17-أبريل-2020

اندلعت مواجهات في مخيم العروب شمال الخليل، في نهاية شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، وانتهت بإصابات واعتقالات، واختفاء صامد، ظل أهالي المخيم يبحثون عنه طوال النهار والليل وحتى صباح اليوم التالي، ظنًا منه أنه أصيب خلال ملاحقة جيش الاحتلال له ولأصحابه واختبأ في إحدى الجبال، واستشهد جرّاء إصابته.

يقول والد صامد، جهاد جعارة المبعد إلى إيرلندا إن هذه اللحظات كانت الأصعب عليه في الغربة، لا يعلم عن ابنه شيئًا، هل أصيب؟ هل استشهد؟ هل اعتقل؟ ظللنا نعيش جميعًا في هذا الصراع إلى أن أعلن جيش الاحتلال اعتقاله.

صامد (17 عامًا) حُكم بالسجن 24 شهرًا وغرامة مالية قيمتها ثلاثة آلاف شيقل، وهذا الاعتقال هو الثالث بالنسبة له. يخبرنا والده الذي لم يلمسه في حياته، حيث ولد لحظة وصوله إلى إيرلندا مبعدًا بعد أحداث كنيسة المهد عام 2002: "ما شفته نهائيًا، بأول يوم وصلت ايرلندا، جاء صامد إلى الحياة، وسميّته صامد على اسم صديقي المبعد أيضًا، وليظل صامدًا في فلسطين.

ويخبرنا جهاد أنه يرى صامد النسخة المصغرة عنه، وهو متأثر بشخصيته كثيرًا، "صامد بشوش جدًا وشخصيته جميلة، يحب المخيم وفلسطين وأصحابه، عندما كنت اتصل به ويكون بين رفاقه في زقاق المخيم أشعر أنه تفوّق علي في حب المخيم وحب الناس له فخور به جدًا".

اقرأ/ي أيضًا: يوم الأسير الفلسطيني.. حقائق وأرقام

منذ اعتقاله لم يسمع والده صوته ولم يسمع أخباره إلا من أخوته، حتى مكالمات الفيديو التي كانت تجمعه بوالده أصبح محرومًا منها اليوم، فمنذ لحظة اعتقاله، لم تجمعهما المحادثات اليومية والنقاشات والأحاديث التي كانا يخوضانها كل يوم.

"هو وأخوته يحرمهم الاحتلال من السفر لرؤيتي، منذ لحظة ولادته وأنا أتمنى أن ألمسه بيدي، احتضنه وأخوته أكون بالقرب منهم لأسمع قصصهم وأخبارهم (..) أحيانًا أواجه مشكلة حقيقية في التعامل مع أولادي، من هم؟ هل هم الأطفال الذين تركتهم خلفي؟ أم الرجال الذي أصبحوا بالجامعات وأسرى في سجون الاحتلال؟ كيف أتعامل معهم؟" يقول جهاد.


اقرأ/ي أيضًا: 

"مُعلّم الأسرى".. 33 سنة في الاعتقال بلا ندم

الأسير فلنة.. شجرة شامخة في سجون الاحتلال

ناصر أبو سرور.. ظريف الطول الذي نادته مزيّونة لـ26 سنة