كشف مدير المكتب الإعلاميّ الحكوميّ في غزّة، إسماعيل ثوابتة، خلال حديث مع "الترا فلسطين"، أنّ "الجهات الرسميّة والأمنيّة في القطاع، تعكف على تنفيذ خطط أمنيّة جديدة من شأنها ضمان تأمين دخول شاحنات المساعدات القادمة للقطاع، ومحاربة ممارسات بعض العصابات في سرقة الشاحنات، لا سيّما بعد أن بدا واضحًا وجود تبادل أدوار بينهم وبين قوّات الاحتلال الإسرائيليّ الّتي استهدفت 722 عنصرًا يعملون في مجال تأمين المساعدات"، وفق قوله.
الإعلامي الحكومي في غزة يتحدّث لـ"الترا فلسطين" عن "خطط أمنية جديدة لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة"
وقال ثوابتة: "لدينا خطط أعدّت للقضاء على هذه الجماعات الّتي تمارس السرقة، وسنضرب بيد من حديد من أجل تحييدهم، وفق الخطّة رقم 3 الّتي تعمل عليها الجهات الحكوميّة". وهي خطّة نشرت تفاصيلها بشكل سابق على موقع "الترا فلسطين".
وجاءت تصريحات ثوابتة، في أعقاب قصف إسرائيليّ فجر اليوم الخميس، على طواقم تأمين المساعدات في المنطقة الفاصلة بين مواصي رفح وخانيونس، ما أدّى إلى استشهاد 13 عنصرًا من العاملين في تأمين دخول المساعدات، وذلك خلال التحضير لتأمين عشرات الشاحنات القادمة عبر محور صلاح الدين/فيلادلفي.
خطط أمنية في غزة لمحاربة سرقة المساعدات. pic.twitter.com/nZoVx8KA39
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 13, 2024
ولفت ثوابتة إلى أنّ الاحتلال يعيق استجابة المؤسّسات الدوليّة الّتي تعاطت مع مناشدات الهيئات الحكوميّة في غزّة، باعتماد ممرّات بديلة لدخول شاحنات المساعدات، وهذا ما جرى بالفعل حيث اعتمد طريق جديد من شرق المحافظة الوسطى، ومن غرب مدينة رفح بدلًا عن طريق معبر كرم أبو سالم الّذي تنتشر في "محيطه العصابات أمام أعين قوّات الاحتلال، ونجحت بعد ذلك عمليّات تأمين شاحنات المساعدات قبل عدّة أيّام، إلّا أنّ الاحتلال يسعى للقضاء على مساعي تأمين المساعدات".
فيديو | طائرات الاحتلال تقصف عناصر تأمين المساعدات قرب منطقة الأكواخ على شارع الرشيد شمال غرب مدينة رفح pic.twitter.com/GUKzujeMQq
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 11, 2024
وأوضح ثوابتة، أنّ عدد الشاحنات الّتي دخلت منذ يوم أمس، حتّى اللحظة للقطاع بلغ 46 شاحنة، تضمّنت "4 شاحنات مياه، 12 شاحنة محمّلة بالسكّر، 4 شاحنات من المنظّفات، 6 شاحنات غاز، 6 شاحنات من الطحين، 3 شاحنات من الأرزّ والمعلّبات، 7 شاحنات من الملابس وأغطية الأسرة، 4 شاحنات لمنظّمة المطبخ المركزيّ العالميّ"، فيما سرق عدد آخر من الشاحنات، دون تقدير عددها بشكل كامل بعد.
وأشار ثوابتة إلى أنّهم "يعملون بالتعاون مع العشائر والعائلات الفلسطينيّة، الّتي رفضت السرقات، وأعلنت التزامها بعدم التستّر على المتورّطين، بالتوازي مع عمل مستمرّ من قبل 18 ألف موظّف يتّبعون لهيئة العمل الحكوميّ في القطاع بما فيهم عناصر الأمن ولجان تأمين المساعدات، يركّز عملهم جميعًا في مهمّة إيصال المساعدات لجميع أبناء القطاع بشكل عادل".
