24-نوفمبر-2024
نقابة الصحفيين ومؤسسة فلسطينيات

وفاء عبد الرحمن، مديرة مؤسسة "فلسطينيات"، ونقيب الصحفيين، ناصر أبو بكر

علم "الترا فلسطين"، أن مؤسسة فلسطينيات، تقدمت بشكاوى رسمية ضد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، تتهمه فيها باستغلال المنصب لـ"منافع شخصية"، وسط "أجواء من الاحتقان والتحريض، سببها مشروع مالي للصحفيين بقيمة مليون دولار".

وكشفت مديرة مؤسسة فلسطينيات، وفاء عبد الرحمن، لـ"الترا فلسطين"، أنها تقدمت بشكوتين ضد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، واحدة في هيئة مكافحة الفساد، بدعوى "استغلال المنصب لمنافع شخصية"، وواحدة في النيابة العامة، بدعوى "التشهير والتدليس للإضرار بجمعية إعلامية".

يعود سبب الخلاف إلى مشروع بقيمة مليون دولار مقدم من الاتحاد الأوروبي، تقدمت له مؤسستان إعلاميتان، وهي وكالة وطن للأنباء و"فلسطينيات"، وحصلت الأخيرة على المشروع

وقالت عبد الرحمن، في ردها المقتضب، لـ"الترا فلسطين": "للأسف لا نستطيع التعقيب في هذه المرحلة؛ لأننا تقدما بشكوتين ضد نقيب الصحفيين". وتابعت عبد الرحمن: "نحن ننتظر أن يكون القانون والقضاء هما الحكم بيننا، اخترنا الإجراءات الرسمية في ظل الإبادة التي يتعرض لها القطاع والاستهداف الصهيوني للصحفيين والصحفيات، واحترامًا للدماء التي تسيل هناك لم نصدر بيانًا ولم نرد، ولن نفعل حتى نرى رد القضاء".

ويعود سبب الخلاف إلى مشروع بقيمة مليون دولار مقدم من الاتحاد الأوروبي، تقدمت له مؤسستان إعلاميتان، وهي وكالة وطن للأنباء و"فلسطينيات"، وحصلت الأخيرة على المشروع، بحسب مصادر "الترا فلسطين".

ومنذ ذلك الحين، بدأ "الهجوم من النقابة وآخرين ضد مؤسسة فلسطينيات"، بحسب المصادر، لدرجة أن "النقابة تواصلت مع الصحفيين والصحفيات بشكل مباشر لحثهم على عدم حضور اجتماعات مؤسسة فلسطينيات والتعاون معها"، فضلًا عن الأجواء المشحونة في المجموعات الصحفية الخاصة بـ"فلسطينيات" وتلك الخاصة بـ"نقابة الصحفيين".

ووفق المصادر، فقد أرسل نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، رسالة من مدريد، إلى رامي الحمد لله، عضو أمناء جامعة النجاح الوطنية، قال فيه إن "المشروع الذي حصلت عليه فلسطينيات ينطوي على شبهات فساد" وفق قوله.

وحصل "الترا فلسطين" على صورة من رسالة "الواتساب"، التي أرسلها أبو بكر، إلى الحمد لله، وتابعها مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح غازي مرتجى، وجاء فيها: "علمت أن مؤسسة فلسطينيات تسعى لتوقيع اتفاق مع جامعتكم الرائدة، والتي نكن لها كل التقدير ولكم شخصيًا، آسف أنني أبعث رسالة لكم عبر الواتساب، لكن بسبب وجودي في مدريد اضطريت أن أكتب هنا، المهم لأننا نعرف ومتأكدين أن جامعة النجاح من أعرق الجامعات على كل المستويات، حبيت أحطك [كما وردت] بصورة المشروع، هذا المشروع فيه تحقيق بشبهات فساد وتزوير توقيع لجامعة القدس، التي انسحبت من المشروع لهذا السبب؛ التزوير،  ولدينا شكاوى من مؤسسات إعلامية بالتزوير، وقد فتحت النقابة تحقيقًا بالشكاوى؛ لأن النقابة تصرفت وفق مسؤولياتها؛ لأنه مال عام موجه لقطاع الإعلام وقررنا تحويل الملف لهيئة مكافحة الفساد، باعتبارها الجهة المختصة وفق القانون، بقضايا شبهات الفساد"، وفق ما ورد في نص الرسالة.

