13-أبريل-2020

تخطّى عدد الإصابات بفايروس كورونا في مناطق قرى شمال غرب القدس الـ108 حالات، توزعت على قرى قطنة وبدو ورافات والجديرة وبيت عنان والقبيبة.

المصدر الأساس لهذه الإصابات من عمّال ومخالطين، كان من المنطقة الصناعية الاستيطانية "عطروت"، بالإضافة لإصابة عمّال أثناء عملهم داخل الخط الأخضر. 

ارتفاع نسبة الإصابات في مناطق شمال غرب القدس، دفع بالجهات الرسمية الفلسطينية لاعتبارها "منطقة موبوءة"، واتخاذ إجراءات مشددة للحيلولة دون تفشي الفايروس.

اقرأ/ي أيضًا: "عطروت" مصدر الوباء الأكبر للفلسطينيين.. ماذا تعرف عنها؟

ويبلغ عدد التجمعات السكانية في منطقة شمال غرب القدس 16 تجمعًا فلسطينيًا، تبدأ من رافات قرب حي الماصيون برام الله وتنتهي في منطقة بيت عنان، ويقدر عدد سكان هذه المنطقة بحوالي 50 ألف نسمة.

في الأيام العادية، إن توجهت فجرًا إلى حاجز "قلنديا" شمال القدس لا بد أن تشاهد حافلات نقل صغيرة تنقل العمال من قرى شمال غرب القدس إلى منطقة "عطروت" الصناعية الواقعة خلف الحاجز العسكري.

عضو المجلس البلدي في قرية قطنة محمد حوشية قال لـ "الترا فلسطين" إن 70% من شبان قطنة يعتمدون في داخلهم على العمل في "إسرائيل".

ويؤكد حسام الشيخ مدير مركز المنتدى الثقافي في قرية بيت عنان ارتفاع نسبة العمال داخل "إسرائيل" في مناطق قرى شمال غرب القدس، مشيرًا إلى أنّ عملهم يتركز بمصانع الدجاج في "عطروت"، وفي قطاعات البناء والخدمات والزراعة.

أرقام العاملين في الداخل مرتفعة، لماذا؟ 

ويرى الشيخ في جديثه لـ "الترا فلسطين" أن من بين الأسباب التي دفعت سكان المنطقة للعمل في "إسرائيل"، القرب من القدس، لافتًا إلى أنه وبعد إقامة الاحتلال للجدار الفاصل، تفشّت البطالة بين الأهالي بفعل الإغلاق، إلى أن فُتح المجال لاستصدار التصاريح للعمل داخل الخط الأخضر، وهو ما دفع عددًا كبيرًا للعمل هناك. 

أما السبب الثاني وفق الشيخ فهو ارتفاع عدد العاملين في مسالخ الدجاج في "عطروت"، لأن جزءًا من المتعهدين ومُلّاك هذه المسالخ من قرية قطنة، وبالتالي هناك أكثر من 400 عامل من قطنة يعملون في مسالخ الدجاج في "عطروت" والخان الأحمر، بالإضافة إلى عمال من مختلف مناطق قرى شمال غرب القدس يعملون في نفس المسالخ.

        70% من شبان قطنة يعتمدون في داخلهم على العمل في "إسرائيل"   

أمّا السبب الثالث وفقًا للشيخ، فهو أن منطقة شمال غرب القدس تعتبر منطقة مهمّشة رسميًا، ولديها احتياجات كثيرة، بالإضافة إلى أن المنطقة مستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي من خلال بناء جدار الفصل، وضمّ ومصادرة آلاف الدونمات، والمضايقات والحواجز الإسرائيلية من مثل حاجز بيت اكسا، ومنع الدخول إلى قرية "النبي صمويل" إلا بتصريح إسرائيلي.

وهذه السياسة الإسرائيلية تجاه المنطقة يؤكد الشيخ أن هدفها الوصول بالأهالي إلى مرحلة من الإحباط الذي يدفعهم مجبرين للعمل في "إسرائيل".

اقرأ/ي أيضًا: "الوضع كارثي".. قطنة تُسجل أعلى معدل إصابات بكورونا بسبب العمل في "إسرائيل"

السؤال ذاته حول ارتفاع أعداد العاملين في هذه المناطق داخل "إسرائيل" وجّهناه للناطق باسم وزارة العمل رامي مهداوي، فقال إن القرب الجغرافي من القدس الجاذبة للأيدي العاملة عامل مهم في هذا الارتفاع، بالإضافة لسهولة التنقّل إلى داخل الخط الأخضر والقدس.

وأشار مهداوي إلى أنّ إتقان عمّال هذه المناطق للغة العبرية يسهّل دخولهم سوق العمل الإسرائيلي، كما أنّ جزءًا منهم يحمل الهوية المقدسية.


اقرأ/ي أيضًا:

حدائق المنازل تنتعش في زمن كورونا

الشواء الأخير: كيف أصيب عمّال بـ "كورونا" في مصنع دجاج إسرائيلي؟

220 ألف مسن بالضفة وغزة.. كيف نحميهم من الوباء؟