04-يناير-2017

جماهير شباب الخليل حامل لقب المحترفين خلال مواجهة ثقافي طولكرم

في كرة القدم الفلسطينية وبالتحديد في دوري المحترفين، حينما تقول "الغزلان" تتجه البوصلة لشباب الظاهرية، وعندما تقول "الجدعان" يعني أنك تقصد مركز بلاطة. وإذا ذكرت "العميد" يعني أنك تتابع مباراةٍ لشباب الخليل، وإذا قلت فاز "العنابي" فيعني أنك في معقل ثقافي طولكرم، لكن ليس هذه كل الألقاب، فلكل نادي لقبٌ خاصٌ به.

تحمل أندية دوري المحترفين الفلسطيني ألقابًا أصبحت ملازمةً لها، ولكل لقب سببٌ وقصة

مع انطلاق الموسم الكروي الفلسطيني عام 2010، بعدما أعلن اتحاد الكرة عن أول دوري للمحترفين، بمشاركة 12 ناديًا، بدأت المنافسات الكروية تحتل مكانةً مميزةً في الحياة الفلسطينية، وترددت كثيرًا أسماء الأندية على ألسنة الجماهير والمهتمين، وبدأت الألقاب تأخذ حيزًا لدى اللاعبين والأندية والإعلاميين، حتى أصبحت لها مكانة أولى في كلمات المعلقين، وأقلام المراسلين والمحررين، وصيحات المشجعين. فمن أين جاءت الألقاب؟ وماذا تعني للأندية؟

اقرأ/ي أيضًا: في الخليل.. فتاة تُحكِّم مباريات كرة القدم

هلال القدس متصدر ترتيب ذهاب المحترفين وبطل الشتاء في الموسم الحالي، يمتاز بأكثر من لقب، حيث كان يعرف خلال سنوات التسعينات بلقب هلال العاصمة، قبل أن يدخل عليه لقبٌ جديدٌ هو أسود العاصمة، خلال سنوات المحترفين الستة، فضلاً عن أنه يعرف بلقب الزعيم.

الهلال يعد من أعرق الأندية الكروية في فلسطين، تأسس في العام 1972، ويرتبط بمدينة القدس، ومن هنا ارتبطت ألقابه العديدة بمدينة القدس والعاصمة.

عشاق كرة القدم أطلقوا عليه قديمًا لقب "القلعة"، لوقوعه في قلب مدينة القدس، والنشاطات التي يقوم بها، فهو أكثر من نادي كرة قدم، بل مؤسسة رياضية ثقافية اجتماعية، تمارس الأنشطة المختلفة وفي مقدمتها كشافة هلال القدس التي تعرفها جيدًا شوارع المدينة المقدسة.

شباب الظاهرية، أحد أندية الجنوب، أكثر أندية المحترفين تتويجًا باللقب (مرتين من أصل ستة)، ومن أكثر الأندية التي تمتلك القاعدة الجماهيرية، يعرف بلقب "غزلان الجنوب"، يتخذ من الغزال شعارًا له، وأصبحت صورة الغزال أساسية في كل معاملاته الرياضية.

علي البطاط نائب رئيس النادي، تحدث لـ"ألترا فلسطين" عن اللقب قائلاً، إنه استُخدم لأول مرةٍ في بداية الثمانينات، "بعد العودة بلقب كأس فلسطين كان الفريق يمتلك لاعبين سريعين جدًا، وأطلق أحد المشجعين لقب الغزال على بعضهم ومن هنا بدأت القصة".

وأضاف البطاط، أن الفريق توسع ولم يعد مقتصرًا على أبناء الظاهرية، كما توسعت قاعدته الجماهيرية مع مرور الزمن، "ولذلك فإن لقب غزلان الجنوب كان ملائمًا لمكانته".

شباب الخليل، الفريق الذي توج بلقب المحترفين لأول مرة في تاريخه الموسم الماضي، يحمل لقب "عميد الأندية"، وهو لقب تجده في معظم الدوريات الكروية في العالم، ويطلق على أقدم الأندية الكروية تأسيسًا في البلد.

