04-أغسطس-2021

صورة توضيحية - gettyimages

بعد 15 شهرًا من وقفها، قررت سلطات الاحتلال استئناف زيارات أهالي الأسرى لأبنائهم في سجون الاحتلال، لكن كثيرًا من العائلات لم يكن لها نصيبٌ في الزيارة الأولى. والآن مع اقتراب موعد الزيارة الثانية، مازال الأمر عالقًا، ما يثير مخاوفهم من مرور الزيارة الثانية دون أن يكون لهم نصيبٌ برؤية ذويهم.

"ثلثا عائلات الأسرى لم يسمح لهم بالزيارة السابقة بسبب تأخير إجراءات تحديث بيانات التطعيم لدى وزارة الصحة" بحسب والدة الأسير صالح أبو زيد

مليحة نصار، والدة الأسير صالح أبو زيد المعتقل في سجن النقب، علمت باستئناف الزيارات مع وجوب حصولها على اللقاح المضاد لفايروس كورونا، ما دفعها إلى أخذ اللقاح. رغم ذلك، لم يُكتب لمليحة وثلثي عائلات الأسرى -حسب قولها- زيارة أبنائهم في الزيارة الأولى، "بسبب تأخير في إجراءات تحديث بيانات التطعيم لدى وزارة الصحة وإرسالها للإسرائيليين".

اقرأ/ي أيضًا: رومانسية أسرى وزوجاتهم على عينك يا سجان

وأضافت، أنها توجهت لوزير الصحة مي الكيلة لمتابعة هذا الملف، وبدورها حولتها إلى كمال الشخرة (مدير الرعاية الصحية الأولية) الذي طلب منها إعداد قوائم بأسماء عائلات الأسرى، إلا أنها أبلغته بتعذر ذلك "لأنه ليس مسؤولية الأهالي"، طالبة أن تتواصل الوزارة مع هيئة شؤون الأسرى والصليب الأحمر للحصول على هذه القوائم.

تؤكد مليحة، أنها تمتلك شهادة بحصولها على لقاح كورونا، لكن الصليب الأحمر لم يطلبها منهم في كل زياراتها لمقره، مضيفة، أنها تقدمت بطلب الحصول على تصريح زيارة قبل نحو شهر، وحتى الآن لم يصدر التصريح، رغم أن موعد الزيارة بعد أيام.

وكانت إدارة سجون الاحتلال أوقفت زيارات الأهالي لأبنائهم الأسرى في شهر آذار/مارس 2020 بذريعة تفشي فايروس كورونا. قبل أن تعلن في نهاية حزيران/يونيو 2020 عن استئناف الزيارات اعتبارًا من 7 تموز/يوليو.

هيئة الأسرى: دورنا اقتصر على منح عائلات الأسرى أولوية الحصول على اللقاح، أما ملف التصاريح فهو بيد الصليب الأحمر

ما هو دور هيئة شؤون الأسرى في هذا الملف؟ يُجيب المستشار الإعلامي للهيئة حسن عبد ربه على السؤال موضحًا أن دور الهيئة اقتصر على العمل لمنح أهالي الأسرى أولوية الحصول على اللقاح منذ بدء التطعيم بالتعاون مع وزارة الصحة.

اقرأ/ي أيضًا: هدايا الأسيرات: فيض حب وأمل حرية

وأضاف عبد ربه، أن الهيئة "تواصلت مع الصليب الأحمر بشكل مكثف وضغطت على كل الجهات لاستئناف الزيارات" بحسب قوله.

وبيّن، أن إصدار تصاريح الزيارة أو عدم الإصدار هو ملفٌ مرتبطٌ بصليب الأحمر والإسرائيليين. لكنه أكد في الوقت ذاته أن من حصلوا على التطعيم تم إصدار تصاريح لهم، بغض النظر عن نوع اللقاح الذي حصلوا عليه. هنا تعلق مليحة بأن تصاريح الزيارة التي صدرت "يبدو أنها اقتصرت على من حصلوا على اللقاح في بداية الأمر لمّا أعلنت الهيئة عن توفره".

وأوضح عبد ربه، أنه لا تتوفر لدى الهيئة قوائم بأسماء الحاصلين على التطعيم من ذوي الأسرى، ولا معطياتٌ حول من حصلوا عليه أو لم يحصلوا، "لكن الإقبال كبير" وفق تعبيره.

هيئة الأسرى: لا توجد معطيات حول أسماء وأعداد الحاصلين على التطعيم من ذوي الأسرى

هيئة الصليب الأحمر، من جانبها، تتولى دور الوسيط في عملية إصدار التصاريح، وفق المتحدث باسم الهيئة يحيى مسودة، فعائلات الأسرى تتقدم بطلب الزيارة لدى الهيئة، والأخيرة تنقل الطلبات إلى سلطات الاحتلال.

يؤكد مسودة، أن قبول إصدار التصاريح أو رفضها وكذلك التأخير في إصدارها هي مسألة تتعلق بسلطات الاحتلال، "والصليب الأحمر لا علاقة له بالأمر، فنحن نقوم بدور المسهل والميسر من العائلات وإلى السلطات الإسرائيلية" كما يقول.

وأوضح مسودة، أن سلطات الاحتلال -بعد استئناف الزيارات- أدرجت شروطًا جديدة لإصدار التصاريح، وهي وجود شهادة تطعيم (فلسطينية أو إسرائيلية) تؤكد أن "الزائر" حصل على جرعتين من لقاح كورونا.

أما الشرط الثاني، وفق مسودة، فهو أن الزيارة مسموح بها لشخصين فقط حتى لو كان عدد أفراد العائلة أكبر من ذلك.

الصليب الأحمر: حوار ثنائي غير علني مع الإسرائيليين للرجوع إلى إجراءات الزيارة السابقة

كما اشترط الاحتلال استثناء الأطفال تحت سن 16 سنة من الزيارات، كون الأطفال في هذا السن لم يحصلوا على التطعيم في المراحل السابقة، "لكن في حال إثبات أن الطفل حصل على اللقاح أو أصيب بفايروس كورونا وتعافى منه فيتم إزالة هذا الشرط والسماح له بالزيارة".

وأشار إلى أن الصليب يتلقى طلبات الزيارة من العائلات، ثم لدى اكتمال العدد يتم إرسال القوائم مرفقة بشهادات التطعيم إلى الإسرائيليين الذين يقومون بإجراءاتهم ومنها الفحص الأمني قبل إصدار تصاريح الزيارة.

وأكد مسودة، أن هذه الشروط مؤقتة، مبينًا أنهم بصدد خوض حوار ثنائي غير علني مع سلطات الاحتلال من أجل الرجوع إلى الإجراءات السابقة قبل الوباء، خاصة أن هناك عائلات لديها أربعة أو خمسة أفراد يحتاجون للزيارة.


اقرأ/ي أيضًا: 

مقالب الأسرى: نعبر عن إنسانيتنا