15-يوليو-2017

انتهى الاجتماع المغلق الذي جمع الرئيس محمود عباس مع نظريه المصري عبدالفتاح السيسي في العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع الماضي ببيانات رسمية من الجانبين، تقول إن الاجتماع كان مثمرًا وجرى خلاله نقاش التطورات الفلسطينية، والجهود المبذولة لإعطاء دفعة لعملية السلام، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

"ألترا فلسطين" حصل على معلومات تُبين أن غير المُعلن أكبر مما تم الحديث عنه بكثير، وأن اللقاء تناول بشكل أساسي التطورات الأخيرة في قطاع غزة، والتقارب بين حركة حماس ورجل الأعمال الأمني محمد دحلان، إضافة لإجراءات الرئيس عباس تجاه غزة، "التي تهدف للضغط على حركة حماس لتمكين عمل الحكومة، وحل اللجنة الإدارية التي شكلتها لإدارة القطاع" وفق قول الرئيس.

محمود عباس طلب من السيسي التوسط لدى حماس لإنهاء تفاهماتها مع محمد دحلان وإلغاء اللجنة الإدارية كمدخل لتحقيق المصالحة

وأكد مصدر مطلع على اجتماع القاهرة الأخير لـ"ألترا فلسطين"، أن عباس والسيسي بحثا التقدم بطلب مصري لحماس من أجل التوسط لحل اللجنة الإدارية، مقابل تعهد عباس بالتراجع عن قراراته الأخيرة تجاه غزة، وذلك بضمانات مصرية تفضي لاستئناف الحوار لتطبيق المصالحة الوطنية.

اقرأ/ي أيضًا: "قانون الرقابة".. بسبب هذه المواد يُقابل بالرفض

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن تقديم المقترحات والشروط من قبل عباس لحركة حماس، مشروط بفترة رد ومهلة مدتها أسبوع واحد فقط، وما دون ذلك سيتم اتخاذ إجراءات أخرى جديدة "قاسية" تجاه غزة.

وكان الرئيس عباس بدأ الإجراءات تجاه غزة بحسومات "مؤقتة" على رواتب موظفي السلطة هناك، وصلت لأكثر من 30%، وقد بررت الحكومة هذه الخطوة بالعجز المالي لديها. وأعقب ذلك طلب السلطة الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي تخفيض قدرة خطوط الكهرباء المغذية لغزة، حيث كانت 120 ميغا واط، والآن أصبحت أقل من 80 ميغا واط.

وبعد ذلك جاء قرار إحالة أكثر من 6 آلاف موظف مدني إلى التقاعد المبكر، ثم أكد عباس أن هذه الإجراءات تأتي للضغط على حركة حماس، من أجل دفعها للتراجع عما وصفه بـ"إجراءاتها الانقلابية"، وسط تفاهمات ولقاءات عدة لقياديين بارزين في حماس مع مسؤولين مصريين طوال شهر حزيران/يونيو.

وكشف مصدر "ألترا فلسطين"، أن الرئيس عباس لم يتلق دعوة لزيارة القاهرة للقاء السيسي، إنما هو من طلب هذا اللقاء بشكلٍ عاجل، وقد سبقت ذلك أنباء تحدثت عن إلغاء مصر للاجتماع، وكذلك أحاديث حول التوصل لتفاهمٍ بين مصر وحماس ودحلان، يؤدي لانفراجة قريبة على قطاع غزة المحاصر منذ 10 سنوات.

وكان الصحفي المصري أشرف أبو الهول، المقرب من دوائر صنع القرار في القاهرة، سرب بعض مجريات اللقاء الذي تمحور حول التسهيلات المصرية لغزة، والتقارب مع محمد دحلان، حيث أبدى الرئيس عباس اعتراضه على هاتين القضيتين، وقال إن "ذلك ينتقص من شرعيته ولا يخدم القضية الفلسطينية".

وقال أبو الهول، إن السيسي انتقد خلال اللقاء "تجاوز" السلطة الفلسطينية لـما قال إنه "دور مصر الإقليمي الهام، الذي كان سائدًا في السنوات الماضية"، قائلاً لعباس: "لم تنسقوا معنا ولم تعلمونا بما ستتخذونه من خطوات ضد قطاع غزة، ومصر ماضية فيما يحقق مصلحتها واستقرارها، وما يحقق طموح أهل غزة المحاصرين منذ أكثر من عشرة أعوام".

بينما قال القيادي البارز في حماس محمود الزهار، إن قضية تعيين دحلان زعيمًا لقطاع غزة ستتم من خلال الانتخابات، موضحًا أن ما قيل عن التعيينات لم يتم طرحه على الحركة، وأن الشعب الفلسطيني هو من يحدد من يكون زعيمًا لغزة من خلال الانتخابات.

وعن الشؤون الأمنية، أكد المصدر لـ"ألترا فلسطين"، أن اجتماع الوفد الفلسطيني الذي ضم صائب عريقات، وعزام الأحمد، وصخر بسيسو، ونبيل أبو ردينة، ومجدي الخالدي، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، مع المسؤولين المصريين، بحث أيضًا تنسيق ملفات أمنية، وتقديم وتبادل معلومات بخصوص قياداتٍ في حماس حول "دعمها لمسلحين في سيناء" على حد زعم الوفد.

السلطة الفلسطينية عرضت على مصر تقديم معلومات أمنية تدعي أنها تؤكد دعم قيادات في حماس لمسلحين في سيناء

وأضاف المصدر، أن المعلومات التي تحدث عنها الوفد ستكون أمنية بالدرجة الأولى، ما يعني أن "الوفد الفلسطيني قدم نفسه كمخبرٍ أمنيٍ مهمته مزيد من التحريض على قطاع غزة وحماس، في محاولة لإفشال أي تفاهم مشترك بين حماس ومصر ودحلان" وفق قوله.

وكانت حماس بدأت بتنفيذ مرحلة جديدة من إجراءات ضبط الحدود الجنوبية مع مصر في الأسابيع الماضية، حيث قال وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة توفيق أبو نعيم، إن هذه الإجراءات تأتي في سياق نتائج الزيارة الأخيرة للوفد الأمني لمصر، والتفاهمات التي تمت في هذا الإطار.

ويجري حاليًا العمل على إنشاء منطقة عازلة على الحدود، بعمق 100 متر، داخل الأراضي الفلسطينية، بحيث تصبح منطقة عسكرية مغلقة؛ وذلك من أجل تسهيل مراقبة الحدود، ومنع تهريب المخدرات وتسلل المطلوبين.

يذكر أن اتهامات مصرية طالت حركة حماس مؤخرًا، بعد مصرع ثلاثة مسلحين في "داعش"، يُتردد أنهم انشقوا عن كتائب القسام، إثر الهجمات شنتها القوات المصرية بعد الهجوم على كمين رفح.


اقرأ/ي أيضًا: 

كيف اجتمعت مصر وإسرائيل ضد بطيخ جنين؟

تعامل السلطة مع الإعلام.. محاولة لفهم الجنون

أهل غزة للإسرائيليين: المجاري علينا وعلى أعدائنا