15-مايو-2022
(MAHMUD HAMS/ Getty)

(MAHMUD HAMS/ Getty)

الترا فلسطين | فريق التحرير

رغم مرور عام على العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزة، إلا أن الشاب أحمد الزعيم (38 عامًا) ما يزال يعاني جرّاء عدم إحراز أي تقدم في إعادة بناء شقّته السكنية ومقرّ عمله في برج الجوهرة الذي دمّرته طيران الاحتلال الحربي في أيار/ مايو الماضي.

يشتكي سكّان الأبراج التي دمّرها الاحتلال في عدوان أيار، من عدم حصول تقدّم في إعادة الإعمار 

وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا واسعًا على قطاع غزة العام الماضي، عدوانًا استمر 11 يومًا، ارتقى خلاله ما يزيد عن 232 فلسطينيًا بينهم 60 طفلًا و39 سيدة، فيما جرى تدمير 1500 وحدة سكنية بشكل كامل، و56 ألف وحدة أخرى جزئيًا. 

Mahmoud Issa/Getty
Mahmoud Issa/Getty

حالة اليأس التي يعاني منها الشاب الزعيم وجميع سكان الأبراج السكنية التي تم تدميرها في العدوان الإسرائيلي، مردّها عدم توفر أي تمويل لإعادة بناء أبراجهم حتى اللحظة، ضمن برنامج إعادة الإعمار الذي انطلق بعد نحو ثمانية أشهر من الحرب بسب عرقلة الاحتلال.

الزعيم: كل ما حصل هو إزالة ركام البرج الذي كنت أسكن فيه، وتسليمنا ورقة بقيمة الأضرار فقط، وبعد ذلك لم نعد نسمع عن أية أخبار 

ويقول الزعيم في حديث لـ "الترا فلسطين" فور انتهاء الحرب تلقينا وعودًا كبيرة بإعادة إعمار الأبراج السكنية، وسمعنا عبر الإعلام عن استعداد مصر ودول أخرى لإعادة الإعمار إلا أننا وبعد سنة كاملة لم نلمس شيئًا على أرض الواقع.

Majdi Fathi/Getty Images
Majdi Fathi/Getty Images

وأضاف، توجهنا إلى وزارة الأشغال، فكان ردها أنها تنتظر الحصول على تمويل لإعادة بناء الأبراج، معقّبًا بأسف: "يبدو أن هناك ڤيتو على عدم بناء الأبراج".

وأعرب الزعيم عن استغرابه من أن المنحة المصرية لإعادة الإعمار وجهت لرصف عدد من الشوارع، وبناء مدن سكنية لا علاقة لها بإعادة الإعمار، لافتًا إلى أنه من غير المنطقي بناء مدن سكنية على حساب إعادة إعمار المنازل المدمرة.

تأخّر الإعمار ضاعف معاناة العائلات 

وأوضح أن تأخر الإعمار ضاعف من معاناة أسرته، خاصة بعد وقف وكالة "الأونروا" صرف مخصصات بدل إيجار بعد ستة أشهر من الحرب.

وتعمّد الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان تدمير عدد من الأبراج السكنية وسط مدينة غزة، كوسيلة ضغط على المقاومة الفلسطينية، نظرًا لضم هذه الأبراج عددًا كبيرًا من الشقق السكنية والمكاتب الصحفية والمهنية.

Mahmoud Issa/ Getty Images
Mahmoud Issa/ Getty Images

معاناة الشاب الزعيم، تعيشها عائلة المواطن نمر اللبابيدي والذي فقد هو الآخر شقّته السكنية أثناء قصف طائرات الاحتلال لبرج الجلاء وسط مدينة غزة، والذي كان يضم ما يزيد عن 60 شقة، كان من بينها مكتب قناة الجزيرة الفضائية، ووكالة أسوشيتد برس. 

ويقول اللبابيدي في حديث لـ "الترا فلسطين": بعد الحرب مباشرة تلقينا وعودًا بإعادة بناء البرج في أقرب وقت، وقامت لجنة البرج بإعداد كافة المخططات التي طلبتها وزارة الأشغال وتجهيز كافة الأوراق إلا أنه لم يحصل شيء حتى اللحظة.

