30-أغسطس-2021

كتبٌ للرئيس عباس، معروضة على واجهة مكتبة فلسطينية بالقدس (getty)

الترا فلسطين | فريق التحرير

عبّرت 7 فصائل فلسطينية، الإثنين، عن رفضها للقاء الذي جمع الرئيس محمود عباس بوزير جيش الاحتلال بيني غانتس في مقرّ الرئاسة برام الله، مساء الأحد، فيما قالت حركة فتح إنها ليست ضد تحقيق أي إنجاز للفلسطينيين.

 حسين الشيخ وصف غانتس بـ "السيد"، وتجنّبت الوكالة الرسمية الإشارة إلى أنه وزير جيش الاحتلال 

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، حسين الشيخ نشر على تويتر مساء الأحد، أن عباس التقى "السيد" غانتس كما وصفه، دون أن يشير إلى أنّه يشغل منصب وزير جيش الاحتلال. وفي خبرها الذي تناول اللقاء، أشارت الوكالة الرسمية (وفا) لغانتس بـ "الوزير الإسرائيلي"، دون أن تشير إلى أنه يشغل منصب وزير جيش الاحتلال.

وحرص المستوى السياسي الإسرائيلي على التأكيد أنّ اللقاء لا علاقة له باستئناف المفاوضات، وأنّ "ليس ثمة عملية سياسية مع الفلسطينيين"، وأنّ الأمر يقتصر على نقاش قضايا مدنية واقتصادية وأمنية، غير أنّ الشيخ قال في تغريدته إنه تم "البحث في العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية من كل جوانبها". وحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فقد اتفق طرفا اللقاء على عدم نشر أي صور.


حماس: لقاءٌ شاذ عن الروح الوطنية

واستنكرت حركة حماس على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، لقاء عباس "مع وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس"، وقالت إنّه "لقاء مستنكر ومرفوض من الكل الوطني، وشاذ عن الروح الوطنية عند شعبنا الفلسطيني". 

واعتبرت الحركة أنّ "مثل هذه اللقاءات استمرار لوهم قيادة السلطة في رام الله بإمكانية إنجاز أي شيء (...) عبر مسار التسوية الفاشل"، وقالت إن ذلك يشجّع بعض الأطراف التي تريد أن تطبع مع الاحتلال، وتضعف الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع.


فتح: لسنا ضد تحقيق أي إنجاز للفلسطينيين

أمّا منير الجاغوب من حركة فتح، فقال في تصريح لـ "شبكة قدس" إنّ أي لقاء مع الإسرائيليين يحقق إنجازات ولو لفلسطيني واحد، فلن نكون ضده، معتبرًا أنّ جلوس الرئيس مع غانتس أو غيره لا يُعدّ تنازلًا للإسرائيليين عن الثوابت الفلسطينية. 


الجهاد الإسلامي: اللقاء طعنة

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، إن دماء الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال بأوامر من غانتس، لم تجف بعد، واعتبر أنّ لقاء "عباس- غانتس" طعنة للشعب الفلسطيني.

وأوضح الناطق باسم "الجهاد" أن "السلطة ورئيسها يديرون الظهر للتوافق الوطني ويضعون شروطًا تخدم الاحتلال لاستئناف الحوار الوطني، بينما يتسابقون للقاء قادة العدو ويضعون يدهم في الأيدي الملطخة بالدماء البريئة، ويعززون ارتباط السلطة أمنيًا وسياسيًا مع عدو الشعب الفلسطيني".


الشعبيّة: لقاء خطير

ورأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان وصل "الترا فلسطين" أنّ لقاء الرئيس أبو مازن مع وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس بثمابة خضوع للرؤية "الإسرائيليّة" المدعومة أمريكيًا، والتي تركّز على الحل الاقتصادي سبيلًا وحيدًا لحل الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي".

وأضافت أن اللقاء تجاوز للقرارات الوطنيّة الصادرة عن المجلسين الوطني والمركزي، وعن اجتماع الأمناء العامين بالانفكاك من الاتفاقيات الموقّعة مع الاحتلال، ووقف أشكال العلاقة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة معه.

