حظر تيك توك في أميركا.. إخفاء المحتوى المؤيد للفلسطينيين من بين الأهداف
11 فبراير 2025
تعمل الولايات المتّحدة على حظر تطبيق "تيك توك"، مع وصول الحزب الجمهوريّ إلى الحكم، سواء على صعيد الرئيس أو الكونغرس، وذلك ضمن اعتبارات عدّة داخليّة وخارجيّة من بينها دعم القضيّة الفلسطينيّة المتزايد على التطبيق.
وبحسب موقع "ذا إنترسبت" الأميركيّ، فإنّه "قبل مناقشات المحكمة العليا بشأن مستقبل تيك توك، حذّر المنتقدون من أنّ حظر تطبيق التواصل الاجتماعيّ الشهير في الولايات المتّحدة سيكون بمثابة اعتداء على حرّيّة التعبير. وبالنسبة لبعض المشرّعين الجمهوريّين، فإنّ هذا على الأقلّ جزء من الهدف، وهناك نوع محدّد للغاية من الخطاب الّذي يريدون سحقه: المشاعر المؤيّدة للفلسطينيّين".
بالنسبة لبعض المشرّعين الجمهوريّين، هناك نوع محدّد للغاية من الخطاب الّذي يريدون سحقه: المشاعر المؤيّدة للفلسطينيّين
وكان الجمهوريّون يناقشون حظر "تيك توك" منذ الولاية الأولى لدونالد ترامب، مع وفرة من المبرّرات الّتي تركّزت حول التدخّل الصينيّ. ولكن في أعقاب هجوم 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، أصبح المحافظون مهووسين بشكل مبالغ فيه بمراقبة الرسائل المؤيّدة للفلسطينيّين على التطبيق، متّهمين تيك توك بالتأثير على الشباب الأميركيّين "لدعم حماس" وتفضيل المحتوى المؤيّد للفلسطينيّين. من جانبه، دافع تيك توك عن نفسه بقوّة ضدّ التصوّر القائل بأنّه يفضّل وجهات النظر الفلسطينيّة، وأكّد أنّ خوارزميّته لا "تنحاز إلى أيّ طرف".
وقالت نينا سميث، إستراتيجيّة الاتّصالات السياسيّة والمستشارة السابقة لستيسي أبرامز (نائبة ديمقراطيّة)، إنّ رسائل الحزب الجمهوريّ حول تيك توك وفلسطين ترمز إلى المعايير المزدوجة للحزب فيما يتعلّق بحرّيّة التعبير. وقالت سميث: "إنّهم يضغطون من أجل قدرتهم على قول كلّ أنواع الأشياء على الإنترنت. ومع ذلك، يريدون محاولة فرض الرقابة على الأشخاص الّذين يشعرون بقلق بالغ بشأن ما يحدث في الشرق الأوسط. وبالتّالي فإنّ هذا انتهاك لحرّيّة التعبير تمامًا".
وضمن الحظر الفعليّ على تيك توك في حزمة تشريعيّة بقيمة 95 مليار دولار للمساعدات لأوكرانيا وإسرائيل، والّتي أقرّها الكونغرس في نيسان/أبريل. ويتطلّب التشريع من الشركة الأمّ لـ"تيك توك"، المعروفة باسم ByteDance، والّتي يقع مقرّها في بكّين بالصين، والمسجّلة في جزر كايمان، إمّا البيع لشركة أميركيّة أو مواجهة حظر على مستوى البلاد. وردّت "تيك توك" بأنّ القانون لم يمنح الشركة وقتًا كافيًا للعثور على مشتر مناسب وجعل ByteDance تتخلّص من أصولها. ونظرت المحكمة العليا في القضيّة بعد أن حكمت محكمة الاستئناف الأميركيّة لدائرة العاصمة ضدّ الشركة في كانون الأوّل/ديسمبر، وسيستمع القضاة إلى الحجج يوم الجمعة.
وبدأ قلق المشرّعين الجمهوريّين بشأن قيام مستخدمي تيك توك بالتحدّث عن غزّة في الأيّام الأولى للحرب الّتي تشنّها إسرائيل منذ 15 شهرًا على القطاع.
وفي أواخر تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، غرّد السيناتور الجمهوريّ جوش هاولي، من ولاية ميسوري، قائلًا: "تيك توك القديم الطيّب: محرّك تجسّس صينيّ ومورد للأكاذيب المعادية للساميّة الخبيثة".
وفي مقال رأي نشر في الشهر التالي، زعم النائب مايك غالاغر، جمهوريّ من ولاية ويسكونسن، أنّ الحزب الشيوعيّ الصينيّ يستخدم تيك توك لدفع الدعاية المعادية لإسرائيل. وكتب غالاغر: "كيف وصلنا إلى نقطة حيث يتبنّى غالبيّة الشباب الأميركيّين مثل هذه النظرة المفلسة أخلاقيًّا للعالم؟ حيث يشجّع العديد من الشباب الأميركيّين الإرهابيّين الّذين اختطفوا مواطنين أميركيّين، وضدّ حليف أميركيّ رئيسيّ؟ من أين يحصلون على الأخبار الخامّ لإعلام هذه النظرة العالميّة المقلوبة؟ الإجابة المختصرة هي، على نحو متزايد، عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ وبشكل أساسيّ تيك توك".
