29-يناير-2019

صورة أرشيفية: نتنياهو وغانتس قدما الدعاية الأكثر دموية وعنصرية وهما الأكثر شعبية

تبدو الدعاية الانتخابية التلفزيونية التي ينشرها المرشحون للانتخابات الإسرائيلية سواءً داخل أحزابهم أو الانتخابات العامة، سخيفة في عيون غير الإسرائيليين، لكن استطلاعات الرأي والمعطيات المتوفرة تؤكد أن هذه الدعاية "السخيفة" هي ذكية وتُحقق المطلوب بالنسبة للجمهور الإسرائيلي.

مؤسس حزب "مناعة إسرائيل" بيني غانتس، يفخر بقتل المئات من الفلسطينيين وإعادة غزة للعصر الحجري، فيما استعرض الرئيس السابق لجهاز "الشاباك" آفي ديختير، شريطًا دعائيًا يُظهر قدراته على تقمص شخصية الفلسطيني وخداعه. أما عضو الكنيست عنات بركو فقد نشرت شريط فيديو تفاخرت فيه بماضيها في جيش الاحتلال، وقدرتها على الحديث بالعربية. في حين سعى يرون مزو نائب وزير البئية إلى خطب وُد نشطاء حزب "الليكود" بالجلوس إلى جانب الجندي الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف.

يلجأ الساسة في إسرائيل إلى تصميم الرسالة الدعائية الانتخابية من خلال خبراء استراتيجيين في مجال العلاقات العامة والانتخابات وتوجهات الجمهور. يملك هؤلاء دراساتٍ حول مشاعر جمهور الناخبين المستهدف ونقاط ضعفه، ولذلك نرى أن الفيديوهات قدمت استجابة لحاجات الجمهور الإسرائيلي بالسخرية والتحريض وتبرير قتل الفلسطينيين وسلب أموالهم، وهذه أقصر الطرق لقلوب الإسرائيليين في الانتخابات العامة.

الدعايات الانتخابية الأكثر عنصرية وتبريرًا للقتل والحصار والسخرية ونهب الأموال كانت من نصيب حزب "الليكود" وحزب "مناعة إسرائيل" حتى الآن، وهما الحزبان اللذان تشير استطلاعات الرأي العام إلى أنهما سيحصدان العدد الأكبر من مقاعد الكنيست في الانتخابات التي ستجري في الثامن من نيسان/إبريل المقبل، وهذا بلا شك يؤكد أن فعالية دعايتهما الانتخابية العنصرية المبنية على صورة نمطية للفلسطيني والعربي، وهي الصورة التي رسختها منظومة التنشئة الاجتماعية والتعليم والإعلام في إسرائيل.