وتأسس شباب الخليل في عام 1943، ويمتلك قاعدةً جماهيرةً كبيرةً في الخليل والمدن الفلسطينة، حيث يعرف عن جماهيره بحبها الكبير للفريق وزحفها خلفه في الداخل والخارج.

"الجدعان"، وفي العامية نقول "جدع" بمعنى شجاع أو قوي، هذا اللقب يختصر حكاية فريق مركز بلاطة الذي يمثل مخيم بلاطة في المنافسات الكروية. وحول التسمية يقول إداري الفريق كمال حمدان لـ"ألترا فلسطين"، إن اللقب التصق بالفريق في بداية التسعينات حين كان الفريق يقدم مستوياتٍ متميزةٍ في كرة القدم، والمخيم في الطرف المقابل يقدم العديد من الشهداء في المواجهات مع المحتل، ما دفع أحد الصحفيين لتسمية الفريق بـ"الجدعان".

ويضيف حمدان، "مع الوقت أصبح اللقب ملازمًا للفريق، وصرنا نشعر بالفخز والاعتزاز لهذه التسمية.. لقد أصبح لقب الجدعان حياة الفريق".

ثقافي طولكرم، الذي احتل المرتبة الثانية مع نهاية ذهاب المحترفين هذا الموسم، يحمل لقب "العنابي". يقول نائب رئيس النادي ماهر الجلاد لـ"ألترا فلسطين"، إن اللقب يعود لفاكهة العناب "وهي أجمل الألوان في الفاكهة"، ومن هنا انطلق اللقب الذي أصبح رمزًا للنادي.

تستخدم الجماهير ألقاب أنديتها في تقليعاتها وفي الـ"تيتفو" خلال المواجهات الهامة محليًا وقاريًا

وأضاف الجلاد، أن اللون العنابي أصبح أساسيًا منذ الأيام الأولى لتأسيس النادي في العام 1973، وتم اعتماد الزي الرسمي للفريق بهذا اللون، ولمختلف الفئات العمرية، حتى أصبحت الجماهير تطالب باللون في حضورها المباريات، بل إنه أيضًا صار أساسيًا داخل مقر النادي، فحتى ستائر النوافد تحمل هذا اللون.

"كتيبة الجبل"، لقبٌ جديدٌ ظهر في دوري المحترفين وبالتحديد خلال الموسم الماضي، وأُطلق على نادي شباب دورا من قبل جماهيره التي أرادت تحفيزه من أجل تقديم مستوياتٍ طيبةٍ للبقاء في الدوري، قبل أن يلازم اللقب الفريق في الموسم الجديد، ويستخدمه صحفيون أيضًا عند حديثهم عنه.

وتتشارك أنديةٌ أخرى في ذات الألقاب، فيطلق لقب "الفرسان" على فريقي مؤسسة البيرة وشباب يطا، فالأول فرسان الوسط والثاني فرسان الجنوب، وذلك بناءً على ما أراده الجمهور في وصف لاعبي فريقه بالقوة والسرعة، فيما يتغنى جمهور نادي جبل المكبر بلقب النسور.

كما يحمل نادي الأمعري لقب المارد الأخضر، وهو الفريق العريق الذي غادر دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه هذا الموسم، فيما يحمل أهلي الخليل لقب المارد الأحمر، وهنا يأتي ربط المارد باللونين الأحمر والأخضر بناءً على لون زي كلٍ من الفريقين.

وتتخذ بعض الأندية في المنافسات الكروية المحلية من الألقاب شعاراتٍ لها في تقليعات جماهيرها الرياضية على المدرجات، كما حدث في لقاءٍ جمع بين شباب الخليل وشباب الظاهرية حينما أحضر أحد العاشقين لفريق الظاهرية مجسمًا لغزالٍ كبيرٍ إلى مدرجات الملعب. فيما تظهر الألقاب أيضًا بصورة كبيرة في "تيتفو" الجماهير في المباريات المهمة سواءً في المنافسات المحلية أو الآسيوية وبالتحديد في كأس الاتحاد الآسيوي.

اقرأ/ي أيضًا: 

واد النيص.. فريق العائلة الفلسطينية الواحدة!

محترفون فلسطينيون في الخارج.. تجارب ناجحة؟

الاستغوار.. رياضة الفلسطيني في أرضه