قال مصدر مطّلع على ملفّ مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، خلال حديث مع "الترا فلسطين"، إنّ حركة حماس لمست جدّيّة مختلفة في جهود الوساطة، مع وصولها إلى مرحلة تبادل أسماء الأسرى الإسرائيليّين المقرّر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، التي تستمر لمدة 60 يومًا، إذ قدمت القائمة الأولية للوسيط المصري.
مصدر لـ"الترا فلسطين": جدّيّة ملموسة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة، وقد تتبلور إلى اتّفاق خلال الأيّام القادمة
ولفت المصدر إلى أنّ "الأطراف جادّة أكثر من أيّ وقت مضى وبشكل غير مسبوق للتوصّل إلى اتّفاق، وأنّ مصر وقطر وتركيّا والولايات المتّحدة مشاركة في الإشراف على المفاوضات".
وتابع المصدر، في حديثه لـ"الترا فلسطين"، أنّ "هذه الجدّيّة قد تتبلور بشكل واضح خلال الساعات أو الأيّام القادمة". مشيرًا إلى أنّ المفاوضات "تتركّز على إتمام المرحلة الأولى من الصفقة، والّتي تنصّ على إطلاق سراح كبار السنّ أو المرضى أو النساء (أي الحالات الإنسانيّة)، فيما لم تحدّد أسماء الأسرى الفلسطينيّين، بينما صارت أسماء الإسرائيليّين ضمن الصفقة معروفة، وستكون الأعداد المتبادلة ضمن رؤية المقاومة"، بحسب المصدر.
وأوضح المصدر، أنّه لم يتمّ حتّى اللحظة بحث تفاصيل المرحلة الثانية من الصفقة "الّتي تتعلّق بالضبّاط والجنود، على اعتبار أنّ الأولويّة للتفاهم مرتبطة في تفاصيل المرحلة الأولى، ومراقبة الجدّيّة الإسرائيليّة، ومدى صدقيّة الوسيط الأميركيّ، الّذي تعهّد باستمرار التفاوض وصولًا إلى وقف إطلاق النار بشكل نهائيّ".
ووفق المصدر، "يحاول المفاوض الإسرائيليّ اختزال قضيّة التفاوض بملفّ الأسرى"، فيما أكّد المصدر لـ"الترا فلسطين"، أنّ "وفد حماس شدّد على عدم التنازل عن مطالب المقاومة الرئيسيّة، المرتبطة بوقف إطلاق النار الشامل، والانسحاب الكامل من قطاع غزّة، وبدء إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات".
وأشار المصدر إلى أنّ "المقاومة في سبيل وضع قطار المفاوضات على السكّة، أظهرت مرونة في جزئيّة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، على أن يكون الانسحاب بشكل تدريجيّ، وليس منذ البداية، أي أن يتمّ الانسحاب في المرحلة الأولى من المناطق المأهولة سكّانيًّا، مثل منطقة رفح، بالإضافة إلى القبول بوقف إطلاق النار المؤقّت لـ 60 يومًا، على أن تكون هناك ضمانات تفضي لوقف إطلاق نار مستدام ومستمرّ"، كما أكّد المصدر لـ"الترا فلسطين".
وأضاف: أنّ "الانسحاب من محور صلاح الدين/فيلادلفي بالكامل، ومعبر رفح، وحاجز نتساريم لن يكون متاحًا في المرحلة الأولى؛ لأنّه بحاجة إلى نقاش أطول من حيث الوقت والتفاصيل، لكنّ المقاومة لن تتنازل عن هذه الشروط".
ويتضمّن الاتّفاق المبدئيّ حول المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزّة، دخول شاحنات المساعدات إلى مختلف مناطق قطاع غزّة. وفي إجابة عن سؤال "الترا فلسطين" حول عدد الشاحنات المقرّر دخولها، قال المصدر: "لم يحدّد العدد، لكنّ الجميع يعلم أنّ غزّة بحاجة يوميّة لـ 600 شاحنة، وبدرجة أولى الوقود والدواء والغذاء، والشاحنات متوفّرة على المعابر وتحديدًا رفح، ولكنّها بحاجة إلى قرار سياسيّ كي تدخل".
واستمرّ المصدر في القول: "إن وصلنا إلى اتّفاق جزئيّ في الوقت القريب، سيظلّ الحلّ الكامل عالقًا ما لم تكن الضغوط كافية على الاحتلال الإسرائيليّ، للاستمرار في مسار التفاوض والانسحاب الشامل. وفي ذات الوقت، فإنّ المقاومة لن تتنازل عن ورقتها التفاوضيّة المتعلّقة بالأسرى، ولن تقدّم معلومات عنهم، ولا عن أعدادهم أو أسمائهم أو أيّ إشارات عنهم خاصّة الأسرى الجنود والضبّاط؛ لأنّ أسرى الاحتلال لدى المقاومة يتواجدون في أكثر من منطقة بالقطاع، ودون وقف إطلاق النار يصعب التحرّك وجمع المعلومات عنهم".
واعتبر المصدر أنّ المقاطع المرئيّة الّتي نشرتها كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، للأسرى الإسرائيليّين الذين يحملون الجنسيّة الأميركيّة، تزامنًا مع تصريحات الرئيس الأميركيّ المنتخب، دونالد ترامب، بـ"ضرورة التوجّه إلى صفقة أسرى قبل وصوله للرئاسة في 20 كانون الثاني/يناير القادم، ساهمت في تسريع المفاوضات"، بعدما كان ترامب معتقدًا أنّ "معظم الأسرى لدى المقاومة جثث" كما صرّح في وقت سابق.
مصدر لـ"الترا فلسطين": "وفد حماس خلال المفاوضات شدّد على عدم التنازل عن مطالب المقاومة الرئيسيّة"
وفي كلمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الإثنين، قال: "هناك بعض التطورات في المفاوضات الجارية، ولكن من المبكر الجزم بمدى نجاحها. نعمل دون توقف، ونفحص كل الاحتمالات لضمان استعادة الأسرى، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا".
وقدر مسؤول إسرائيلي كبير مساء اليوم الإثنين، في حديث مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه "في غضون أسبوع أو أسبوعين" سيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، وقال إن "الظروف مهيأة". فيما أعرب وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر عن "تفاؤل متزايد بشأن الصفقة"، قائلًا: "لم نصل إلى هناك بعد، ولكنني آمل أن نكون هناك".