30-أبريل-2022
الشهيد علي عدوان (يمين) والمركبة التي نُفذت فيها عملية إطلاق النار على مدخل مستوطنة "اريئيل"

الشهيد علي عدوان (يمين) والمركبة التي نُفذت فيها عملية إطلاق النار على مدخل مستوطنة "اريئيل"

الترا فلسطين | فريق التحرير

استشهد الشاب يحيى علي عدوان فجر السبت، في مواجهات مع الاحتلال ببلدة عزون شرق قلقيلية، بعد ساعات من مقتل إسرائيليّ برصاص مقاومين على مدخل مستوطنة "اريئيل" قرب سلفيت شمال الضفة الغربية.

قتل جيش الاحتلال وشرطته 52 فلسطينيًا منذ بداية العام الحالي 2022 

وقالت وزارة الصّحة الفلسطينية إنّ الشهيد عدوان (27 عامًا) ارتقى متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الحيّ في قلبه.

الشهيد يحيى علي عدوان أسير سابق
الشهيد يحيى علي عدوان أسير سابق 

ووفق مصادر محليّة فإن الشهيد يحيى علي عدوان أسير سابق أمضى في سجون الاحتلال 7 سنوات، وقد أطلق جنود الاحتلال النار عليه قبيل الثانية بعد منتصف الليل، بدعوى إلقائه الحجارة عليهم.

وبحسب المصادر فقد جرى اعتقاله المرّة الأولى بينما كان عمره 15 عامًا، والثانية عام 2013 وتحرر عام 2016، واعتقل للمرة الثالثة عام 2019 وأمضى 16 شهرًا، كما تعرّض للاعتقال لمرتين خلال العام المنصرم.

واندلعت مواجهات مع الاحتلال في بلدة عزون بعد أن داهمها الجنود إلى جانب بلدات بديا وسنيريا وكفر ثلث وبديا ودير بلوط وفي محيط قراوة بني حسان، في إطار البحث عن مقاومين نفّذا عملية إطلاق نار بمركبة تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية، في وقت متأخّر مساء الجمعة، ما أسفر عن مقتل حارس مستوطنة "اريئيل" شمال الضفة الغربية.

وأظهر مقطع فيديو من كاميرات المراقبة في المكان، أن المنفذين أطلقا النار على الحارس الإسرائيلي من نافذة المركبة، ثم ترجّلا منها، وتأكدوا من مقتله، وغادرا.

عمليّة إطلاق نار من "مسافة صفر" 

ووفق موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" فإن منفذا العملية أطلقا النار من مسافة صفر، وحاولا طعن الحارس الإسرائيلي. وأشار الموقع إلى أن حارسة أمن كانت على مقربة من الحارس القتيل، وقد أصيبت بصدمة.

وحتى صباح اليوم، يواصل جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" البحث عن منفذي العمليّة الذي قال في وقت سابق إنهما وصلا بالسيارة إلى نقطة حراسة عند المدخل الغربي لمستوطنة "اريئيل" ، وقتلا بالرصاص حارس المستوطنة، وفرّا من المكان.

لحظة تنفيذ عملية إطلاق النار التي أدت لمقتل حارس مستوطنة "اريئيل"
لحظة تنفيذ عملية إطلاق النار التي أدت لمقتل حارس مستوطنة "اريئيل" 

وبحسب تحقيقات جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" فإن الحارس القتيل حاولة حماية حارسة إسرائيلية أخرى تواجدت في المكان لحظة الهجوم. 

وقال جيش الاحتلال إنه تم في أعقاب الهجوم استدعاء قوات من لواء الكوماندوز والمظليين والوحدة الخاصة للكلاب المدربة بالإضافة إلى قوات الشرطة التي قامت بإغلاق الطرقات ونفذت أعمال تمشيط بناء على معلومات استخبارية من "الشاباك"، وقد جرى تطويق مدينة سلفيت القريبة، وتجري أعمال تفتيش كاملة في مدخلها ومخرجها. 

ووفق متحدّث عسكري إسرائيلي فإن قوات من لواء الكوماندوز، والمظليين، ووحدة مرعول مدعومين بقوات من الجيش والشرطة وجهاز "الشاباك" تواصل عمليات بحث وتمشيط ومطاردة لمنفذي العملية، بما فيهم الكتيبة 636 (نتسان) التي يقع على عاتقها جمع المعلومات القتالية في فرقة الضفة الغربية، ومقرها معسكر "عوفر" شرق رام الله، وتمتلك أجهزة ووسائل مراقبة متطورة من كاميرات ومناطيد مراقبة وتشغّل طائرات استطلاع صغيرة وتقوم بنصب الكمائن.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه تقرر استدعاء قوات إضافيّة لنشرها في محيط مستوطنة "اريئيل" والمستوطنات المحيطة بها تحسُّبًا لعمليات تسلل أخرى.

وباركت فصائل فلسطينية في غزة عملية إطلاق النار، واعتبرت -في بيانات منفصلة- أن ذلك بمثابة "رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته في المسجد الأقصى".

وأكدت حركة حماس أن "المقاومة مستمرة ما بقي الاحتلال على أرضنا، وسيبقى رجالها الأبطال، وبنادقهم سدًّا منيعًا يحمي الأرض ويحرس الأقصى والمقدسات من جرائم الاحتلال ومستوطنيه".

الفصائل: العملية ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال 

من جهتها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن العملية تعبّر "عن خيار شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وانتزاع حريّته وتقرير مصيره"، داعيةً الجماهير الفلسطينية لاتخاذ كل إجراءٍ من شأنه إعاقة عمليات بحث الاحتلال عن المنفذين وملاحقته لهم، بما في ذلك تصعيد عمليات التخريب الشعبي لأدواته الأمنية من كاميرات وأدوات للمراقبة، والاشتباك الجماهيري مع قواته، والاسهام الجدّي في إرباك تحركاته.

وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إنّ العملية "ضربة لمنظومة أمن الاحتلال وتحصيناته، وتعد ردًا على جرائم الاحتلال وإرهابه وعنف المستوطنين والاعتداء على المصلين في ساحات الأقصى".