31-يناير-2019

"على الدلعونا على الدلعونا، الهوا الشمالي غيّر اللونا"، امتزجت أصوات سيدات قرية عصيرة الشمالية في نابلس بصوت أغصان شجرة "بيت الزاكي" المعمرة التي ظل يحركها الهواء إلى أن غيّر شكلها.

شجرة "بيت الزاكي" التي يزيد عمرها عن 900 عامًا أصبحت "زاكية" فعلًا بعد أن أثمرت وتزيّنت بـ 11 سيدة من نساء فرقة "زنار" للتراث والأهازيج الشعبية الفلسطينية، انتشرت مؤخرًا صورة لهن وهن يتسلقن الشجرة المعمرة ويحطن بها.

يقول مصوّر الصورة سامر صوالحة لـ الترا فلسطين إنه طلب من السيدات التجمع لالتقاط صور لهن، وانشغل قليلًا لينبهر بعدها بدقائق بمشهد النساء وهن يتسلقن الشجرة، "اندهشت كثيرًا عندما رأيت سيدات كبيرات بالسن يحاولن تسلق الشجرة، خفت عليهن وسُعدت بمشهدهن".

ويضيف أنهن تَمكّن من تسلق الشجرة بسهولة وبدأن بغناء أغانيهن الشعبية القديمة، بصوتهن الذي يحمل روح الماضي، وضحكاتهن التي وصل صداها الجبال المجاورة، "الصورة حقيقية مش فوتوشوب، كان مشهدًا يستحق التوثيق" يقول سامر.

وعن الشجرة أخبرنا صوالحة أنها شجرة عملاقة تقع وحيدة على قمة أحد جبال القرية، وتمتاز بشكلها المنحني باتجاه الريح، وكان أهالي القرية قديمًا يعتبرونها شجرة مباركة، ويلجؤون إليها لتعليق الأمنيات و"النذر" أو لعمل "المولد" لأولاد القرية.

شجرة "بيت الزاكي" . تصوير: سامر صوالحة

وتابع حديثه، "هذه الأفكار تغيّرت، والناس تذهب إليها اليوم لالتقاط صور تذكارية (..) الشجرة تجذب الانتباه وتدفع الناس لتسلقها، وهؤلاء النساء فلاحات ومعتادات على التسلق".

أما فرقة "زنار" للتراث والأهازيج الشعبية، فهي فرقة أنشأتها نساءٌ من عصيرة الشمالية تزيد أعمارهن عن 60 عامًا لإحياء الأغاني الشعبية القديمة، ويشاركن بأغانيهن في الأعراس والمناسبات السعيدة في محاولة لإبقاء التراث الفلسطيني متواجدًا بين الناس.

فرقة "زنار". تصوير: سامر صوالحة
تصوير: فادي عميرة