فلسطينيون من بينهم أطفال يشاركون في وقفة أمام مستشفى ناصر الطبي بخانيونس، للمطالبة بوقف استهداف الطواقم الطبية والمستشفيات، وكذلك عدم استخدام الجوع كوسيلة حرب. pic.twitter.com/JOCFkiE1Kw
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 12, 2024
وحمل ثوابتة الاحتلال الإسرائيليّ والإدارة الأميركيّة، إلى جانب الدول المشاركة في استمرار هذه المأساة الإنسانيّة، مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المسؤوليّة الكاملة عن تداعيات جريمة تجويع سكّان القطاع، واستمرار أزمة سرقة المساعدات. مضيفًا: "نعتقد أنّ المنظّمات الدوليّة بإمكانها بذل جهود أكبر لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانيّة. وهناك إمكانيّات ومساحات واسعة يمكن استغلالها لضمان إدخال أعداد أكبر من شاحنات الإغاثة. على سبيل المثال، بإمكانهم العمل على إدخال 200 شاحنة يوميًّا، إلّا أنّ العدد الحاليّ لا يتجاوز 40 إلى 50 شاحنة فقط، وهو ما لا يلبّي احتياجات السكّان المحاصرين".
ووفق المصادر، فإنّ "حكومة قطاع غزّة، تعمل على ملاحقة عصابات سرقة المساعدات المتبقّية في جنوب القطاع"، وقال ثوابتة، "إنّ من ألقي القبض عليهم وقعوا على تعهّدات بضمانة من عائلاتهم بعدم العودة إلى هذه الأعمال، كما أعلنت العديد من العشائر والعائلات رفضها القاطع لهذه الجرائم، مؤكّدة أنّها لن تسمح لأبنائها بالمشاركة في مثل هذه الأفعال أو توفير غطاء لهم، وأمّا من يرفض سيلاحق إلى حين إجباره على الاستسلام بهدف القضاء الكامل على هذه الظاهرة الّتي تهدّد الأمن المجتمعيّ والجهود الإنسانيّة".
وفي بيان صحفيّ، صادر عن المكتب الإعلاميّ الحكوميّ، قال: إنّ "جيش الاحتلال الإسرائيليّ ارتكب مجزرة مدبّرة باغتيال 13 شهيدًا من عناصر تأمين المساعدات في إطار فرض معادلة تجويع المدنيّين والأطفال والنساء ليرتفع إجماليّ عدد شهداء تأمين المساعدات إلى 722 شهيدًا"، داعيًا "المنظّمات الأمميّة والدوليّة إلى الإعلان عن موقفهم تجاه جرائم الاحتلال باستهداف عناصر تأمين المساعدات".
29 منظمة تكشف أن الاحتلال يشجع على نهب شاحنات المساعدات، فيما علم "الترا فلسطين" أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بدأت العمل على خطة أمنية لملاحقة اللصوص ممن يسرقون المساعدات بالتواطؤ مع "إسرائيل". pic.twitter.com/uAb8bfiBVW
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) November 17, 2024
وأشار البيان إلى أنّ المساعدات الّتي تدخل لا تغيث "سوى أقلّ من 5% من حاجة أبناء شعبنا الفلسطينيّ في قطاع غزّة للغذاء والمساعدات التموينيّة والموادّ الغذائيّة على مدار جريمة الإبادة الجماعيّة".
وأوضح البيان: "تأتي جريمة الاحتلال في إطار فرض معادلة تجويع المدنيّين والأطفال والنساء والفئات الهشّة والضعيفة في مجتمعنا الفلسطينيّ، وهي جريمة ضدّ الإنسانيّة كما يصفنها القانون الدوليّ". وذكر البيان، أنّ الاحتلال قتل 722 شهيدًا خلال تأمين المساعدات، في 144 جريمة استهداف على مدار حرب الإبادة.