30-أكتوبر-2021

تصوير ياسر فتحي

"منذ هذه اللحظة وضعت قالون مياه في سيارتي، وسأقوم بزيارة شجرة ابنتي وأقوم بريها حتى تكبر وتنمو، وسأخبر جميع ركابي أن هذه الشجرة تحمل اسم ابنتي". هكذا ينظر والد الطفلة الشهيدة ديما عسلية إلى شجرةٍ زرعت باسمها في حديقة عامة غرب غزة، في إطار مشروع لزراعة 66 شجرة تحمل أسماء الأطفال الشهداء في عدوان أيار/مايو الأخير على قطاع غزة.

زرعت بلدية غزة 66 شجرة في حديقة عامة مطلة على شاطئ غزة، وقد حملت كل شجرة منهن اسم أحد الأطفال الشهداء الذين ارتقوا في عدوان أيار

وأضاف سعد: "شعورٌ لا يوصف وأنت تزرع شجرة تحمل اسم ابنتك. هذه الشجرة رجعتني لكل ذكريات ديمة المدللة وفاكهة الدار وآخر العنقود".

وتابع، "طوال اليوم وأنا أحدث نفسي: راح تنمو وتكبر شجرة بنتي ديما وراح أشوفها كبيرة وأقعد تحت ظلها".

تصوير ياسر فتحي

وزرعت طواقم بلدية غزة، اليوم السبت، 66 شجرة في حديقة عامة مطلة على شاطئ غزة، وقد حملت كل شجرة منهن اسم أحد الأطفال الشهداء الذين ارتقوا في عدوان أيار.

عملية زراعة "أشجار الشهداء" -التي تمت في حضور دويهم- جاءت ضمن إطلاق مشروع خيري ومبادرة حملت عنوان "ازرع شجرة"، لزيادة المساحات الخضراء في فلسطين، من خلال دعم زراعة أشجار تحمل أسماء أصحابها "كصدقة جارية" أو كصورة "تضامنية" من أي مكان في العالم مع الشعب الفلسطيني.

وخلال الفعالية أُعلِنَ عن إطلاق الموقع الإلكتروني للمبادرة تحت عنوان "ازرع شجرة"، الذي يعرض تحت عنوان: "جئنا لنعمر في الأرض.. ازرع شجرة باسمك في فلسطين" عشرات أنواع الأشجار المثمرة وغير المثمرة، أمام المتبرعين الذين يقومون باختيار نوع وعدد الأشجار التي يرغبون بزراعتها.

تصوير ياسر فتحي

من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة المشروع وصاحب فكرته طارق اسليم، أن المشروع يتيح لأي شخص في العالم أن يزرع شجرة تحمل اسمه في فلسطين حتى يشعر بأنه له شيء حي فيها.

المشروع خيري ويتيح لأي شخص في العالم أن يزرع شجرة تحمل اسمه في فلسطين حتى يشعر بأنه له شيء حي فيها

وأفاد بأن هذا المشروع خيري بالدرجة الأولى وغير ربحي، والهدف منه جلب التضامن مع شعبنا الفلسطيني والحفاظ على البيئة.

وأضاف اسليم، أن الأشجار التي تمت زراعتها اليوم جاءت بمساهمة من متبرعين من خارج فلسطين، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والقدس ومصر والأردن وغيرها من الدول العربية والأوروبية، مبينًا أنه بعد زراعة كل شجرة يتم تصويرها وكتابة اسم المتبرع بها وتاريخ الزراعة وموقعه، أو الرسالة التي يحبها وتزويده بعد ذلك بهذه الصورة.

وأعرب اسليم عن أمله في اتساع رقعة المشروع إلى كافة مدن ومحافظات قطاع غزة والضفة الغربية وداخل الخط الأخضر.

وأوضح، أن فكرة المشروع لا تقتصر على زراعة أشجار الظل في الشوارع العامة والحدائق فقط، بل يمكن زراعتها في الحدائق الخاصة والأراضي التي تعود ملكيتها للمزارعين الفلسطينيين لتعزيز صمودهم.

ونوه سليم، أن بعض المتبرعين تبرعوا بزراعة بعض الأشجار "كصدقة جارية"، فيما تبرع البعض الآخر بها كصورة من صور التضامن مع فلسطين، إذ تبلغ تكلفة التبرع بالشجرة الواحدة مع رعايته حتى عمر 6 شهور 100 شيكل.


اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو | راني برناط ينتصر على الشلل والرصاص

فيديو | مزرعة الدرب: تعاونية طلابية لتوفير مصاريف الدراسة

دلالات: