09-ديسمبر-2024
 طيران الاحتلال ينفذ غارات على القلمون في سوريا.

استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، على مناطق في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بالإضافة إلى أجزاء من مرتفعات الجولان السوري المحتل. جاء ذلك بالتزامن مع طلعات جوية مكثفة للطيران الحربي الإسرائيلي، الذي استهدف مواقع ونقاطًا عسكرية في الجنوب السوري، فيما أعلن جيش الاحتلال أنه نفذ عمليات في منطقة جبل الشيخ لتأمين المستوطنات الإسرائيلية في الجولان المحتل.

وأكد مصدر محلي لموقع "العربي الجديد" أن قوات الاحتلال تقدمت باتجاه مدينة البعث ووصلت إلى جسر الرقاد، إضافة إلى السيطرة على نقاط استراتيجية مثل قمة جبل الشيخ، خان أرنبة، والحميدية. وأوضح المصدر أن التوغل الإسرائيلي أسفر عن اعتقال عدد من المدنيين الذين حاولوا التصدي للقوات المتقدمة.

 نفذت الطائرات الإسرائيلية سلسلة هجمات عنيفة على مواقع عسكرية استراتيجية في جنوب سوريا، استهدفت خلالها عدة مواقع حيوية

وأضاف المصدر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سبق تقدمه بإلقاء منشورات تحذيرية عبر الطائرات، تدعو الأهالي إلى عدم المقاومة والالتزام بمنازلهم، مشيرًا إلى أن التوغل الإسرائيلي بلغ مسافة تُقدّر بنحو 11 كيلومترًا مربعًا داخل الأراضي السورية.

وأشار المصدر إلى حالة من الرعب تسود بين سكان القرى في القنيطرة، حيث التزم كثير من الأهالي منازلهم خشية تعرضهم لهجمات أو مجازر محتملة من قوات الاحتلال. وأبدى المصدر استياءه مما وصفه بـ"الصمت العربي المطبق" إزاء ما يجري في سوريا، مشيرًا إلى أن الأنظمة العربية اكتفت بدور المتفرج منذ بدء الأحداث هناك.

من جانبه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، إعلانه أن جيش الاحتلال سيطر على نقاط إضافية في المنطقة العازلة مع سوريا. وادعى كاتس أن الإجراءات تهدف إلى إنشاء "حزام أمني" خالٍ من الأسلحة الثقيلة والبنية التحتية التي قد تشكل تهديدًا لإسرائيل، وزعم أنها محاولة لإحباط مسار تهريب الأسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا.

في سياق متصل، نفذت الطائرات الإسرائيلية سلسلة هجمات عنيفة على مواقع عسكرية استراتيجية في جنوب سوريا، استهدفت خلالها عدة مواقع حيوية. وشملت الضربات قاعدة جوية شمال السويداء، بالإضافة إلى اللواء 90 القريب من الحدود، فضلًا عن قصف منظومات الدفاع الجوي، مستودعات الأسلحة، ومرافق تطوير الصواريخ.

كما طالت الغارات الإسرائيلية مناطق بارزة في دمشق، منها مطار المزة العسكري، ثكنات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة المتمركزة عند سفح جبل قاسيون، إضافة إلى استهداف منشآت البحوث العلمية ومصانع الدفاع، إلى جانب المراصد والتلال الاستراتيجية التي كانت تُعد مواقع مراقبة رئيسية.

وفي إطار تبرير هذه العمليات، زعم الاحتلال الإسرائيلي أن الغارات جاءت بهدف حماية أمنه القومي ومنع أي تهديد مستقبلي من سوريا. ووفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، فإن الغارات تستهدف "إحباط التهديدات المحتملة" من السلطة الجديدة في دمشق، وضمان الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة.

كما أشارت المصادر الإسرائيلية إلى امتلاك الاحتلال بنك أهداف في سوريا، يتم العمل على تدميره تباعًا خلال الساعات المقبلة، في ظل استمرار التصعيد العسكري.