06-يونيو-2023
صورة أرشيفية: قوات الاحتلال تقمع متظاهرين في أم الفحم في مواجهات 2021

صورة أرشيفية: قوات الاحتلال تقمع متظاهرين في أم الفحم في مواجهات 2021

الترا فلسطين | فريق التحرير

تواصل شرطة الاحتلال استعراض استعدادها لقمع عنيف ستتعامل به مع احتجاجات يُحتمل اندلاعها مستقبلاً، على غرار تلك التي حدثت في شهر أيار/مايو 2021، بالتزامن مع المواجهة العسكرية بين الفصائل في قطاع غزة وجيش الاحتلال، موجهة بذلك رسائل للمجتمع الفلسطيني في الداخل، والجمهور اليهودي أيضًا.

شرطة الاحتلال أعدت سيناريو يقوم على اندلاع 35 يومًا من القتال مع الفصائل في قطاع غزة، ويتخلل ذلك اندلاع انتفاضة داخل الخط الأخضر، وفي إطار ذلك ستستخدم  الرصاص الحي لقمع المتظاهرين، على نحو لم يحدث في مواجهات 2021

أحدث هذه الاستعراضات جاء على لسان سيغال تسفي، رئيسة قسم العمليات في شرطة في جلسة عقدتها لجنة الرقابة، وهي إحدى اللجان الدائمة في الكنيست، حيث حذرت من اندلاع انتفاضة "يمكن أن تحدث خلالها حوادث فوضى متعددة" وفق وصفها، وستكون أقوى من مواجهات أيار/مايو 2021، نتيجة انتشار السلاح بين فلسطينيي الداخل.

وكشفت سيغال تسفي، أن شرطة الاحتلال أعدت سيناريو يقوم على اندلاع 35 يومًا من القتال مع الفصائل في قطاع غزة، ويتخلل ذلك اندلاع انتفاضة داخل الخط الأخضر، مؤكدة أن هذا السيناريو خطير ولكنه وارد، وفي إطار ذلك ستستخدم شرطة الاحتلال الرصاص الحي لقمع المتظاهرين، على نحو لم يحدث في مواجهات 2021.

وفي مداخلة المفوض العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، حول الاستعدادات لاندلاع مثل هذه المواجهات، قال إن المستوى الاستخباراتي لم يقدم حتى الآن استجابة كافية، ولا يوجد تحذير من الشرطة أو غيرها من الهيئات حول الوصول لمثل هذه الدوامة في وقت قصير، مؤكدًا أن الشرطة استخدمت جميع مواردها في القدس.

لكن برغم هذا السيناريو "الجاد" كما يصفه قائد "حرس الحدود" أمير كوهين، إلا أن شرطة الاحتلال وجهاز "حرس الحدود" التابع لها يواجهان عجزًا كبيرًا للغاية، وهذا العجز يضعهما في مواجهة مشاكل "صعبة للغاية ومعقدة"، معترفًا أنهم في مواجهات 2021 فشلوا في معرفة كيفية تحليل المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديهم بشكل صحيح.

وأشار الصحفي المتخصص في الشؤون الاسرائيلية أنس أبو عرقوب أن جلسات لجنة الرقابة في الكنيست في حال تمحورت حول قضايا أمنية حساسة فإنها تكون خلف الأبواب المغلقة ولا يتم نشر فحوى النقاش، لكن في هذه المرة فإن نشر كلام قائدة العمليات في الشرطة يأتي في سياق الحرب النفسية، ولتحقيق غايتين، أولهما ردع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر ودفعهم لتجنب المشاركة في أي مواجهات مستقبلية، وثانيهما رفع معنويات الإسرائيلييين وتعزيز شعورهم بالأمن الشخصي.

نشر كلام قائدة العمليات في الشرطة يأتي في سياق الحرب النفسية، ولكن لا يُستبعد استخدام الرصاص الحي بالفعل في أي مواجهة عنيفة مستقبلاً مع فلسطينيي الداخل، صحيح أن الأمر يقع حاليًا في خانة التهديد، لكن هذا التهديد له رصيد بالفعل

ورغم ذلك، لا يستبعد أنس أبو عرقوب استخدام الرصاص الحي بالفعل في أي مواجهة عنيفة مستقبلاً مع فلسطينيي الداخل، مضيفًا: "صحيح أن الأمر يقع حاليًا في خانة التهديد، لكن هذا التهديد له رصيد بالفعل (..) وقد وضع جيش الاحتلال والشاباك سيناريو بعنوان حارس الأسوار 2 لتنفيذه في أي مواجهات مع فلسطينيي الداخل مستقبلاً، ويقوم على تصنيفهم كأعداء محتملين، واستخدام قوات الاحتياط في الجيش".

وبحسب أبو عرقوب، فإن نشر تهديدات قائدة عمليات الشرطة سيغال تسفي يندرج في إطار عقيدة "كي الوعي" التي صاغها رئيس أركان جيش الاحتلال موشيه يعلون أثناء الانتفاضة الثانية، بعد تعاظم العمليات الفلسطينية حينها، واختار لتنفيذها "مركز عمليات الوعي"، وهو أحد أقسام جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، المتخصص في إدارة الحرب النفسية، لتنطلق حينها أكبر حرب نفسية في تاريخ جيش الاحتلال حتى تلك اللحظة، تحت عنوان "كي الوعي"،  بهدف إقناع الفلسطينيين أن الانتفاضة لن تحقق أي إنجاز لهم.

يُذكر أنه في شهر تموز/يوليو 2022، أي بعد مرور عام وشهرين على مواجهات الداخل (أيار 2021)، نشر المراقب العام الاسرائيلي ماتنياهو إنجلمان تقريرًا مؤثرًا بشأن عمل شرطة الاحتلال، جاء فيه أن الشرطة لم تكن مستعدة بالشكل المطلوب لاحتمال اندلاع "أعمال شغب عنيفة واضطرابات واسعة النطاق على خلفية قومية"، وأكد أن هناك إخفاقات في استخبارات الشرطة.