18-فبراير-2018

أعلن جيش الاحتلال توقف غاراته على قطاع غزة قبل منتصف الليلة الماضية، بعد أن أبلغت حركة حماس، المخابرات المصرية بأنها لا تنوي التصعيد، وفق ما ذكرت الإذاعة العبرية العامة، لكن وزير جيش الاحتلال قال إن الرد على العملية لم ينتهِ، في حين قال الجيش إن هناك تصعيدًا قادمًا في التعامل مع المتظاهرين كل أسبوع عند السياج الفاصل.

وكانت قوة من جيش الاحتلال تعرضت لتفجير يوم أمس السبت، أسفر عن إصابة قائد وحدة هندسية متخصصة في تدمير الأنفاق بجروح خطيرة، وإصابة ثلاثة جنود آخرين من القوة حالة أحدهم أيضًا خطيرة. وكشفت مصادر إسرائيلية عن أن التفجير وقع إثر اقتراب وحدة هندسية من السياج الفاصل لإزالة علم وضعه متظاهرون يوم الجمعة.

إجماع في إسرائيل على تصعيد قادم من جيش الاحتلال في التعامل مع المظاهرات التي تخرج كل جمعة في قطاع غزة

وقال وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان إن الرد على العملية لم ينتهِ، لأنه لم تتم بعد تصفية المسؤولين عن التفجير. فيما أعلنت قيادة جيش الاحتلال في قطاع غزة إن التعامل مع المظاهرات في غزة سيكون مختلفًا تمامًا من الآن فصاعدًا.

اقرأ/ي أيضًا: شهيدان إثر رد الاحتلال على الضربة الموجعة في غزة

ووفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن القيادة ذاتها، فإن المقاومة في غزة تشاهد السياج الفاصل 24 ساعة في اليوم، وتستطلع في عمق المنطقة، وبالتالي فإنها تدرك جيدًا النشاط الروتيني لقوات الجيش، وتبحث عن نقاط ضعف وتحاول تحقيق مفاجآت.

وتربط الصحافة الإسرائيلية في تحليلها للتفجير بين المظاهرات وزرع العبوة، إذ ترى أن وضع العلم خلال المظاهرة كان للتغطية على زرع العبوة، كون المقاومة تعلم جيدًا أن جيش الاحتلال يقوم بجولة عند السياج الفاصل لإزالة هذه الأعلام، ما يعني أن الأسابيع المقبلة ستشهد تصعيدًا قويًا في التعامل مع المتظاهرين لمنع اقترابهم من السياج الفاصل.

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، قال عاموس هرئيل إن حركة حماس اعتادت تنظيم هذه المظاهرات للتعبير عن الاحتجاج على الأوضاع المأساوية في القطاع، ولا يوجد لها خيار آخر في هذا الوقت غير هذه المظاهرات، محذرًا من أن يتكرر "خروج هذه المظاهرات عن السيطرة كما حدث أمس" وفق قوله.

ويضيف هرئيل أن هناك أسئلة صعبة في هذه العملية، وهي إن كانت القوة قد عملت بشكل صحيح، وهل تم حماية الجنود بشكل صحيح؟ وهل كان هناك مبرر لإزالة العلم مع المخاطرة بحياة الجنود؟ وهل تعذر إزالة العلم عن بعد؟

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قال يوسي يهوشاع إنه يتعين فتح تحقيق في العملية لمعرفة إن كان جيش الاحتلال قد تعامل مع الموقف بالشكل السليم، متوقعًا أن يكون تفجير العبوة قد تم بالتحكم عن بعد.

وأضاف يهوشاع أنه يتعين على جيش الاحتلال أن يجعل حركة حماس تدفع الثمن بسبب ما حدث، "حتى تفهم أن إسرائيل لن تقبل بعودة الأمور لما كانت عليه قبل حرب عام 2014".

يشار إلى أن جيش الاحتلال أعلن عن قصف 18 هدفًا تابعًا للمقاومة الليلة الماضية، وقال إن من بينها نفق هجومي يبدأ من حي الزيتون ويخترق السياج الفاصل باتجاه مواقع إسرائيلية.