وأعرب جمهوريّون آخرون عن وجهات نظر مماثلة في أعقاب إقرار الحظر الفعليّ. وفي أثناء مناقشة الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيّين في الجامعات خلال نيسان/أبريل وأيّار/مايو، زعم النائب مايك لولر، وهو أحد الرعاة المشاركين لتشريع حظر تيك توك، أنّ المنصّة تتلاعب بالشباب الأميركيّين ضدّ إسرائيل. وقال في مكالمة هاتفيّة مع أمناء الجامعات، كما ذكرت صحيفة The Intercept سابقًا: "لا أعتقد أنّ هناك أيّ شكّ في وجود جهد منسّق خارج هذه الحرم الجامعيّ، وأنّ لديك محرّضين وناشطين مدفوعي الأجر من الخارج. ما يسلّط الضوء أيضًا على سبب إدراجنا لمشروع قانون تيك توك في حزمة المساعدات التكميليّة الأجنبيّة، وهذا لأنّك ترى كيف يتلاعب بهؤلاء الأطفال من قبل مجموعات أو كيانات أو دول معيّنة لإثارة الكراهية نيابة عنهم وخلق بيئة معادية حقًّا هنا في الولايات المتّحدة".
وقد ردّد السيناتور ميت رومني، جمهوريّ من ولاية يوتا، الرسالة نفسها الّتي بعثها زملاؤه. وقال رومني في أيّار/مايو: "يتساءل البعض عن سبب وجود مثل هذا الدعم الساحق لنا لإغلاق تيك توك أو أيّ كيانات أخرى من هذا القبيل. إذا نظرت إلى المنشورات على تيك توك وعدد الإشارات إلى الفلسطينيّين، مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعيّ الأخرى، فستجد أنّ هذا العدد كبير للغاية على تيك توك".
وكان التركيز في الكونغرس على تأثير تيك توك على الخطاب حول الحرب في غزّة شديدًا لدرجة أنّ الشركة شعرت بالحاجة إلى تناوله في ملفّ قدمته مؤخّرًا إلى المحكمة العليا. وكتب محامو تيك توك في الملخّص: "إنّ الادّعاءات بأنّ تيك توك قد عزّز الدعم لأيّ من جانبي الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ لا أساس لها من الصحّة. ومع ذلك، كان الادّعاء محورًا كبيرًا لمداولات الكونغرس".
وكما أشارت شركة تيك توك إلى قاعدة مستخدميها الكبيرة من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا كتفسير محتمل لمزيد من المحتوى حول فلسطين مقارنة بإسرائيل على المنصّة. ويضيف موقع "ذا إنترسبت": "تفسير آخر هو أنّ تيك توك لديه نسبة كبيرة من المستخدمين الّذين تقلّ أعمارهم عن 29 عامًا، وهي فئة ديموغرافيّة أكثر عرضة للتعاطف مع الفلسطينيّين". وقالت الشركة إنّه على الرغم من أنّ المزيد من الأشخاص قد وضعوا علامة #freepalestine على مقاطع الفيديو الخاصّة بهم، إلّا أنّ مقاطع الفيديو الّتي تحمل علامة #standwithIsrael تلقّت 68 في المائة من المشاهدات لكلّ مقطع فيديو في الولايات المتّحدة، ممّا يشير، إن وجد، إلى أنّ الخوارزميّة في ذلك الوقت فضّلت الرسائل المؤيّدة لإسرائيل.
وقد بحث المراسلون في مسألة ما إذا كان تطبيق تيك توك يضمّ وجهات نظر فلسطينيّة أكثر من منصّات التواصل الاجتماعيّ الأخرى أم لا، ووجدوا أنّ الانقسام مماثل لمنصّات أخرى مماثلة. ووجد تقرير لصحيفة واشنطن بوست في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 أنّ وسم #freepalestine ظهر 39 مرّة أكثر على فيسبوك من وسم #standwithisrael، و26 مرّة أكثر على إنستغرام من وسم مؤيّد لإسرائيل. وكلتا المنصّتين مملوكتان لشركة ميّتًا، وهي شركة أميركيّة أسّسها أميركيّ. ووجدت صحيفة واشنطن بوست أنّ وسم #freepalestine ظهر على تيك توك 38 مرّة أكثر من مقاطع الفيديو الّتي تحمل وسم #standwithisrael خلال الفترة نفسها الّتي استمرّت 30 يومًا.
وهناك أيضًا حقيقة مفادها أنّ تطبيق الفيديو القصير "تيك توك"، الّذي يضمّ 170 مليون مستخدم في الولايات المتّحدة، جعل من السهل على الأشخاص مشاهدة لقطات مباشرة من الأرض في غزّة، وهي وجهات نظر غالبًا ما تكون غائبة عن التغطية الإعلاميّة السائدة للحرب.
وعلى سبيل المثال، بيسان عودة، منشئة تيك توك، هي صانعة أفلام وصحافيّة حائزة على جائزة إيميّ تبلغ من العمر 25 عامًا، وقد وثقت تجاربها في الوقت الفعليّ طوال هجوم إسرائيل على القطاع المحاصر. وغالبًا ما تبدأ مقاطع الفيديو الخاصّة بها بنفس العبارة: "أنا بيسان من غزّة، وما زلت على قيد الحياة".
وختم تقرير "ذا إنترسبت"، بالقول: "هذه هي الحقيقة الّتي يأمل الجمهوريّون إخفاءها".
الكلمات المفتاحية

