ذاق الويل في السجون.. الأسير إياد حريبات يتحرّر اليوم ضمن صفقة التبادل
25 فبراير 2025
تخبىء السجون خلف جدرانها آلاف القصص لأسرى ذاقوا كافّة أشكال الألم والمعاناة. فيما تمثّل هذه الفترة، التي يتحرر فيها الأسرى من أسر "مدى الحياة" كما حكم عليهم الاحتلال، مرحلةً يُعاد فيها الانكشاف على تفاصيل قصص الأسرى المغيّبين عن العالم لسنوات طويلة.
من بين 369 أسيرًا، يتحررون ضمن دفعة السادسة من صفقة التبادل، يترقّب الأسير المريض إياد حريبات، اليوم السبت، موعدًا مع الحريّة.
تعرّض الأسير إياد حريبات لمسلسل طويل من الإهمال الطبّي بعد أن حقن الاحتلال جسده بمادة مجهولة، في محاولة لاغتياله وقتله.
لُقّب بـ"العالِم".. من هو الأسير إياد حريبات؟
ولد الأسير إياد محمود حريبات عام 1982 في خربة سكة القريبة من مدينة دورا جنوب الخليل. وأتمّ دراسته الثانوية والتحق بجامعة النجاح الوطنية ليدرس الهندسة الزراعية في كلية الزراعة في طولكرم.
ولم يمضِ على التحاقه بالجامعة سوى أشهر حتى اندلعت الانتفاضة الثانية، فشارك فيها كطالبٍ بفعالياتها الشعبية. لكن الانعطافة في حياته كانت بعد استشهاد زميله ورفيق دربه جميل أبو عطوان؛ حينها قرر الانضمام إلى كتائب شهداء الأقصى، فشارك بالعديد من العمليات ضد جنود الاحتلال، خلال السنة الأولى من الانتفاضة.
واعتقل حريبات في أيلول/ سبتمبر 2002، ولم يكن قد تجاوز الـ 20 عامًا من عمره، وحكم عليه بالمؤبد و20 عامًا، بعد عامين من الاحتجاز والعزل والقمع والإهانة.
ولم تتمكن العائلة من سماع أخبار ابنها، ومعرفة مكانه إلا بعد مرور سنتين من اعتقاله، كما لم يسمح لهم بزيارته إلا بعد إصدار الحكم بحقه.
لكن ذلك لم يمنع حريبات من مواصلة طريقه في السنوات اللاحقة، داخل الأسر، فاستطاع أن يحصل على درجتين جامعيتين، في القانون الدولي والعلوم السياسية، كما أتقن ل اللغة الإنجليزية والعبرية.
وكتب عنه الأسير أسامة الأشقر، أثناء وجوده في سجن ريمون، بتاريخ 23 حزيران/ يونيو 2021: "التقيته في أول أيام الإعتقال منذ ما يقارب التسعة عشر عاما، كان شابًا مثابرًا، ومثقفًا، ومناضلًا حقيقيًا، يعمل في كل المواقع بتفانٍ منقطع النظير. كلّ من عرفه داخل المعتقلات وخارجها أقرّ برقي خلقه، وطيبته، وعطائه اللامحدود.، أكمل تعليمه الجامعي وتفوق بإعطاء الدورات الثقافية، والوطنية لإخوانه الأسرى". ولهذا، لقّب الأسير إياد حريبات، داخل الأسر، بـ"العالِم"..
بعد 12 عامًا على اعتقاله، انقلب الوضع رأسًا على عقب. إذ كان الوضع الصحي للأسير حريبات جيداً نسبيًا، حتى عام 2014 عندما شنّت إدارة سجون الاحتلال سلسلة عمليات قمعية على السجون، من ضمنها الإعمال الطبي.
شُخّص إياد على أنه مصابٌ بمرض عصبي، سبّب له رعشة في جسمه، ومشاكل في النطق، وصعوبة في الحركة، وفقداناً مؤقتاً في الذاكرة.
في ذلك الوقت، قالت عائلة الأسير إن "قوات الاحتلال حقتنت جسد حريبات بمادة مجهولة، في محاولة لاغتياله وقتله، ما أدى لشلل في يده اليُسرى وقدمه اليمنى وضعف عام في الجسم، وأصبح الأسير يستخدم على إثره الكرسي المتحرك".
وحينها أكدت والدته يسرى حريبات "أن إدارة السجون قامت بحقن ابنها إبرة في الرأس سبّبت له فقدانًا في الذاكرة وخللًا في وظائف الدماغ".
وأوضحت يسرى حريبات، في تصريحات للإعلام عام 2014، أن إياد "طردها خلال زيارةٍ لها، وشكّك أن تكون أمه وأشقاؤه هم أفراد عائلته، مطالبًا إياها بألّا تأتي لزيارته مرة أخرى".
كما مكث الأسير حريبات سبعة شهور في مستشفى للأمراض العقلية، وأعيد إلى سجن ريمون بعد مطالبات ٍحثيثة من أصدقائه الأسرى لإرجاعه إلى السجن. وحينها، أوضح شقيقه حسن حريبات، أنه بفضل اعتناء زملائه الأسرى به، طرأ تحسنٌ طفيف على حركة شقيقه. ومع ذلك، عادت سلطات الاحتلال إلى قمع الأسير من جديد.
وقد تعرّض للرشّ بغاز سام أدى لإصابته بحروق في الجسم، خلال قمع الأسرى في سجن ريمون عام 2017، ليتدهور وضع الأسير الصحي، مرةً ثانية.
وفي محصلّة الانتهاكات الإسرائيلية بحقّه، شُخّص إياد على أنه مصابٌ بمرض عصبي، سبّب له رعشة في جسمه، ومشاكل في النطق، وصعوبة في الحركة، وفقدانًا مؤقتًا في الذاكرة، إذ لم يتعرّف إلى والدته وإخوته خلال الزيارات عقب قمع السجون عام 2017.
وبعد كلّ ما تعرّض إليه، استمر الاحتلال في حرمانه من العلاج اللازم، ضمن سياسة القتل البطيء والمُتعمد الذي ينتهجه ضد الأسرى الفلسطينيين، كما توصفها تقارير حقوقية عدة.
وفي عام 2021، أثيرت قضيته مجددًا بعد تدهور حالته الصحية؛ إذ كان يعاني من انتشار للبكتيريا في جسده، وضعف في الرئة. بالإضافة إلى مشاكل مزمنة في البروستاتا، نُقل على إثرها إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية، إلا أنّ إدارة السجون أعادته للسجن قبل استكمال مراحل العلاج، الأمر الذي فاقم من وضعه الصحي بشكلٍ خطير. وجرى نقله إلى المستشفى بعد ضغوط مارسها الأسرى وبعد ثلاث ساعات من إصابته بالنزيف. ثم عاد وضعه الصحي وتدهور في عام 2022.
الكلمات المفتاحية

