28-أبريل-2023
نقابة الصحفيين

تتجاهل نقابة الصحفيين الفلسطينيين اعتراضات صحفيين -يملكون عضوية كاملة في النقابة- على إقصائهم من السجل الأولي ثم النهائي لأعضاء الجمعية العامة الذين يحق لهم الانتخاب في الانتخابات المقررة يومي  23 -24 أيار/ مايو، في حين أدرجت في السجل الانتخابي أسماء أشخاص لا يُمارسون مهنة الصحافة، لتمنحهم بذلك حق الانتخاب، ما قد يؤدي لتغيير نتائج الانتخابات.

جمع الترا فلسطين أسماء أكثر من 60 شخصًا لا يعملون في الصحافة، بعضهم مفرغون في الأجهزة الأمنية، وآخرون يعملون داخل الخط الأخضر، لكنهم رغم ذلك حصلوا على عضوية في نقابة الصحفيين وأُدرجت أسماؤهم في السجل الانتخابي

وجمع الترا فلسطين أسماء أكثر من 60 شخصًا لا يعملون في الصحافة، بعضهم مفرغون في الأجهزة الأمنية، وآخرون يعملون داخل الخط الأخضر، لكنهم رغم ذلك حصلوا على عضوية في نقابة الصحفيين وأُدرجت أسماؤهم في السجل الانتخابي للانتخابات المرتقبة.

في المقابل، الصحفي لؤي اسعيد من الخليل، نال عضوية دائمة في نقابة الصحفيين نهاية سنة 2022، وهي سارية المفعول حتى نهاية العام 2023، ولكن عند نشر السجل الأولي على صفحة النقابة لم يجد اسمه ضمن السجل.

يقول لؤي اسعيد لـ الترا فلسطين، إنه اتصل بممثل النقابة في الخليل جهاد القواسمي لسؤاله حول أسباب عدم إدراج اسمه في السجل، فطلب جهاد القواسمي منه تقديم كتاب توضيح وإرساله إليه عبر "واتساب"، وعندما فعل لؤي ذلك وجد أن القواسمي لم يفتح المحادثة معه لقراءة الرسالة.

وأوضح لؤي اسعيد، أنه اتصل بعلاء حنتش، ممثل النقابة في رام الله، فطلب الأخير الأمر ذاته، وزوده عبر الهاتف بنص حرفي لكتاب الاعتراض النموذجي، فأعد لؤي الكتاب وأرسله إليه عبر "واتساب"، لكنه أيضًا لم يفتح المحادثة.

وأضاف اسعيد، أن تجاهل كتابيه من ممثلي النقابة دفعه للنشر على حسابه الشخصي في موقع "فيسبوك" حول ما حدث معه، لكن دون جدوى.

الصحفي لؤي وزوز من الخليل، ويملك عضوية دائمة في نقابة الصحفيين، سارية المفعول حتى نهاية عام 2023، يقول إنه حصل عليها بعد معيقات مختلفة وزيارات كثيرة لمقر النقابة، إضافة إلى عضويته في الاتحاد الدولي لنقابة الصحفيين، وهي سارية المفعول حتى صيف 2024، لكن رغم ذلك لم يجد لؤي اسمه في السجل الأولي للناخبين، فأرسل كتاب اعتراض إلى رقم "واتساب" مخصص من نقابة الصحفيين لتقديم الاعتراضات عبره.

وأوضح لؤي وزوز، أنه إلى جانب تقديم الاعتراض تواصل مع أحد أعضاء الأمانة العامة في النقابة متسائلاً حول أسباب استبعاده من السجل الانتخابي، فرد الأخير بأن ما حدث كان نتيجة خلل لا أكثر، وكل ما عليه تقديم كتاب اعتراض، وبالفعل أرسل إليه الكتاب، لكن رغم ذلك نشرت النقابة السجل النهائي، ولم يرد اسمه فيه.

يؤكد الصحفي لؤي وزوز أنه علم بأن صحفيين آخرين تعرضوا للأمر ذاته، فأرسل مرة أخرى اعتراضًا إلى رقم "واتساب" الذي أعلنته النقابة، لكن لم يتلق أي رد، ومايزال حتى اللحظة، قبل شهر من موعد الانتخابات، فاقدًا لحقه في الانتخاب

يؤكد لؤي أنه علم بأن صحفيين آخرين تعرضوا للأمر ذاته، فأرسل مرة أخرى اعتراضًا إلى رقم "واتساب" الذي أعلنته النقابة، لكن لم يتلق أي رد، ومايزال حتى اللحظة، قبل شهر من موعد الانتخابات، فاقدًا لحقه في الانتخاب.

