24-أغسطس-2021

صورة توضيحية - getty

كشف مواطنون تم اعتقالهم لدى الشرطة في رام الله، بداية الأسبوع الجاري، عن أوضاع صعبة مرّوا بها أثناء احتجازهم في غرفة نظارة شرطة رام الله والبيرة، ما أثار مخاوف لدى عائلاتهم على صحة أبنائهم المعتقلين بسبب مشاركتهم في احتجاجات ضد السلطة.

عماد برغوثي: 21 معتقلاً احتجزوا داخل غرفة لا تتسع لسبعة أشخاص

وكانت الشرطة اعتقلت، يوم السبت (21 آب/أغسطس)، أكثر من 35 ناشطًا وحقوقيًا وباحثًا وأكاديميًا، بينهم أسرى سابقون، قُبيل إقامة مظاهرة في رام الله، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل نزار بنات، وإطلاق الحريات ووقف الاعتقال السياسي. وفي اليوم التالي، تم تمديد الإفراج عن بعض المعتقلين بعد عرضهم على النيابة، وتمديد اعتقال البقية، إلى أن تم الإفراج عن الجميع مساء الثلاثاء.

عماد البرغوثي، محاضرٌ جامعيٌ وأسير سابق، قال بعد الإفراج عنه إن ظروف الاعتقال في نظارة رام الله "سيئة جدًا"، مبينًا أن 21 معتقلاً احتجزوا داخل غرفة لا تتسع لسبعة أشخاص، "وبسبب هذه الظروف الصحية السيئة قد يُصاب المعتقل بفايروس كورونا ويموت" كما قال.

من جانبه، أوضح الناشط خلدون بشارة، بعد الإفراج عنه، أن بعض المعتقلين أضربوا عن الطعام، وتعرّض خضر عدنان للاعتداء بالضرب والشتم من قبل رجل أمن بملابس مدنية "في منظر تقشعر له الأبدان" حسب وصفه.

ووصف بشارة، ظروف الحجز بأنها "مهينة لا تقدر عليها الأغنام"، موضحًا أن الشرطة حجبت المقصف والتلفون عن المعتقلين كإجراء عقابي بسبب إضراب بعض المعتقلين عن الطعام.

خلدون بشارة: ظروف الحجز "مهينة لا تقدر عليها الأغنام"

وأثارت ظروف الاعتقال هذه مخاوف لدى عائلات المعتقلين على صحتهم وسلامتهم. هند شريدة، زوجة المعتقل أُبيّ عابودي، قالت إنها -بالنيابة عن عائلات المعتقلين السياسيين- تُحمّل الحكومة والنيابة العامة مسؤولية أي تدهور يطرأ على صحتهم، مضيفة أن "تمديد احتجازهم 48 ساعة أخرى يُعد فسادًا سياسيًا وعقابًا لهم التزامهم بحق الصمت أمام النيابة العامة" كما قالت.

من جانبه، أكد مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، أن بعض النظارات الفلسطينية فيها مشكلةٌ كبيرةٌ جدًا، "ورفعنا تقارير كثيرة إلى وزارة الداخلية وإدارة الشرطة حول الظروف الصعبة فيها".

عمار دويك: رفعنا تقارير كثيرة إلى وزارة الداخلية وإدارة الشرطة حول الظروف الصعبة في النظارات

وبيّن دويك، أنه نظارة رام الله رغم حدوث تحسينات عليها إلا أن المساوئ ما زالت موجودة، وهناك مشاكل في التهوية، موضحًا أن الأوضاع في نظارات قلقيلية وطولكرم والخليل وبيت لحم من حيث الاكتظاظ "فيها إشكاليات عميقة جدًا".

من جهته، يقول مهند كراجة من مجموعة "محامون من أجل العدالة"، إن ظروف احتجاز المعتقلين في نظارة مركز شرطة البالوع غير مناسبة للاستخدام البشريّ، فهي عبارة عن غرفة صغيرة لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص، ولكن في بعض الأحيان يوضع فيها 30 شخصًا، وإذا أردت أن تنام فلا يوجد مكان سوى لجلوسك، وعليك أن تنام بأي طريقة. 

 غرفة صغيرة لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص، ولكن في بعض الأحيان يوضع فيها 30 شخصًا 

وأكد كراجة في حديثه لـ الترا فلسطين، أن المعتقلين -تم توثيق 35 حالة اعتقال على خلفيّة سياسية منذ السبت الماضي، وتم إطلاق سراحهم- الذين خرجوا مؤخرًا، تحدّثوا عن ظروف توقيف واحتجاز سيئة جدًا، ومن أكثر من ناحية.

وأضاف أن الفرش الموجود في النظارة سيء جدًا، وأشار إلى أنّ الدكتورة كوثر العبويني، والشابّة ضحى معدي تم احتجازهن في غرفة للشرطيات، وتم إعطاؤهن فراش ووسائد مليئة بالعفن، الأمر الذي لم يمكنهن من النوم طوال الليل، إضافةً إلى أنّ الأكل المقدّم غير كافٍ، فعندما طلبن الماء قيل لهن "لا يوجد وعليكم الشراء" وحدث ذلك أيضًا حين طلبن مناديل ورقية للحمّام. 

هذه الشهادات، تزامنت مع بيانٍ مشترك أصدرته 23 منظمة أهلية، أكدت فيه حدوث تراجع خطير للحقوق والحريات العامة، معلنة مقاطعتها للحوار الذي أطلقته الحكومة مؤخرًا حول حالة حقوق الإنسان.

وطالبت هذه المنظمات بإحالة رئيس الحكومة محمد اشتية ومدير عام الشرطة ومدير شرطة رام الله إلى المحاكمة، داعية القوى السياسية إلى الاضطلاع بدورها الوطني والمجتمعي.


اقرأ/ي أيضًا: 

محاولة لتفسير ما يجري من قمع غير مسبوق‎‎

عن السلطة الفلسطينية والقتل بالوكالة