08-مايو-2022
دجاج لاحم

اشتكت نقابة مربي الدواجن في قطاع غزة من احتكار أصحاب الفقاسات لكميات توزيع الصيصان الخاصة بإنتاج الدجاج اللاحم، وبيع كميات كبيرة منها إلى التجار والمزارعين الكبار، مقابل حرمان المزارع البسيط والمتوسط منها.

"المزارع البسيط" يحتاج مدة 20 يومًا للحصول على ألف كتكوت، فيما يحصل التجار الكبار على 30 ألف كتكوت خلال أسبوع واحد فقط

وأوضح رئيس نقابة مربي الدواجن مروان الحلو لـ الترا فلسطين، أن "المزارع البسيط" يعاني في الحصول على هذه الكتاكيت ويحتاج مدة 20 يومًا للحصول على ألف كتكوت، فيما يحصل التجار الكبار على 30 ألف كتكوت خلال أسبوع واحد فقط، محذرًا من انعكاس هذه السياسة على أسعار الدواجن خلال شهر واحد من الآن، ومتوقعًا أن ترتفع أسعار الدواجن مجددًا كما حدث في شهر رمضان الماضي، بفعل احتكار كبار التجار.

وشهد قطاع غزة خلال شهر رمضان الماضي ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الدواجن حيث بلغ سعر الكغم الواحد 17 شيكلاً، فيما بلغ سعر كغم الدجاج الصافي -بعد الذبح- 22 شيكل تقريبًا. وانخفضت الأسعار بعد انتهاء رمضان، لكنها مازالت دون الأسعار المتعارف عليها، حيث يبلغ سعر كغم الدجاج اللاحم الآن 13 شيكل، فيما يبلغ سعره الصافي 17 شيكل.

وبيّن الحلو، أن سعر الصوص ارتفع إلى 4 شواكل ونصف، فيما كان يتراوح سعره في مثل هذه الأوقات من الأعوام السابقة ما بين شكيلين إلى شيكلين ونصف شيكل فقط.

وأعرب عن أسفه لعدم تدخل الحكومة في تحديد سعر الصوص، متسائلاً: "لماذا تفرض الحكومة علينا تسعيرة للدجاج اللاحم في آخر حلقة من حلقات الإنتاج، ولا تفرض تسعيرة على الصوص اللاحم والأعلاف التي تعتبر المدخلات الأساسية والحلقة الأولى للإنتاج؟".

تلغرام

وأشار إلى أن النقابة أبلغت وزارة الزراعة بكافة جوانب القضية. كما دعت الحكومة بشكل عاجل إلى التدخل لفرض قرار ملزم لهذه الفقاسات بما تراه مناسبًا.

وحذر الحلو من أنهم سيتوجهون إلى ديوان المظالم ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي في حال عدم تمكن الحكومة من حل القضية.

وطالب الحلو وزارة الزراعة بتولي عملية توزيع الصيصان اللاحمة وذلك عبر طواقمها، لضمان عدم احتكار هذه السلعة الأساسية.

ويعاني قطاع غزة منذ عدة أشهر من نقص في استيراد كميات البيض المخصب الخاصة بإنتاج الدجاج اللاحم من "إسرائيل" وبعض الدول الأوروبية، ما دفع وزارة الزراعة في قطاع غزة مؤخرًا إلى فتح باب استيراد البيض المخصب من مصر في محاولة لتقليل كمية العجز.

وكشف مصدر مطلع لـ الترا فلسطين أن عملية استيراد البيض المخصب تتم عبر منظومة من التجار، ولم تتدخل الحكومة في هذا الملف منذ سنوات طويلة، إلا أنها اتخذت مؤخرًا قرارًا بكسر هذه المنظومة تدريجيًا بسبب الاحتكار، وحل كافة حلقات هذا القطاع من استيراد الأعلاف والبيض المخصب وصولاً إلى تسويق الدجاج.

كشف مصدر مطلع  أن الحكومة الآن واقعة بين مطرق النقابة وسنديان التجار، داعيًا إياها إلى التروي وحل القضية بصورة تدريجية حتى لا تقع في فخ إيقاف استيراد البيض المخصب

وأوضح المصدر، أن الحكومة بدأت فعليًا بتنفيذ القرار عبر فتح باب استيراد البيض المخصب من مصر لأول مرة، الأمر الذي أثار حفيظة التجار الكبار، ودفعهم لتقنين استيراد البيض المخصب تحت ذريعة عدم توفره داخل "إسرائيل".

وأضاف، أنه وفقًا للمتابعات فإنه لا يوجد نقص في البيض المخصب سواء داخل "إسرائيل" أو من الدول الأوروبية التي يتم الاستيراد منها، مبينًا أن التجار يُحاولون إيصال رسالة للحكومة أن عليها تجنب التدخل في هذا الملف، وأنها لن تستطيع تغيير أي شيئ دون الرجوع إليهم.

وأشار إلى أن الحكومة الآن واقعة بين مطرق النقابة وسنديان التجار، داعيًا إياها إلى التروي وحل القضية بصورة تدريجية حتى لا تقع في فخ إيقاف استيراد البيض المخصب والوقوع في إشكالية أكبر.

وزارة الزراعة تدعو نقابة مربي الدواجن إلى التوجه للوزارة لبحث القضية وتقديم المقترحات والأفكار التي لديهم من أجل تنظيم هذا القطاع

هذه الأقوال نفاها المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني في تعقيبه لـ الترا فلسطين، وقال إن هناك شحًا في كميات البيض المخصب إقليميًا، وهذا لا يقتصر على قطاع غزة فقط، وأن الأسعار تتأثر بالدرجة الأولى بانعكاس الوضع الخارجي بالدرجة الأولى.

وأضاف البسيوني، أن الوزارة تتعامل مع أي شكوى تصلها، داعيًا نقابة مربي الدواجن إلى التوجه للوزارة لبحث القضية وتقديم المقترحات والأفكار التي لديهم من أجل تنظيم هذا القطاع.

وأكد، أن وزارة الزراعة تجري متابعة لحالة قطاع الدواجن وتنظيمها وهيكلتها، بما يخدم المزارع والمواطن، وأن الوزارة لها دورٌ واضحٌ في متابعة عمل الفقاسات.