08-ديسمبر-2022
إحدى الخرائط التي عُثر عليها بعد انسحاب الجنود من جنين

إحدى الخرائط التي عُثر عليها بعد انسحاب الجنود من جنين

الترا فلسطين | فريق التحرير

عثر شبّان في جنين صباح الخميس، على خريطة أسقطها جنود الاحتلال خلال اقتحام المدينة ومحيط مخيّمها، والذي أسفر عن ارتقاء ثلاثة شبّان.

خارطتان للأحياء السكنية في جنين، عُثر عليها بعد انسحاب جنود الاحتلال، وقد أشير للأحياء بأسماء منتخبات رياضية مشاركة في كأس العالم

ولوحظ أن الخريطة احتوت أسماء منتخبات مشاركة في بطولة كأس العالم 2022، المقامة في قطر، للتمويه على أسماء طرق وأحياء في جنين.

في الخريطة التي عُثر عليها بعد انسحاب الجنود، أشير للأحياء بأسماء منتخبات البرازيل/ فرنسا/ البرتغال
في الخريطة التي عُثر عليها بعد انسحاب الجنود، أشير للأحياء بأسماء منتخبات البرازيل/ فرنسا/ البرتغال

وقالت إذاعة جيش الاحتلال إنّ الجيش يفحص تفاصيل لخرائط -على ما يبدو- أنها سقطت من الجنود أثناء تنفيذهم الاقتحام في جنين.

وعادةً ما تلجأ الجيوش إلى استخدام إشارات تمويهية ورموز ملغزة فيما يُعرف بـ "التشفير" خلال الاتصالات اللاسلكية أثناء العمليات، لا سيما وأن عصب العمل العسكري الميداني يقوم على الاتصالات اللاسلكية التي تعتمد على الموجات القصيرة، لأنها الأكثر كثافة وفعالية، لكن هذه الموجات من السهل التقاطها بوسائل بدائية. 

ووفق المختص بالشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، فإن الصورة الجوية التي تم العثور عليها في جنين جرى فيها تشفير معالم المدينة باستخدام رموز هي في الواقع أسماء لفرق مشاركة في المونديال، باعتبار أنها سهلة الحفظ بالنسبة لقوة الاقتحام أو قوة الإسناد من القناصة أو طائرات الاستطلاع الهجومية أو طائرات الاستطلاع الكبيرة -غرفة العمليات الجوية- كما أن من الصعب فك رموز التشفير أثناء العملية من جانب أي جهة قد تكون قد دخلت إلى موجة اللاسلكي.

تخطيط العمليات العسكرية يقوم على الأخذ بالحسبان أخطر الاحتمالات لتقليص هامش المخاطرة على حياة الجنود 

ويضيف أنس أبو عرقوب أن تخطيط العمليات العسكرية يقوم على الأخذ بالحسبان أخطر الاحتمالات لتقليص هامش المخاطرة على حياة الجنود، فمثلًا في هذه الحالة وكما يجري في جيوش العالم فإن شيفرات ميدان العمليات يجري تغييرها باستمرار لحرمان الخصم من الاستعدادات الوقائية. 

ويضع جيش الاحتلال في حسبانه، أثناء التخطيط للعلميات، إمكانية دخول المقاومة على موجات الاتصالات اللاسلكية أثناء الزمن الفعلي للعملية وتحليل الاتصالات والاستفادة من ذلك في توجيه عناصرها في الميدان لتفادي نيران القناصة أو لاستهداف القوات المكلفة بالهجوم.

ويشير إلى أنه من الناحية الوقائية لا يجب أن تسقط المقاومة من حسابتها احتمالية أن يكون جيش الاحتلال قد ألقى بالخارطة متعمّدًا، في إطار خطة خداع لاستدراج المقاومة لاستنتاج ما، وهذه الحيلة استخدمها جيش الاحتلال في ما وصفه بــ "ضربة البرق" التي استغرق الإعداد لها عدة سنوات وكانت تقوم على عملية خداع متقنة. 

أنس أبو عرقوب: من الناحية الوقائية لا يجب أن تسقط المقاومة من حسابتها احتمالية أن يكون جيش الاحتلال قد ألقى بالخارطة متعمّدًا

و"ضربة البرق" كما خطط لها جيش الاحتلال كانت تهدف لتدمير شبكة الأنفاق التي شيدتها المقاومة في شمال قطاع غزة، والتي أطلق عليها لاحقًا "مترو حماس" بعد استدراج حوالي 800 مقاتل.

وكان جيش الاحتلال يدرك أن "استخبارات حماس العسكرية" ترصد بشكل مستمر على مدار الساعة الاتصالات اللاسلكية لجيش الاحتلال وتحللها وتنقلها لقيادة أركانها لاتخاذ الإجراء المطلوب، وكان جيش الاحتلال يتظاهر بأنه لا يدرك هذه الحقيقة، وكان يتصرّف حتى تُصنّف استخبارات حماس المعلومات القادمة من هذه القناة الاستخبارية على أنها "موثوقة"، وفي "ضربة البرق" لاستدراج المقاتلين للدخول إلى الأنفاق تظاهر ضابطان إسرائيليّان بأنهما نسيا جهاز الاتصالات مفتوحًا، وتحدّثا عن بداية الهجوم البري الموسّع بعد فترة وجيزة. لكن استخبارات كتائب القسام التي التقطت المحادثة، لم تنطل عليها الحيلة، ولم تصدر من قيادة الأركان أوامر لمئات المقاتلين بالدخول إلى الأنفاق الدفاعية، وبذلك أخفقت عملية الاحتلال التي شاركت فيها 160 طائرة كما بيّن تحقيق تلفزيوني إسرائيلي.

وفيما يتعلق بالصور الجوية التي خلّفها جيش الاحتلال، قد تكون سقطت بالفعل من الجنود، ولكن قد تكون لتحقيق هدف استخباري للإيقاع بما يصفه الاحتلال بـ"صيد ثمين".