16-ديسمبر-2020

لليوم الرابع والأربعين، يواصل مواطنون من ذوي الإعاقة اعتصامهم داخل مقر المجلس التشريعي في مدينة رام الله، للمطالبة بإقرار نظام تأمين صحي عادل ومجاني وشامل للأشخاص ذوي الإعاقة، لكن دون الاستجابة لمطلبهم، رغم وعود تلقوها على لسان أكثر من مسؤول منذ الأيام الأولى للاعتصام.

 المعتصمين قدموا في أول أسبوعين مطالبهم والتعديلات التي يريدونها على نظام التأمين الصحي

وأوضحت منسقة "حراك من أجل حياة كريمة للأشخاص ذوي الإعاقة" شذى أبو سرور، أنهم خلال الأسبوع الأخير توجهوا للاعتصام عند مقر وزارة الصحة مرتين، الأولى لفهم آخر المستجدات التي توصلت إليها اللجنة التي تم تشكيلها لتعديل نظام التأمين، وفي المرة الثاني لتقديم مذكرة بالملاحظات على النظام الذي توصلت إليه اللجنة.

وأفادت أبو سرور لـ الترا فلسطين بأن المعتصمين قدموا في أول أسبوعين مطالبهم والتعديلات التي يريدونها على نظام التأمين الصحي، وقم تم اعتماد هذه التعديلات من قبل اللجنة المشكلة من مجلس الوزارء وتضم عدة أطراف.

وأضافت، أن اللجنة أجرت تعديلات على هذه الملاحظات ثم رفعتها إلى مجلس الوزراء لإقرارها دون الرجوع إلى المعتصمين، "مع أننا أصحاب الشأن"، مبينة أنهم بعد الاطلاع على التعديلات أبدوا رفضهم لها، ووضعوا ملاحظات على المسودة وأرسلوها إلى وزارة الصحة.

 اللجنة أجرت تعديلات على ملاحظات المعتصمين ثم رفعتها إلى مجلس الوزراء لإقرارها دون الرجوع لهم

وأوضحت أبو سرور، أن رفض تعديلات اللجنة يعود إلى أنها تتعلق بالشكل والمضمون، وتؤدي إلى الخلط بين الحقوق والآليات داخل النظام، وقد تعيق أو تعطل عملية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الخدمات.

وتؤكد أن هناك نصوصًا تخلط بين الحقوق والآلية، وهناك آليات غير دقيقة، "لذا قدمنا في الوقفة الثانية مذكرة بأن التعديلات مرفوضة وأن عليكم مراجعة هذه التعديلات".

وقالت، إنه كان من المقرر إيجاد حل للموضوع خلال جلسة الحكومة الأخيرة، يوم الإثنين، "لكن من الممكن نتيجة للتحفظ لديهم على التعديلات التي قدمت لمجلس الوزراء تم تأجيل النظر، أو قد يكونوا غير مهتمين بنا من الأساس" وفق قولها.

ذوو إعاقة يفارقون الحياة لعدم وجود موارد طبية كافية، أو نتيجة تصنيف عملية جراحية له على أنها عملية تجميل

ومن يوم لآخر يقوم المعتصمون ومتضامنون معهم بتنظيم فعاليات احتجاجية للفت النظر إلى قضيتهم وتلبية مطالبهم، مثل إغلاق شوارع قريبة من مجلس الوزراء، وآخرها مسيرة حمل بها المعتصمون مجسمًا لنعش يحمل جثمان شخص من ذوي الإعاقة.

وأوضحت أبو سرور فكرة هذا الاحتجاج قائلة إن هناك أشخاصًا ذوي إعاقة يفارقون الحياة بسبب الإهمال الطبي، أو عدم وجود موارد طبية كافية، أو نتيجة تصنيف عملية جراحية له على أنها عملية تجميل، رغم أنها في الحقيقة عملية ترميم، "لذا دائما هناك من يموت بشكل سنوي أو حتى شهري" وفق قولها.

وأشارت أبو سرور إلى وجود 5 أو 6 معتصمين بشكل دائم في مقر المجلس التشريعي، بينما ينضم إليهم المتضامنون في أوقات مختلفة، مضيفة أن الوضع في الأيام الأولى كان صعبًا، "لكن بعد نقاشٍ تم حل هذه المسألة من حيث توفر الفراش والطعام وكل ما يلزم".


اقرأ/ي أيضًا: 

فاطمة ومحمود.. حبٌ بلغة الإشارة

عن "الحاسة المنبوذة" في مدارس تابعة لـ"الأونروا"