خاصّ | مصادر في حماس: لدينا خطوط حمراء ولا نقبل مقترحات تناقش سلاح المقاومة

كشفت ثلاثة مصادر متطابقة من حركة حماس، خلال حديث خاص مع "الترا فلسطين"، أن وفد الحركة الذي وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة فجر اليوم، يحمل في جعبته موقفًا يمثّل إجماعًا من قبل الفصائل الفلسطينية. وينصّ هذا الموقف على أن أي نقاش أو مقترح بخصوص عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يجب ألا يتجاوز خطوطًا حمراء، وهي: "سلاح المقاومة، والصفقة الشاملة، وإنهاء الحرب".

مصادر في حماس لـ"الترا فلسطين": مستعدون لهدنة طويلة الأمد ونرفض الصفقات الجزئية، ووفد الحركة بالقاهرة على أعلى مستوى

ووفق المصادر، فإن توصيات الميدان في قطاع غزة (الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة) أكدت على "عدم التوجه إلى ما هو مجرّب مع الاحتلال بلا جدوى"، في إشارة إلى عقد صفقات جزئية لا تؤدي مباشرة إلى وقف العدوان، وانسحاب جيش الاحتلال، وفتح المعابر لإدخال المساعدات، وبدء الإعمار، وعملية تبادل الأسرى الأحياء والجثث. وأشارت المصادر إلى أن هذا الموقف حظي بإجماع من جميع الأطراف، وأُعلن عنه صراحةً في كلمة رئيس ملف المفاوضات في حركة حماس، خليل الحية، عند حديثه عن استعداد الحركة للبدء فورًا بـ"مفاوضات الرزمة الشاملة".

وحول سؤال الترا فلسطين، عن "إمكانيات المقاومة العسكرية بعد عام ونصف من الحرب والاستنزاف"، قال المصدر قيادي في حمـ.ـاس من قطاع غزة: إن "من يعطي توصيات بعدم الذهاب إلى صفقات جزئية، ومن يرفض نزع السلاح، بلا شكّ أنه مستعد لأطول وقت من المواجهة والصمود".

ولفت أحد مصادر الحركة إلى أن الدعوة التي تلقتها حماس من القاهرة لزيارتها وبحث تطورات الأوضاع، حملت رسائل إيجابية ضمنية ما بين السطور. وقد وصلت الدعوة بعد الكلمة التي ألقاها الحيّة، والتي حدد فيها مطالب المقاومة لإجراء صفقة تفضي إلى وقف الحرب، مما يعني أن موقف حماس واضح ومعلن لدى الوسطاء، ولا حاجة لتقديم عروض تخالف موقف الحركة الصريح برفض الشروط الإسرائيلية والأميركية المتعلقة بـ"نزع السلاح".

وبحسب المصادر ذاتها، لم تتلقَ حماس حتى اللحظة أي مقترح رسمي جديد بخصوص الحرب في القطاع. وقد نُشر في عدة وسائل إعلام عدة عن مقترح "قطري - مصري"، ينص على هدنة تصل إلى سبعة أعوام، تناقش فيه قضية "سلاح المقاومة" بصيغة عنوانها "وقف الحرب وإعلان حماس وضع السلاح". وشددت المصادر على أن حماس أرسلت موقفًا مبدئيًا إلى جميع الوسطاء، يتضمن إعلانًا صريحًا بأن "السلاح خط أحمر".

وأضاف أحد المصادر أن حماس تبدي استعدادًا لتقديم مرونة في أي مقترح يتضمن هدنة طويلة الأمد، قائلًا: "هدنة لمدة أربع أو خمس سنوات أو أكثر، لا مشكلة في نقاشها، على ألا يتم طرح قضية السلاح قبل وجود مسار سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال، وأن تتم الهدنة وفق شروط المقاومة الأربعة المعروفة منذ بداية الحرب". وتابع مصدر لـ"الترا فلسطين": "يناقش السلاح بعد إنهاء الاحتلال، ويسلَّم في إطار جيش وطني أو أي مسمّى يتم الاتفاق عليه، لكن طالما أن الاحتلال موجود والعدوان مستمر على غزة، لن نقبل أي صيغة للنقاش حول السلاح".

وعن رؤية وفد حماس التي ستطرح في القاهرة، أوضح مصدر لـ"الترا فلسطين"، أن "الوفد سيؤكد على شروط المقاومة لإنهاء العدوان وتنفيذ ما يلزم لإعمار غزة، كما ستوضح الحركة أنها لا تريد البقاء في إدارة القطاع، بل تفضل وجود حكومة متفق عليها وطنيًا، أو التوجه نحو المقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي، مع الاستعداد لتنفيذ صفقة تبادل أسرى بناءً على المحددات المتفق عليها سابقًا، وفق مقترح شامل غير مجزأ". وذكر أحد المصادر أن من أبرز الملفات التي ستكون مطروحة قضية فتح المعابر، إدخال المساعدات، وإنهاء حرب التجويع.

وقال أحد المصادر لـ"الترا فلسطين" إن هذا التوجه ورفع سقف موقف المقاومة جاء بعد جولات تفاوضية أبدت فيها حماس الحد الأقصى من المرونة، التي تعامل معها المفاوض الإسرائيلي كعلامة ضعف وتراجع من المقاومة، مما استدعى وضع الأمور في نصابها، لمواجهة مخططات يعتبر التنازل فيها أمرًا خطيرًا، بحسب تعبيره.

وختم المصدر بالإشارة إلى أن وفد حماس إلى القاهرة يتكوّن من أعلى مستوى قيادي في الحركة، ويضمّ: رئيس مجلس قيادة الحركة محمد إسماعيل درويش، وعضوية رئيس إقليم الخارج في الحركة خالد مشعل، ورئيس الحركة في قطاع غزة ومسؤول وفدها المفاوض خليل الحية، وقائد إقليم الضفة الغربية في الحركة زاهر جبارين، وعضو المكتب السياسي نزار عوض الله. في إشارة إلى أن الوفد يحمل صفة "صانع وصاحب القرار"، وليس وفدًا يناقش قضايا فنية وشكلية وخلافية، ضمن المقترحات المتداولة إعلاميًا.