الفلسطيني مصعب أبو توهة يحصد بوليتزر 2025: صوت غزة يصل إلى العالم
جائزة بوليتزر تكرّم الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة عن مقالاته في "نيويوركر"، والتي وثّق فيها معاناة الفلسطينيين في غزة خلال الحرب

سيارة البابا فرنسيس تتحول إلى عيادة صحية للأطفال في غزّة
تم تجهيز السيارة التي استخدمها البابا الراحل خلال زيارته إلى فلسطين عام 2014 بمعدات تشخيصية ومعدات طبية طارئة لمساعدة المرضى الأطفال في قطاع غزة

دعوات إسبانيّة لنقاش أوروبي حول مشاركة "إسرائيل" في "يوروفيجن" بسبب حرب غزة
مخاوف إنسانية تدفع إسبانيا إلى تحدي مشاركة إسرائيل في "يوروفيجن"

مقتل الشاب رامي الزهران برصاص الأمن الفلسطيني في مخيم الفارعة
قتل عناصر الأمن الفلسطيني الشاب رامي الزهران، صباح اليوم الثلاثاء، بعد إطلاق النار على مركبته في مخيم الفارعة

الاحتلال يلاحق الصحفي حسن اصليح ويقتله على سرير العلاج في مستشفىً بخانيونس
استُشهد الصحفي حسن اصليح فجر الثلاثاء داخل مستشفى ناصر الطبي بخان يونس، بعد أن استهدفته طائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء تلقيه العلاج من إصابة سابقة

تقارير: خيبة أمل إسرائيلية بشأن خطة ترامب للتهجير وغضب تجاه نتنياهو بعد الإفراج عن ألكسندر
قالت القناة 12 الإسرائيلية إن "هناك حالة من خيبة الأمل في إسرائيل بشأن التقدم المحرز في تنفيذ خطة ترامب للتهجير في قطاع غزة".

خطة تسوية الأراضي بالضفة الغربية: شرعنة للضمّ وتجريد للفلسطينيين من أراضيهم
قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لـ"الترا فلسطين" إن قرار "الكابينيت" بشأن تسوية الأراضي في الضفة الغربية يستهدف "ما تفعله السلطة الفلسطينية من تنظيم وتسوية وتسجيل للأراضي بالضفة".