02-يونيو-2022
رئيس المخابرات الإسرائيلية الخارجية السابق "تامير باردو"

رئيس المخابرات الإسرائيلية الخارجية السابق "تامير باردو"

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

هاجم رئيس المخابرات الإسرائيلية الخارجية السابق "تامير باردو" ما يحدث في الكنيست الإسرائيليّ الحاليّ، وقال إن القادة السياسيين الإسرائيليين يخدعون جمهورهم.

تحدث الرئيس السابق لجهاز الموساد بطريقة غير مسبوقة ومثيرة للجدل ضد ما يحدث في الكنيست الإسرائيلي مؤخرًا 

ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الأربعاء، تقريرًا حول محاضرة ألقاها رئيس الموساد السابق تامير باردو، في كلية نتانيا، وقد عنونته بـ "رئيس الموساد السابق: إسرائيل قامت بتشغيل آلة التدمير الذاتي الخاصة بها"، مشيرة إلى أنه تحدث بطريقة غير مسبوقة ومثيرة للجدل ضد ما يحدث في الكنيست الإسرائيلي مؤخرًا.

واعتبر باردو أنّ قيام المعارضة الإسرائيلية بشلّ الحياة البرلمانية والتشريعة في أمر غير قانوني، وقال إن السياسيين الإسرائيليين يخدعون جمهورهم ويتحاشون اتخاذ أي خطوة بشأن الاستيطان، خشية الانزلاق لحرب أهلية.

وفي كلمته، قال باردو إنه "من معرفتي بمائير داغان (رئيس الموساد الأسبق ونائبه لست سنوات) فإنه كان سيختار الاسم الذي اخترته لهذه المحاضرة: "دولة إسرائيل اختارت تشغيل آليّة التدمير الخاصة بها".

باردو: "إسرائيل دخلت في غيبوبة (...) ولا يجب علينا الاتكال فقط على المنظومة الأمنية والعسكرية"

ورأى باردو أنّ "قرار عدم اتخاذ قرار هو قرار بكل معانيه. وإسرائيل دخلت في غيبوبة (...) ولا يجب علينا الاتكال فقط على المنظومة الأمنية والعسكرية، فهم يقومون بما هو فوق طاقتهم، وحتى القدرات غير المسبوقة قد انتهت صلاحيتها، وحدث هذا في أماكن أخرى من العالم. وعلى مر السنين حظي مشروع الاستيطان بدعم نشط وسلبي من جميع الحكومات، لكن الواقع أصبح معقدًا للغاية".

وأشار إلى أنه وفي العقود الأخيرة، ثمة قلق من عدم إمكانية اتخاذ قرار حول الاستيطان، دون الأخذ بالحسبان خطر الانزلاق إلى حرب أهلية.

وأضاف: "لماذا لا تحدد الحكومات الإسرائيلية حدود المنطقة التي نريدها؟ يخشى قادة الدولة العقوبات والمقاطعة من أي قرار، ومن الواضح لكل شخص يعيش في هذا العالم أن الضم يقود اليهود إلى وضع أصبحوا فيه بالفعل أقلية اليوم. ساستنا اختاروا أن يخدعوا الجمهور وبالتالي يتخذون قرارًا بشأن مصير البلد وهم يهربون من الواقع والساعة الزمنية تدق. قد يؤدي عدم وضع حدّ لبلد ما إلى نفاد صبر الآخر، وتنحية حرّاس البوابة، والغرق في العنف اللفظي والجسدي".

الرئيس السابق للموساد: لماذا لا تحدد الحكومات الإسرائيلية حدود المنطقة التي نريدها؟ قد يؤدي عدم وضع حدّ لبلد ما إلى نفاد صبر الآخر 

وعن الادّعاء عن توحيد القدس تحت سيادة الاحتلال، تساءل باردو "هل القدس موحدة حقًا؟ هل فعلت "إسرائيل" شيئًا أو نصف شيء من 67 إلى يومنا هذا لتوحيد المدينة؟ هل هناك عاصمة أخرى في العالم يوجد بها مخيم للاجئين؟ هل هناك عاصمة ليس كل من يسكنها لهم حقوق متساوية وكاملة؟ قررنا عام 67  توحيد (احتلال) القدس لكننا لم نفعل شيئًا لتوحيدها.

كاريكاتير نشرته صحيفة "هآرتس" مؤخرًا بعنوان "القدس الموحدة"
كاريكاتير نشرته صحيفة "هآرتس" مؤخرًا بعنوان "القدس الموحدة"

وتحدث باردو خلال المحاضرة عن الوضع الإشكالي في "إسرائيل" وخاصة في الكنيست، موضحًا "أرجوكم توقّفوا قبل فوات الأوان. لم نتعلم شيئًا. عندما نعيش في القرية العالمية، يكون كل شيء شفافًا والجميع يشاهد ماذا يحدث هنا وينتظرون. ألم نتعلم شيئًا؟ رغم كل الصعاب أقيمت هنا دولة وسبع حروب وحرب لا هوادة فيها على من لم يتصالح مع وجودنا. لدينا بلد غني وراسخ، تكنولوجيا متقدمة، زراعة، دواء وغير ذلك. ومع ذلك بلد ممزق وينزف وإن لم تنته الأخطار وينتظر خصومنا لحظة عثرتنا. بعد ذلك بقليل ستعمل آلية التدمير الذاتي الخاصة بـ "إسرائيل"، تغذيها الكراهية المتبادلة".

وتابع الرئيس السابق للموساد: "الائتلاف الحكومي السابق يرفض الاعتراف بالنتيجة، ومخاطبة رئيس الوزراء باسمه. هذا ليس أمرًا تافهًا، هذا تصريح يعني عدم اعترافهم بهذه الحكومة في شرعيتها وصلاحياتها، لا يمكن للمعارضة أن تمنع سن القوانين، ووجهة النظر السياسية الهادفة إلى إسكات جميع أنشطة الحكومة لا تتماشى مع قواعد الأعراف الاجتماعية التي يقوم عليها أي نظام ديمقراطي، ويتّسم الخطاب الإسرائيلي بنفاد الصبر والعنف اللفظي ضد أي شخص يعتقد خلاف ذلك.

وبخصوص "يوم القدس" تحدّث باردو: هل يعقل  على مدار أسابيع أن تجري الحكومة تقييمات للوضع فيما إذا كانت ستنظم مسيرة في عاصمتها؟ كل نشرة أخبار تناقش ما إذا كان يمكن إقامة تظاهرة استعراضية في عاصمتنا! وليس هناك سابقة لذلك في أي مكان".