فلسطينيات

وأفادت مصادر من نقابة الصحفيين، أن مؤسسة فلسطينيات تقدمت بشكوى وطلب توضيحات للأمانة العامة لنقابة الصحفيين في السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقدمت مؤسسة فلسطينيات يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر، بشكوى وطلب توضيحات للأمانة العامة لنقابة الصحفيين، جاء فيه: "بعيدًا عن العلاقة الاستراتيجية بين فلسطينيات والنقابة ووقفة فلسطينيات التي شهد بها النقيب ذاته، لإنجاح مؤتمر النقابة الأخير، نستغرب أن تنحاز النقابة لجهات إعلامية ضد جهة أخرى"، بحسب ما ورد.

وذلك في إشارة للمؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحفيين الذي عقدته النقابة في شهر كانون الثاني/يناير 2023،  الذي ساندت فيه مؤسسة فلسطينيات، النقابة في عقده بشكل يكرّس الحزبية في النقابة ويقصي الصحفيين المستقلين، ويغير النظام الداخلي بشكل جذري، وكانت "النهاية أن النقيب والأمانة العامة بشكلها الحزبي لم يجدوا من ينتخبهم وحققوا الفوز بالتزكية".

وطالبت وفاء عبد الرحمن، الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، في رسالة من عدة نقاط، توضيحات في هذه القضية، قائلةً: "أولًا، من حق فلسطينيات أن تعرف الجهات التي قدمت الشكاوى للنقابة، وحقنا أيضًا أن نطالب بنسخة منها للرد عليها، وثانيًا: نطالبكم بنسخة من التحقيقات التي فتحتها النقابة وتزويدنا بأسماء أعضاء لجنة التحقيق، والقرارات التي اتخذتها هذه اللجان بتحويل الملف إلى هيئة مكافحة  الفساد مع نسخة من رسالة التحويل"، وفق الرسالة التي وصلت لـ"الترا فلسطين".

كما طالبت "بفتح تحقيق جدي حول ما ورد في رسالة النقيب"، وأضافت: "نطالب برد الاعتبار في حال تبيّن أن النقيب انحاز لجهة بعينها، ولم يعمل بمقتضيات النظام الداخلي الناظم لعمل النقابة".

وختمت فلسطينيات شكواها، بالقول: "أخيرًا، تعتبر فلسطينيات أن رسالة النقيب للدكتور [رامي] الحمد لله هي تشهير وتشويه في حق فلسطينيات ومجلس إدارتها والعاملين فيها، وعليه تطالب المجلس الإداري باتخاذ الإجراءات اللازمة وتقديم الرد بذات السرعة التي بعث بها النقيب رسالته لجامعة النجاح".

وحاول "الترا فلسطين"، التواصل مع نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، عدة مرات في مكالمات هاتفية ورسائل نصية، ولم يتمكن من الحصول على رد منه.

رد فلسطينيات

وبخلاف المشروع السابق، يشهد القطاع الصحفي في فلسطين، تدفقًا للمنح المالية ورعاية المؤسسة الإعلامية، وكان آخرها ما أعلن عنه الاتحاد الدولي للصحفيين، خلال مؤتمر فلسطين الأول للإعلام، الذي عُقد في رام الله يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر، عن تقديم 22 منحة مالية بقيمة إجمالية قدرها مليون دولار لدعم صحافة الصالح العام في فلسطين.

وبلغ عدد المؤسسات الإعلامية الحاصلة على المنح 22 مستفيدًا، حيث توزعت على النحو التالي: 6 مستفيدين من قطاع غزة، و16 مستفيدًا من الضفة الغربية، منهم 7 في رام الله، و3 في نابلس، و2 في بيت جالا، وواحدة في كل من الخليل وجنين والقدس وبيت لحم. وتغطي 10 مؤسسات إعلامية مستفيدة، الأخبار الوطنية، بينما تركز 12 مؤسسة أخرى على تغطية الأخبار المحلية.