01-يونيو-2020

أكد الأكاديمي المختص في شؤون القدس جمال عمرو، أنه "لا يوجد في مدينة القدس المحتلة من يجرؤ على تمثيل السعودية في مجلس الأوقاف الإسلامية"، مشددًا أن هذه المحاولات تهدف إلى الضغط على الأردن لتقديم تنازلات بخصوص الوضع القائم في المسجد الأقصى، وإلا سيتم استبدال سيادته على المسجد والأوقاف.

جمال عمرو: لا يوجد في القدس من يجرؤ على تمثيل السعودية في مجلس الأوقاف

جاء ذلك تعقيبًا على تسريبات نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الإثنين، تدور حول اتصالات سرية تجري بين "إسرائيل" والسعودية، منذ شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، من أجل منح السعودية دورًا في القدس المحتلة، من خلال ضم مندوبيها إلى مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس.

وقال عمرو لـ الترا فلسطين، إن جهودًا "قديمة وحديثة" تجري لمنح السعودية موطئ قدم في القدس، "ومنذ سنوات كانت هناك محاولة جدية أكثر من المحاولة الحالية"، مؤكدًا أن هذه "مجرد أحلام وكذبة كبيرة فلا يوجد في القدس، ولا أي مؤيد للسعودية ولن يوجد لهم أي ممثل".

ورأى عمرو أن هذه المحاولات "مجرد أحلام لثالوث متأزم جدًا" على حد وصفه، وهم، ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

جمال عمرو: هناك محاولة جدية قبل سنوات لمنح السعودية موطئ في القدس، وباءت بالفشل

وأوضح، أن ترامب يعاني حتى اليوم من قضايا التدخلات في الانتخابات الأمريكية، و قضايا الفساد وما يجري من احتجاجات حاليًا وتقسيم للمجتمع الأمريكي، أما نتنياهو فهناك ثلاثة ملفات فساد في انتظاره على طاولة المحكمة، بينما "تلاحق ابن سلمان جريمة إفلاس السعودية ماديًا وأخلاقيًا" حسب تعبيره.

وأضاف، أن هؤلاء الثلاث متفقون وصنعوا "عدوًا وهميًا"، ولأجل مواجهة هذا العدو الوهمي يريدون إنشاء "عالم سني معتدل" وهو بالحقيقة صناعة أمريكية، ضد إيران وتركيا.

وأكد، أن هذه الجهات لا تجد من يؤيدها في القدس، "وبالتالي لا يضير أهل القدس مثل هذه المحاولات بعد أن مر على القدس 18 احتلالاً، ودمرت ثلاث مرات، بينما بقي الشعب الفلسطيني وزال المحتلون" كما قال.

وبخصوص الموقف الأردني صاحب السيادة على الأقصى، رأى عمرو، أن ما يجري ما هو إلا "مماحكات" للأردن، وأن المسألة مفروغ منها ومستحيلة، ولن تكون إلا على الورق لإرباك المشهد والضغط على الأردن للموافقة على تقسيم الأقصى، كما كان مقترحًا في السابق، وإلا سوف يدخل السعوديون في حال لم توافق على ذلك.

جمال عمرو: ما يجري مماحكات للأردن للضغط عليها من أجل الموافقة على تقسيم الأقصى

وردًا على سؤال حول خطورة وجود مندوبين للسعودية في أوقاف القدس ضمن تفاهمات مع الاحتلال، بيّن عمرو، أن الخطورة تكمن في حصول مزيد من التشظي والانقسام في المجتمع الفلسطيني، وسوف تسود حالة من الفوضى العارمة، وعمليات الاستقطاب والتمويل، وسوف يسيل المال الفاسد.

وأضاف، أن الأوقاف في القدس المحتلة حاليًا مشتعلة نتيجة الأوضاع المتردية في المسجد الأقصى، "وهناك نيران تحت السطح وحالة من التوتر الشديد"، متسائلاً: "مع هذه الأوضاع كيف سيأتي الآن صعلوك (مندوب للسعودية) ليضيف نفسه؟".

يُذكر أن محاولة مماثلة جرت قبل سنوات بهدف نقل السيادة على الأقصى من الأردن إلى السعودية، وقد أفادت مصادر من القدس، آنذاك، أن أشخاصًا معروفين من المدينة قد توجهوا إلى السعودية من أجل الترتيب لذلك، إلا أن السلطات الأردنية أعادتهم لدى وصولهم إلى معبر الكرامة.