21-أكتوبر-2021

صورة توضيحية: أطفال يهود في منزل فلسطيني بالقدس | gettyimages

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

لأول مرة يسمح جهاز "الشاباك" الإسرائيلي لشخص شغل منصبًا رفيعًا جدًا في الجهاز قبل فترة قليلة بالخروج إلى العلن لرواية قصص للجمهور حول الفلسطينيين وطريقة التعامل معهم. "حكواتي الشاباك" إيرز حسون؛ كان محور تقرير نشرته إذاعة جيش الاحتلال، الخميس، قالت مُعدّته إنه (الضابط حسون) يروي قصصًا "في غاية الجمال تُجبر شعر الرأس على الوقوف كالمسامير".

لأول مرة يسمح "الشاباك" لشخص شغل منصبًا رفيعًا جدًا في الجهاز قبل فترة قليلة بالخروج إلى العلن

وفي حديثه للإذاعة، يحرص حسون على تبديد الانطباع بأنه مجرد "حكواتي" يبحث عن التقديرات أو طباخ وجبات ترفيهية، لكن رغم ذلك لا يُمكن التسليم بصحة القصص، فمعرفة الغاية يفرض مبدأ الشك أو النفي.

ومحاضرات حسون تستهدف، كما يؤكد بنفسه، طلبة المدارس اليهود الذين اختاروا دراسة اللغة العربية، "في إطار تهيئتهم لأداء خدمة نوعية في الجيش" كما يقول. فهذه القصص "ستؤدي خدمة جيدة لإسرائيل وجهاز الشاباك، وتهدف لتجنيد مرشحين للعمل داخل الجهاز، ولشرح طبيعة عملهم".

ويشرح حسون أهمية تعليم اللغة العربية لليهود، "فالهدف هو تعلم ثقافة الفلسطينيين أولاً والعرب ثانيًا، وكذلك فهم قيمهم وعقليتهم"، مؤكدًا أن كافة القصص التي يلقيها خضعت كل كلمة فيها للتدقيق من جهاز "الشاباك" والرقابة العسكرية العامة؛ وحازت على الموافقة الكاملة. ويُقدم حسون أربع محاضرات حول قضايا مختلفة، "لكن الرابط بينها أنها قادمة من الخبرات التي راكمتها خلال سنوات عملي" وفق زعمه.

بين القصص التي يرويها حسون في محاضراته، أن رجلاً فلسطينيًا أرسل عشيقته لتحذيره (حسون) من حضور اجتماع، بسبب أن أحد الأشخاص الذين سيحضرون الاجتماع ينوي اغتياله. هذه المحاضرة تتعلق بدور النساء في إحباط عمليات المقاومة، والنساء الفلسطينيات اللواتي يزعم حسون أنه نجح بتجنيدهم لصالح "الشاباك" كمصادر للمعلومات الاستخبارية البشرية.

كافة القصص التي يلقيها خضعت كل كلمة فيها للتدقيق من جهاز "الشاباك" والرقابة العسكرية العامة

أما المحاضرة الثانية، فتستعرض قصة يُمكن الاستنتاج منها أن "الفلسطيني لا يُؤتمن"، فأحد عملاء "الشاباك" تم تجنيده من فصيل فلسطيني لاغتيال حسون من أجل "تنظيف" اسمه، لكن مصدرًا آخر كشف المخطط لحسون، وعلم الجهاز بوجود الشاب داخل مسجد وبحوزته حقيبة متفجرات يُفترض استخدامها في عملية الاغتيال.

يقول حسون، إن قوة كبيرة حاصرت المسجد، ثم خاطب هو الشاب بمكبرات الصوت طالبًا من الاستسلام، وبعد دقائق خرج من المسجد رافعًا يديه، فطلب منه حسون التعري للتأكد بأنه لا يحمل أي شيء، ثم أُدخِل الرجل الآلي إلى المسجد وأخرج عبوة داخل حقيبة تصل حوالي 7 كغم جاهزة للتفجير.

يُعلق: "شخصٌ عملت معه 7 سنوات وتناولنا الطعام معًا وضحكنا معًا، وفي نهاية الأمر قرَّر قتلي. هذه ظواهر ليست سهلة، لكن هي جزءٌ من قوانين اللعبة".

حسون هذا، يعتقد أن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصل لمرحلة انعدام الثقة، لدرجة أنه حتى إذا تغيرت القيادة في أي جانب فإن أي جهد سيذهب سدى، معتبرًا الرئيس محمود عباس ليس شريكًا في أي عملية سياسية مستقبلية.


اقرأ/ي أيضًا: 

تحقيق إسرائيلي: دعارة وابتزاز من أجل تهويد القدس