وكانت نقابة الصحفيين قد عقدت "مؤتمرًا استثنائيًا" بتاريخ 29 كانون ثاني/يناير الماضي، أعقبته شكاوى من عشرات الصحفيين حول مخالفات وأخطاء تخللت المؤتمر، الذي كانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إحدى الجهات الرقابية فيه، لكنها لم تصدر تقريرًا حول ما حدث فيه.

سألنا مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك حول أسباب عدم إصدار تقرير نهائي آنذاك، فأجابنا  بأن توجه الهيئة مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني "بأن يقوموا بالرقابة على مجمل العملية الانتخابية، على أن يتم كتابة تقرير كامل عنها بعد إجراء الانتخابات، وأن يغطي التقرير المؤتمر الاستثنائي الذي عقد".

وقال عمار دويك: "كهيئة، فيما يتعلق بالمؤتمر، نظرنا بإيجابية لعقده ونتائجه من حيث الصورة الأكبر وهي أنه منذ 11 عامًا لم تجري انتخابات في نقابة الصحفيين، وبالتالي رحبنا بأي خطوة جدية باتجاه إجراء الانتخابات، والمؤتمر كان خطوة جدية باتجاه إجراء الانتخابات".

وأكد دويك على وجود ملاحظات لديهم على المؤتمر الاستثنائي وتم تسجيلها بالفعل، وسوف يتم الإعلان عنها، "ولكن الأهم أنه تم تحديد موعد لإجراء الانتخابات، والآن نواكب ونراقب العملية الانتخابية بالشراكة مع عدد من المؤسسات الأهلية" على حد قوله.

أكد عمار دويك على وجود ملاحظات لديهم على المؤتمر الاستثنائي وتم تسجيلها بالفعل، وسوف يتم الإعلان عنها، "ولكن الأهم أنه تم تحديد موعد لإجراء الانتخابات"

وسبق أن أعلنت نقابة الصحفيين أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان هي عضو في لجنة خاصة للإشراف على الانتخابات، إلا أن مدير الهيئة عمار دويك في إجابته على أسئلة الترا فلسطين قال: "لن يكون لنا دور تنفيذي في الانتخابات في أي مرحلة من مراحل العملية الانتخابية، ولكن سيكون لنا دور رقابي نقوم به بالشراكة مع عدد من المؤسسات الأهلية".

لكن ماذا عن نزاهة الانتخابات؟ في ظل ملاحظات الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان على المؤتمر الاستثنائي، وكذلك شكاوى الصحفيين من إقصائهم وحرمانهم من حق الانتخابات؟ أجاب عمار دويك بدعوة الصحفيين إلى تقديم طعون حسب الإجراءات المعمول بها في النقابة، وفي حال امتناع النقابة عن التعامل مع هذه الطعون، ووجود شكاوى محددة، فإن عليهم التوجه بها إلى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، "وستتابعها الهيئة وتجد لها حلاً، ولكن لم يتوجه إلينا أحد" وفق قوله. هنا يُشير الصحفي لؤي وزوز أنه لم يُشاهد أو يعلم من أي صحفي عن دعوة من الهيئة المستقلة لتقديم مثل هذه الشكاوى لها، وكل ما شاهده هو إعلان الاعتراضات على الصفحة الرسمية لنقابة الصحفيين.

وفي وقت سابق، كشف الترا فلسطين تقديم عضو أمانة عامة في نقابة الصحافيين، طعنًا مزوّرًا ضدّ 13 صحافيًا وردت أسماؤهم في السّجل النهائي للناخبين، جزءٌ منها في إطار تصفية حسابات شخصية، أو الظهور أمام "المراقبين" بأن هناك طعون حقيقية جرى تقديمها.

وعلم الترا فلسطين أن الصحفيين عنان عجاوي وهند شريدة قدما اعتراضًا على تقديم طعن باسمهما دون علمهما، وذلك قبل يوم واحد من إغلاق استقبال الطعون بشكل رسمي، لكن حتى الآن لم يحدث أي متابعة لهذا الطعن من طرف النقابة.