وأكَّدت الجبهة أنّ عقد هذا اللقاء يأتي في وقتٍ يؤكّد فيه بينين (رئيس الوزراء الإسرائيلي) قبل وأثناء زيارته للولايات المتحدة رفضه أي حقوق سياسيّة للفلسطينيين وأي وجود لدولة فلسطينيّة، وتأكيده على توسيع الاستيطان، ما يعني بكل وضوح استجابة الرئيس للمحددات "الإسرائيلية - الأمريكية" كمقررٍ لمسار ومآلات العلاقة مع الفلسطينيين، والتي تنحصر بتقديم التسهيلات الاقتصاديّة كضرورةٍ لتعزيز وجود السلطة، عدا عن تعزيز التعاون الأمني بين الطرفين، دون أي أفقٍ سياسي.

ورأت الجبهة أنّ اللقاء يتعاكس مع ما كان يُفترض أن يُبادر إليه الرئيس والسلطة بعد معركة سيف القدس (المواجهة الأخيرة بغزة)، واستثمار نتائِجها في تصليب الموقف الفلسطيني ورفع سقفه، ودعت القوى الفلسطينيّة لـ "مُحاصرة سياسة التراجع والهبوط للقيادة الرسميّة الفلسطينيّة، وعدم السماح لها بإعادة عجلة الدوران إلى الوراء بعد ما تحقّق من إنجازات".


الديمقراطية: الحوار الوطني هو الأجدى والأكثر إلحاحًا

وعقّبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على الاجتماع بالقول إنه من الأجدى والأكثر إلحاحًا أن يكون اللقاء بين القيادات الفلسطينية كافة، لبحث الأوضاع العامة، في ظل الاحتلال، والتوافق على إستراتيجية وطنية تخرج الحالة الوطنية من مأزقها، ولصالح خطوات عملية، تعيد أجواء الوفاق الوطني، بإلغاء كافة الإجراءات القمعية ورسم خطة لتنظيم الانتخابات الشاملة.

وأضافت، لقد أثبتت نتائج لقاءات واشنطن، بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، أن حكومة "بينت" متمسكة بمواقفها العدائية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إصرارها على مواصلة الاستيطان، ورفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة.

وحذرت الجبهة من أن تكون القضايا الاقتصادية والأمنية التي يتم بحثها، هي السقف السياسي الذي ترسمه دولة الاحتلال للعلاقة مع السلطة الفلسطينية بما يجعل من الحل الاقتصادي بديلًا للحل الوطني، وتحويل الحالة الراهنة إلى حل دائم، لا يتجاوز سقف الإدارة الذاتية تحت سطوة الاحتلال ووفقًا لشروطه، وفي إطار الحدود التي تخدم مصالحه.

ودعت "الديمقراطية" إلى إسقاط الرهان على ما يسمى "بناء إجراءات الثقة"، لصالح الرهان على الشعب الفلسطيني وإرادته الوطنية، واستعداده النضالي، الأمر الذي يتطلب عودة سريعة إلى الحوار الوطني.


حزب الشعب: انزلاق نحو الحل الاقتصادي على حساب السياسي

وقال القيادي في حزب الشعب وليد العوض: بوضوح وبلا مواربة، الاجتماع أمس مع غانتس وعلى هذا المستوى لبحث التسهيلات الاقتصادية وقضايا أمنية، يمثّل انزلاقًا نحو الحل الاقتصادي على حساب السياسي، كما أنه يخفّض سقف الموقف الفلسطيني خاصة قبيل التوجه للأمم المتحدة أواخر أيلول/ سبتمبر. 


"الأحرار": استمرار لسياسة التعاون الأمني

ورأت حركة الأحرار الفلسطينية في اللقاء، استقواءً بالاحتلال وارتهانًا لإرادته، وقالت في بيان وصل "الترا فلسطين" إنه "استمرار لسياسة التعاون الأمني مع الاحتلال"، و"طعنة في خاصرة شعبنا وثورته ونضاله".

وأضافت أن اللقاء ليس له أي علاقة بالعمل السياسي، وهو استمرار للاستخفاف بالمجموع الوطني الفلسطيني، ولن يُفلح في تعزيز بقاء السلطة بتقوية التنسيق الأمني معها.


حركة المجاهدين: مضيعة للوقت

أمّا "حركة المجاهدين" فقالت إنّ اللقاء يشير "لاستمرار السلطة في المراهنة على خيار المفاوضات، والاعتماد على حسن النوايا الأمريكية والصهيونية".

واعتبرت اللقاء مضيعة لوقت وحقوق الشعب الفلسطيني، وأنّ "طريق المقاومة والمواجهة الشاملة هو الذي يسترجع الحقوق".


اقرأ/ي أيضًا:

عبّاس يلتقي غانتس في رام الله

مسؤول إسرائيلي: ليس ثمة عملية سياسية مع الفلسطينيين