09-سبتمبر-2021

الترا فلسطين | فريق التحرير

غيّب الموت مساء الخميس، العلّامة الفلسطينيّ أمير عبد العزيز رصرص من مدينة الخليل، عن عمر يناهز 86 عامًا.

  أمير رصرص الشيخ الموسوعيّ الذي ألّف ما لا يقل عن 14 كتابًا وموسوعة، شهد مذبحة الدوايمة، وكتب عنها في أحد كتبه  

والشيخ أمير رصرص من مواليد الفالوجة المهجّرة قضاء غزة، في خمسينيّات القرن الماضي، درس المرحلة الابتدائيّة في قريته، ثم أكملها في الخليل، وتخرّج من جامعة دمشق عام 1967، حامًلا درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية. ونال درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه من الأزهر الشريف، ثمّ عمل في التدريس بوزارة التربية والتعليم لأكثر من عقدين، وحاضر في جامعات القدس والخليل والنجاح، والإسلامية بغزة، وفق ما أورده عنه مركز رؤية للتنمية السياسية، في "موسوعة النخبة الفلسطينية".

ومن أبرز إصداراته في الفقه والفكر الإسلامي والتاريخ: "موسوعة التفسير الشامل للقرآن الكريم"، "موسوعة فقه الكتاب والسنة"، "موسوعة أصول الفقه الإسلامي"، "موسوعة الوجيز في تاريخ الإسلام والمسلمين"، و"حقوق الإنسان في الإسلام"، و"فقه الإيمان والنذور"، و"افتراءات على الإسلام والمسلمين"، و"الفقه الجنائي في الإسلام"، و"الأنكحة الفاسدة المنهي عنها في الشريعة الإسلامية"، و"هذيان المستشرقين"، و"الفرق الإسلامية ومقارنة الأديان"، و"النفس الإنسانية في ميزان الإسلام"، و"دراسات في الفقه المقارن"، و"صلوح الإسلام لكل زمان ومكان".

 شغل عضوية رابطة علماء فلسطين، ومجمع البحوث الفكرية والإسلامية، ومجمّع بحوث آل البيت في الأردن، وعضوية مجلس الفتوى الأعلى 

وفي كتابة "الوجيز في تاريخ الإسلام والمسلمين"، وثّق رصرص مذبحة الدوايمة عام 1948، ووصفه بالمشهد الأصعب، والذي لا ينساه، يوم إجبارهم على الرحيل قسرًا من الفالوجة، فكتب: "مكثنا في سيرنا على الأقدام متوجهين نحو الخليل، وجلسنا لأخذ استراحة في مسجد بلدة بين الفالوجة والخليل تسمى الدوايمة، وذلك يوم الجمعة. أذّن المؤذن للصلاة واصطف الرجال، وخلال الصلاة، اقتحمت العصابات الصهيونية المسجد، وأطلقت الرصاص الحيّ من رشاشاتها والقنابل المتفجرة على المصلين، فاستشهد من استشهد ونجا من نجا".

 مذبحة الدوايمة كانت المشهد الأقسى في حياتي، كُنت شاهدًا على قتل المئات من أبناء شعبنا. رأيت بأم عيني الجثث تكسوها الدماء 

وأضاف: "كُنت شاهدًا على قتل المئات من أبناء شعبنا في الدوايمة. رأيت بأم عيني الجثث تكسوها الدماء. حاولت النساء الاختباء بأطفالهن في إحدى المغارات، لكن الجنود لاحقوهن فقتلوا العشرات منهن. كُنّا ننتظر الموت في أي لحظة، ونجحت أنا وبعض الشباب من أقاربي بالاختباء، واستغلال حلول الظلام. حدثت المذبحة الأولى ظهرًا، والثانية قبل غياب الشمس بقليل، وكُنّا في طريقنا نحو مدينة الخليل، وشاهدت بعيني مقتل المئات من الرجال والنساء والأطفال، لقد ملأت الدماء المكان".

ونعى الأكاديمي ناصر الدين الشاعر الشيخ رصرص واصفًا إيّاه بـ "الأستاذ الدكتور البروفيسور الأزهري الدمشقي العصامي (...) علّامة فلسطين وحبرها الأكبر. حامل أول أستاذية في فلسطين ومؤسس أول كلية شريعة فيها. ومؤلف كتب التفسير والفقه والأصول والتاريخ والاستشراق والثقافة والإنسان ونظام الإسلام والعقوبات. وخبير الفقه المقارن والإفتاء، والمستشار الشرعي للبنوك الاسلامية والداعية الكبير. ووالد الأسير المخضرم أنس رصرص".


اقرأ/ي أيضًا:

الموت يغيّب الفلسطيني شفيق الغبرا صاحب كتاب "حياة غير آمنة"