أمٌّ غزية تتابع انتشال جثمان نجلها الشهيد من مستشفى كمال عدوان
حصيلة الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولم تصل إلى المستشفيات، وبقيت تحت الركام أو في الطرقات، وصلت إلى 14222

أصرّ الاحتلال على استثنائه من صفقة شاليط.. من هو الأسير عبد الناصر عيسى؟
يُعد الأسير عبد الناصر عيسى من أبرز الأسماء التي سيفرج عنها الاحتلال في صفقة التبادل يوم السبت المقبل

اليوم في غزة: نهارٌ مقتول وليلٌ من ألم!
ليالي الاختناق ونهار الجري: يوميات الغزيين في مواجهة الموت البطيء، وتحت الخيام والقذائف حكايات بقاء بين الجوع والخوف

صور | رمضان في غزة بلا مساجد
استهدفت صواريخ الاحتلال المساجد في قطاع غزة بشكل مباشر، بما في ذلك قصفها على رؤوس المصلين، وتعرضت مساجد أثرية، مثل المسجد العمري الكبير، للتدمير، ووثّق جنود الاحتلال بهواتفهم إحراق المصاحف وتدنيس المساجد

المحكمة العليا الإسرائيليّة تجمّد قرار إقالة رئيس الشاباك مؤقتًا
أصدرت العليا الإسرائيلية أمرًا مؤقتًا بتجميد قرار إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، بعد تقديم التماسات من المعارضة وجمعيات مدنية، وقد منعت المحكمة تعيين بديل له حتى النظر في الالتماسات

الرئيس الأسبق للمحكمة العليا: "إسرائيل" على حافة الحرب الأهلية
حذر القاضي أهارون باراك من خطر انزلاق إسرائيل نحو حرب أهلية بسبب التوترات الداخلية المتفاقمة، ودعا إلى التهدئة والتفاوض لتجنّب العنف، منتقدًا محاولات إقالة مسؤولين كبار

بعد 48 ساعة من بداية العدوان.. نتنياهو طلب تدمير المنازل وقصف كل غزة
كشف الصحفي الإسرائيلي، ناحوم برنياع، عن حوار بين رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، طالب خلاله نتنياهو في تدمير قطاع غزة