وكالة الغوث صرفت بديل إيجار للعائلات لمدة 9 أشهر فقط 

ويضيف اللبابيدي الذي يقطن في منزل بالإيجار في منطقة بعيدة عن منطقة سكنه: صرفت لنا وكالة الغوث بدل إيجار لمدة تسعة أشهر فقط، وطلبت منا التوقيع على تعهد بعدم مطالبتها بصرف أي مبلغ آخر بعد ذلك.

وتابع اللبابيدي الأب لخمسة أطفال، للأسف اضطررنا إلى دفع إيجار المنازل على حسابنا الشخصي، لافتًا إلى أنه لا يستطيع الاستمرار في الاقتطاع من راتبه المتواضع لدفع بدل الإيجار.

Majdi Fathi/Getty Images
Majdi Fathi/Getty Images

ولفت إلى أن أفراد عائلته يعيشون حالة من الانتكاسة وخيبة الأمل بعد تأخر عملية إعادة الإعمار، متسائلًا: أين الدول التي استعدت لبناء ما دمره الاحتلال؟

وعلق اللبابيدي على إعلان لجنة الإعمار المصرية مؤخرًا عن بدء المرحلة الثانية من عملية إعادة الإعمار، بالقول: هذه المرحلة الثانية مع إنشاء مشاريع لا علاقة لها بالإعمار.

وتابع، للأسف كل ما تم إنجازه هو إزالة ركام المنازل المدمرة وإخفاء آثار جريمة الاحتلال وكان ذلك بسرعة كبيرة، فيما تسير عملية الإعمار الحقيقي ببطء شديد.

وفي أعقاب انتهاء العدوان مباشرة، تعهدت مصر بتقديم 500 مليون دولار لتمويل برنامج إعادة إعمار المباني السكنية المدمرة، وبدأت المرحلة الأولى بإزالة الركام بواسطة فريق ومعدات مصرية.

وفي الثالث عشر من ديسمبر/ كانون أول الماضي، أعلنت مصر عن انطلاق المرحلة الثانية مع الإعمار، والتي شملت إقامة مجمعات سكنية وكباري وتطوير الواجهة البحرية.

فيتو على الأبراج

من جانبه كشف وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة ناجي يوسف سرحان، عن وجود "فيتو" إسرائيلي بشأن إعادة إعمار الأبراج التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة مع غزة في مايو/ أيار 2021.

وكيل وزارة الأشغال بغزة: هناك "فيتو" إسرائيلي بشأن إعادة إعمار الأبراج التي دمرها الاحتلال 

وتابع سرحان، هناك "فيتو" واضح ولا شك فيه على عملية بناء الأبراج، ونحن نشعر فيه من خلال ابتعاد المانحين وخصوصًا الأساسيين، مثل مصر وقطر، عن إعادة إعمارها، وبالتالي أصبحت هذه المنشآت بلا مانحين من أجل إعادة إعمارها.

 MAHMUD HAMS/Getty
 MAHMUD HAMS/Getty

وبين سرحان في حديث لـ "العربي الجديد"، أن هناك ضغوطًا وتعليمات للوسطاء والمانحين بعدم الإسراع في عملية إعادة الإعمار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يجعل هذا الملف خاضعًا للتحكّم الإسرائيلي ويحوّله من ملف إنساني إلى سياسي.

ولفت سرحان إلى أن إجمالي ما تم إعادة إعماره حتى اليوم لا يتجاوز 12% إلى 13% في أفضل حال، وهو أقل مما كان متوقعًا أن يتم في أعقاب العدوان.

ولفت إلى وجود غياب حقيقي للمانحين العرب، مثل السعودية والكويت وسلطنة عمان والإمارات، مع اقتصار الحضور على قطر ومصر، في الوقت الذي يضع فيه الاحتلال عراقيل كثيرة من أجل إبطاء هذه العملية وتعطيلها.