتبر الصحافي علي دراغمة إجراءات الاحتلال "إعلان حرب"، داعيًا إلى التسوق في جنين ودعم اقتصادها.