15-ديسمبر-2020

الترا فلسطين | فريق التحرير

نفذ معلمون في محافظة جنين، الثلاثاء، احتجاجًا أمام مبنى مديرية التربية والتعليم على إحالة معلمة إلى التعاقد، كعقوبة لمشاركتها في احتجاج المعلمين الأخير، في حين قررت المعلمة اللجوء إلى القضاء رفضًا للعقوبة التي تزامنت مع يوم المعلم.

إحالة سحر أبو زينة للتقاعد تزامنت مع يوم المعلم

وكتبت سحر أبو زينة مديرة إحدى المدارس في محافظة جنين على حسابها الشخصي في موقع "فيسبوك" أنها فوجئت صبيحة يوم المعلم (الإثنين من هذا الأسبوع) باتصال هاتفي من مكتب مديرية التعليم يطلب منها تسليم العهدة والتوجه إلى المكتب لاستلام كتاب رسمي عنوانه: "عقوبة الإحالة إلى المعاش".

اقرأ/ي أيضًا: رسالة إلى معلم

وبحسب الكتاب، فإن العقوبة صدرت بتاريخ 4 تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، وتم المصادقة عليها في اليوم الأخير من الشهر ذاته، بناءً على توصيات لجنة التحقيق على خلفية "إضراب العدالة" الذي خاضه المعلمون في الضفة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم كاملة لعدة شهور متتالية.

وقالت أبو زينة: "تافهةٌ جدًا هذه العقوبة إذا كانت ثمن موقفي من إضراب طالب بالعدالة خلال أزمة المقاصة! سخيفة جدًا هذه العقوبة إذا كانت ثمنًا لصرخة كرامتي وكرامة زملائي الذين لم يطلبوا إلا الحق وبحده الأدنى (العدالة)".

أبو زينة: تافهةٌ جدًا هذه العقوبة إذا كانت ثمن موقفي من إضراب طالب بالعدالة

واعتبرت أن تسلميها كتاب العقوبة في يوم المعلم "يوضح حال المعلم الفلسطيني الذي يحرم من أبسط حقوقه الأساسية؛ من ممارسة حرية التعبير والعمل النقابي الحقيقي المستقل والمطالبة بالحقوق البديهية، وفقدانه الدافعية والتعزيز والتقدير والأمان المعيشي والوظيفي والظهير النقابي" وفق تعبيرها.

اقرأ/ي أيضًا: صور | مدرسة الرازي: قرن من الزمن ومازالت تكبر

وأوضحت أبو زينة لـ الترا فلسطين، أنها قررت رفع كتاب اعتراض لوزارة التربية والتعليم والتوجه للقضاء والمتابعة مع المحامين، وجمعيات حقوق الإنسان، مضيفة، "لقد فوجئت حين صدور الكتاب بحقي، جلسة التحقيق كانت في 28 أكتوبر، وعدنا للدوام بعد اتفاقية الحكومة وتعهد رئيس الوزراء بعودة الرواتب وحصولنا على المستحقات، وعدنا للدوام بشكل طبيعي وأوقفنا الإضراب".

 قررت رفع كتاب اعتراض لوزارة التربية والتعليم والتوجه للقضاء والمتابعة مع المحامين

وأكدت، أنها الوحيدة في محافظة جنين التي أُحيلت للتقاعد، مبينة أنه تم إقرار عقوبات مثل النقل من مدرسة لأخرى أو التنبيه لمعلمين من الخليل وبيت لحم.

تعتقد أبو زينة أن السبب "الأكبر" لهذه العقوبة مرتبطٌ ليس بالإضراب فقط، بل أيضًا بفيديو تم تداوله على مواقع التواصل، ظهرت فيه متحدثة خلال اجتماع حول مطالب المعلمين.

وأشارت إلى أنها واحدة من آلاف المعلمين الذين احتجوا خلال أزمة المقاصة، مضيفة، "كان هدفنا جميعًا كمعلمين تحقيق العدالة الاجتماعية، وأن الموظف البسيط يحصل على راتبه كاملاً لتلبيه حاجاته وسداد ديونه، لنستطيع جميعًا كمعلمين الوقوف أمام الأزمة وأمام الضغوط الاقتصادية".

وأدان تجمع "محامون من أجل العدالة" العقوبة بحق أبو زينة، معتبرًا القرار "مجحفًا ويهدف لمعاقبتها وترهيب وتهديد المعلمين بعدم ممارسة حقوقهم الدستورية في الاحتجاج".

تجمع قانوني: العقوبة بحق أبو زينة مجحفة وتهدف لترهيب المعلمين

ودعا التجمع، وزارة التربية والتعليم إلى التراجع الفوري عن القرار، "واحترام القانون الأساسي الفلسطيني الذي نظم وكفل العمل والنشاط النقابي".

يُذكر أن سحر أمضت 25 عامًا في السلك التعليمي، منها 5 أعوام في التدريس، وبقيتها كمديرة لعدة مدارس. تقول: "خلال العشرين عامًا لم يصدر بحقي أي عقوبة إدارية، وكنت أقوم بواجباتي كمديرة مدرسة على أكمل وجه، وكنت على رأس عملي طوال هذه السنوات حتى صدور القرار البارحة".

سحر أمضت 25 عامًا في السلك التعليمي ولم يصدر بحقها أي عقوبة إدارية

وأضافت، "أن أحصل على عقوبة الإحالة إلى المعاش (التقاعد) بسبب التحدث بحرية، ولأني أطالب بحقوقي المشروعة كمديرة وباسم المعلمين، هذه كارثة كبيرة. فأين موقع الحريات في بلادنا؟".

وتختم حديثها قائلة: "أنا كمعلمة ومديرة كنت دومًا أعلم الطلاب كيف يطالبون بحقوقهم والديمقراطية وكيفية مراعاة الجيل الجديد وجيل المستقبل الذي يملك رأي وشخصية قوية، فما هو موقفي وأنا كمديرة قد أُحلت للتقاعد بسبب رأي قلته؟".


اقرأ/ي أيضًا: 

التَّعليم وإشكالية الحدود في الحيّز والمفهوم

التعليم المهني: الطريق الأقصر لسوق العمل